وهران.. نموذج أمني يحتذى به لإنجاح البطولة العربية لألعاب القوى

لم يكن النجاح اللافت الذي تشهده النسخة الرابعة والعشرون من البطولة العربية لألعاب القوى محض صدفة، بل هو ثمرة جهود جبارة بذلتها مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات التنظيمية، التي وقفت ساهرين على راحة الرياضيين والجماهير، وضمان أعلى مستويات الأمن والاستقرار، من الملاعب إلى الطرقات، ومن الفنادق إلى القرية المتوسطية، كان الحضور الأمني المكثف والمنظم صمام أمان حقيقيًا، يعكس مدى الجاهزية الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى، وحرصها على تقديم أجواء تنافسية مثالية تُخلّد في ذاكرة المشاركين.
حضور أمني دقيق وطمأنينة في كل مكان
منذ اللحظات الأولى للتحضير لهذه البطولة، وضعت المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع الحماية المدنية، وحدات التدخل السريع، ومصالح المرور، خطة أمنية محكمة تضمن سلامة الرياضيين، الجمهور، والإعلاميين وتوفر أعلى درجات الأمان والانسيابية خلال هذا الحدث الرياضي العربي الكبير. وحدات الأمن تمركزت منذ الصباح الباكر حول مركب ميلود هدفي بوهران وعلى طول الطرق الرئيسية المؤدية إليه، ما خلق أجواء من الثقة والاستقرار، حيث تمكن المشاركون والزوار من التنقل بكل سلاسة، دون أي عراقيل أو مضايقات.
داخل الملعب.. أجواء آمنة ومساحات مريحة
داخل المركب الرياضي، برزت الاحترافية العالية لعناصر الأمن الذين انتشروا بدقة في المدرجات، المداخل، الممرات الرئيسية والفرعية، وحتى أرضية الملعب، لضمان انسيابية الحركة وسلامة الجميع. كما خصصت الجهات المنظمة ممرات خاصة لكل فئة (رياضيون، إداريون، إعلاميون، جمهور، مسؤولون)، مما سهّل عملية الدخول والخروج، وخلق أجواء من الراحة والاستقرار وهو ما انعكس إيجابيًا على سير المنافسات في أجواء هادئة ومنظمة.
القرية المتوسطية.. حماية شاملة لضيوف الجزائر
لم يقتصر التأمين على الملعب فقط، بل امتد إلى القرية المتوسطية التي تُقيم فيها الوفود العربية المشاركة، حيث تم تأمين كل المداخل والمخارج، مع تواجد وحدات أمنية دائمة تسهر على راحة الضيوف، وتضمن تحركهم بكل أريحية وأمان. كما شمل التأمين الفنادق الكبرى التي استضافت الوفود العربية، حيث تم تعزيز الحماية في محيطها، مما بعث رسائل طمأنينة لضيوف الجزائر، وعكس مستوى التنظيم الرفيع الذي تمتاز به وهران كمدينة رياضية بامتياز.
تسهيلات كبيرة للإعلاميين والجماهير
كان لجهود الأمن دور محوري في دعم الإعلاميين حيث تم تخصيص فضاءات خاصة لهم، مع تسهيلات في الدخول والخروج، مما مكّنهم من أداء مهامهم بكل احترافية وسلاسة، دون أي تعقيدات. كذلك، تم تسهيل دخول الجماهير عبر تعزيز المداخل بعدد كافٍ من الأعوان، وتوفير ممرات مستقلة للعائلات والأطفال، مع الحرص على منع أي سلوكيات قد تؤثر على صفو الحدث، ما خلق بيئة رياضية آمنة ومريحة للجميع.
تنظيم المواكب الرسمية وانسيابية السير
خصص الأمن الوطني فرقًا خاصة لتأمين تنقل المواكب الرسمية للوفود من القرية المتوسطية إلى المركب الرياضي، مرورًا بالشوارع الرئيسية، وهو ما أسهم في ضمان سلاسة التنقلات، دون تعطيل لحركة السير داخل المدينة، ليتمكن الجميع من الوصول إلى الوجهات المحددة في الوقت المناسب، بكل راحة وأمان.
الحماية المدنية.. حضور احترافي واستجابة فورية
إلى جانب المصالح الأمنية كانت الحماية المدنية شريكًا أساسيًا في إنجاح الحدث، حيث تم وضع وحدات تدخل سريع وفرق إسعاف منتشرة داخل الملعب والمدرجات، تحسبًا لأي طوارئ صحية تخص الرياضيين أو الجماهير. كما تم تجهيز مركز صحي ميداني لاستقبال الحالات البسيطة، إضافة إلى سيارات إسعاف متواجدة باستمرار بالقرب من الملعب، مما يعكس تكاملًا مثاليًا بين الجانب التنظيمي والصحي، لضمان أفضل مستوى من السلامة لجميع الحاضرين.
الجمهور يشيد والتنظيم يصفق
لاقى هذا التنظيم الأمني المحكم إشادة واسعة من الجماهير التي حضرت المنافسات، حيث عبّر الكثير منهم عن ارتياحهم لسهولة الدخول والخروج والتنظيم الدقيق والمريح داخل المدرجات إضافة إلى حسن التعامل من طرف رجال الأمن والحماية المدنية، ما عزّز الصورة الحضارية للجزائر كوجهة رياضية آمنة ومميزة. بفضل هذا العمل المتكامل والتنسيق الرفيع بين الأمن والمنظمين، أثبتت وهران مرة أخرى أنها مدينة قادرة على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية العربية بأفضل مستوى من الأمن والراحة. إن الدور الكبير الذي قامت به مختلف الأجهزة الأمنية، الحماية المدنية، والسلطات المحلية يستحق كل التقدير والثناء، حيث بذلوا جهودًا جبارة لضمان نجاح هذه البطولة بكل تفاصيلها، ليبقى الحدث عنوانًا للروح الرياضية، الأمن، والاستقرار. الرهان القادم سيكون مواصلة هذا النجاح في المزيد من التظاهرات الرياضية الكبرى، مادامت الجزائر تمتلك رجالًا يقدّرون قيمة الأمن والتنظيم، ويحرصون على تقديم أفضل صورة لوطنهم أمام الأشقاء العرب.
تغطية: مصطفى خليفاوي / نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي