بداية قدم نفسك للقراء، و الجمهور الجزائري…
أنا بومضل فؤاد، أبلغ من العمر 32 سنة، مدرب نادي حتا الإماراتي لكرة القدم لفئة أقل من 21 سنة، و مستشار رياضي، بالمركب المتعدد الرياضات بولاية البليدة سابقاً، و مدرب في اتحاد العاصمة الجزائري خلال الثماني سنوات الماضية مع مختلف الفئات من فئة U13 إلى U18، متحصل على بطل ولاية الجزائر مع أصاغر اتحاد العاصمة سنة 2014-2015، وصلت لنهائي كأس الجزائر مع فئة U15 في نفس السنة 2014/2015 (انهزام ب 3-1 أمام أتليتيك بارادو)، نهائي كأس الجزائر مع فئة U18 ، انهزام بضربات الترجيح أمام مولودية العلمة، وهذا العام مع في تجربة جديدة في الإمارات، البداية كانت مع فئة الأقل من 14سنة، والآن مع فئة الأقل من 21 سنة.”
لماذا اخترت مهنة التدريب؟
” كنت لاعباً في براعم نادي إتحاد موزاية في ولاية البليدة، و منذ ذاك الحين أمارس الهواية المفضلة التي هي كرة القدم، حتى وصلت للأكابر، لم أكن ممتاز كلاعب ليس بسبب المستوى، وإنما انعدام الثقة بالنفس، و هذا راجع لظروف إجتماعية مررت بها، لكن نجحت في دراستي و لله الحمد، و حتى لا أبتعد عن كرة القدم، اخترت الدراسة بالمعهد الوطني العالي، و الذي أصبح يسمى الآن، المدرسة الوطنية العليا في علوم الرياضة وتكنولوجياتها، و أعتبر هذه المهنة مهمة جدا في بناء رجال الغد و ازدياد فرص التعارف وتوطيد العلاقات بين أفراد المجتمع وعلى مختلف أعمارهم و مستوياتهم، بالنسبة لي هذا المجال مهم جدا.”
ما هي الشهادات التي تحصلت عليها، و التي تهدف للحصول عليها؟
” تحصلت على شهادة البكالوريا علمي، شهادة مستشار رياضي، شهادة الكونفدرالية الافريقية Caf B، AFC B، و أود الحصول على أكبر عدد ممكن من الشهادات، مع تطوير الكفاءة فوق أرضية الميدان، وأكون أكثر فعالية
مثل CAF A +PRO، AFC A + PRO”
كيف جاءت فكرة التنقل للإمارات؟
” في الحقيقة الفكرة كانت موجودة قبل عامين
ولكن لم تأتي الفرصة، وفي إحدى الأيام وصلني إتصال من أخ و صديق وأستاذ في نفس الوقت
و هو محمد ميخازني، و أقترح علي الموضوع، لأن الإنسان الذي كان سبباً في ذهابي بعد الله إتصل بميخازني، لكي يقدم له أحد المدربين الأكفاء حسب علمه وخبرته، و الذي أشكره بالمناسبة وهو الذي كان له الفضل بعد الله عز وجل.”
ما هو الهدف الذي تنقلت من أجله؟
” إكتساب خبرات جديدة، وتطوير المكتسبات و المعارف، و اكتشاف كل ماهو جديد، و تشخيص الفرق بين مستوى التدريب في الجزائر وخارجها.”
ما هو الفرق بين التكوين في الجزائر و الإمارات؟
” أول فرق لاحظته هو توفر الإمكانيات، و كذا إحترام المتبادل، التنظيم المحكم، والصرامة في العمل، التشجيع على التطور، و التنظيم المحكم، حيث أنهم يعتمدون على تطبيق إلكتروني تحتوي على برنامج كل المباريات لمختلف الأصناف، النتائج، الترتيب، البطاقات الصفراء و الحمراء، و كل الإحصائيات.”
هل تطمح لتكون مدرب الأكابر، أو تريد التركيز على التكوين؟
” أكيد، أطمح لأن أكون مدرب فريق أول، و هدفي الأول هو المنتخب الوطني بإذن الله، لماذا لا كما فعل جمال بالماضي أو أكثر.”
كنت أوّد أن أسئلك عن أهدافك المستقبلية التي تنوي تحقيقها؟
” تدريب الفريق الوطني يبقى الهدف الأسمى، و أكون سبب من أسباب التغيير، ورفع مستوى تكوين من جميع المجالات في بلادي، و تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.”
كيف هذا؟
” أول خطوة هي رفع مستوى المدربين وليس كل من له شهادة يشرف على أي فئة كانت، يجب تأطير ذلك، مثلاً المتحصل على شهادات عليا مع التجربة، بإمكانه أن يشرف على صنف أراد، أما الذي يملك شهادة إن صح التعبير مستوى مبتدأ فله حد لا يمكن تجاوزه، و تقسيم المهام يجب أن يكون حسب الشهادات، حيث لا يمكن أن تمنح فريق لمدرب لم يسبق له الحصول على الشهادات أو دراسات عليا، و يشرف على التكوين كونه لاعب سابق في الجزائر، و يجب معرفة الفرق بين الخبرة كلاعب و بين الكفاءة كمدرب.”
و كيف ترى التكوين في الأندية الجزائرية خصوصا الرابطتين الأولى و الثانية؟
” التكوين في الجزائر بدأ يرى النور في السنوات الأخيرة، و أعتقد أن الفريق الوحيد الذي يكوّن على أسس سليمة يبقى نادي أتلتيك بارادو، و أقول هذا رغم أني عملت سابقاً في اتحاد العاصمة، و كنا نسعى للعمل وفق منهجيات مضبوطة و لكن دائماً هناك مشاكل تعرقل السير الحسن للعمل، و أفضل مثال للتكوين أيضاً يبقى المدرب بوعلام شارف، و دعني أضيف أمراً هاماً…. ”
تفضل…
” موضوع التكوين في الجزائر شائك للغاية، و لا يمكننا أن نتحدث عن التكوين و المدرب في حد ذاته ليس مكَوَّناً، حيث أن هناك مدربين محدودين و لا يمكنهم تدريب فئة أكبر من u15، حتى يتكون و يكسب خبرة و يتدرج في مختلف الفئات، و يحصل على شهادات و يخوض تربصات تطبيقية ميدانية كمساعد مدرب، و من يملك دراسة عليا و شهادات، فإنه ملّم بكل الجوانب، له علم دقيق و متابعة كبيرة، و يمكن الاعتماد عليه من أدنى فئة حتى فئة الأكابر، و على المدربين المشرفين على التكوين الإلمام بمنهجية التدريب قبل الحديث عن الأمور الأخرى، و أتحدى أي كان يقول بأن المدربين يكونون بشكل جيد في الجزائر، ما عدا فئة قليلة للغاية لا تتجاوز 5%، و حتى اللاعبين القدامى أغلبهم لعب “البالون” و لم يلعب كرة القدم بأصولها، و اكتشفنا هذا من خلال التجارب التي كنا نجريها في اتحاد العاصمة، حيث أن هناك لاعبين من البطولات الفرنسية الذين كانوا يشاركون فيها على غرار أفسي باريس مثلاً، و هنا تستنج الفرق بين قاعدة التكوين، حيث أنهم يعرفون مثلاً متئ يروضون الكرة، و متى يلعبون بلمسة واحدة و متى يحتفظون بالكرة، رغم صغر سنهم، و للأسف حتى بلاطوهات التلفزيون أصبحت تستقبل بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بكرة القدم الحديثة لا من قريب و لا من بعيد، فوضويون و لا يملكون أي منهجية لا في التحليل و لا في كرة القدم.”
كيف يجري التكوين في الإمارات، ما هي الأسس التي يعتمد عليها؟
“نوعية و عدد اللاعبين في الجزائر أكبر بكثير مقارنة بالإمارات، و الأسس التي يعتمد عليها هي الصرامة و الإنضباط، و الاحتجاج أو سب الحكم في المباريات مثلاً يعرض صاحبه لغرامة مالية كبيرة، و حتى التأخر عن التدريبات، دون نسيان توفر الإمكانيات على خلاف الجزائر، التي أتمنى أن يركز المسؤولين فيها على الجانب التربوي و الأخلاقي، بداية من الهندام و تسريحة الشعر وصولاً إلى التعامل مع المدربين و الحكام و الزملاء.”
مؤخراً ظهرت بعض الأكاديميات للتكوين يقودها شبان أكفاء، كيف ترى العمل الذي يقومون به؟
” التقييم يجب أن يكون من أهل الإختصاص، و يجب وضع أناس ذات كفاءة و خبرة على رأس التكوين، كبوعلام شارف مثلاً، و للأسف أن هناك البعض بدأ يرى هذه الأمور من المنظور التجاري، كما لا يجب أن ننكر أن هناك شباب طموح يقدم الكثير و يسعى دائماً للتعلم و التقدم.”
لو تأتيك فرصة لتدريب فريق جزائري في الرابطة الأولى أو الثانية، هل ستقبل بالعمل؟
” كمدرب أول لست جاهزاً ليس تقليلاً من شأني و إمكانياتي لا أبداً، و لكن في الجزائر ليسوا مهيؤون بما فيه الكفاية لاستقبال شباب و منحهم الفرصة و المسؤولية. ”
هل تفضل العمل في الجزائر أو في الخارج، خاصة أوروبا أو الخليج؟
” أفضل أن أبقى في الخارج، لأواصل التكوين في ظروف حسنة و ممنهجة و نظيفة على خلاف ما يحصل في الجزائر، و عندما أصبح جاهزاً من كل النواحي، سأعطي بلدي كل ما كسبته و أنا مستعد لذلك.”
ما هي نصيحتك للمدربين الشباب في الجزائر؟
” أنصحهم بالتعلم لأكثر درجة ممكنة، و التكوين و الدراسة بشرط أن تكون تحت أيدي أهل الاختصاص، و كذا الإلمام بمنهجية و فيزيولوجيا التدريب، و علم النفس الخاص بكل فئة، و كذا وخصوصيات كل فئة على حدى من جميع النواحي.”
كلمة أخيرة لختام الحوار، أي إضافة تفضل المجال مفتوح…
” أتمنى أن يصلح الله أحوال بلدنا و يرفع عما الوباء و البلاء و ستعود الحياة لطبيعتها، أتمنى كل التقدم و الازدهار للجزائر.”
حاوره: خليفاوي مصطفى