بداية قدم نفسك للقراء والجمهور الجزائري.
” أنا حمزة سرار مدرب الفريق الرديف لنادي تشارلون الانجليزي، مشواري بداية كان كلاعب كرة القدم في وفاق سطيف، وبعدها درست في مدينة قسنطينة في المعهد العالي لتكوين إطارات الشباب و الرياضة، و سافرت بعدها لإنجلترا، حيث درست في الجامعة، وحققت عدة شهادات، حيث عملت في نادي ميلوال لأقل من 14 سنة، و نادي ويستهام يونايتد لأقل من 15 سنة، وبعدها في لندن سيتي يونيفرستي كمساعد للمدرب، وبعدها دخلت للجزائر للعمل في أكاديمية الفاف، وبعدها كنت مساعد مدرب للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة للمدرب جون مارك نوبيلو، و كذا مدرب مساعد للمنتخب المحلي، وعدت لإنجلترا سنة 2014 للفريق الجامعي من جديد، وعملت أيضا في المديرية الفنية للاتحادية الانجليزية لكرة القدم وبعدها انتقلت لنادي شالتون من أقل من 15 سنة إلى أقل من 18 سنة والآن مع فريق أقل من 23 سنة.”
لماذا اخترت مهنة التدريب؟
” لا أعلم بالضبط إن كنت أنا اخترت التدريب أو هو من اختارني، لأني كنت عاشقا لكرة القدم منذ الصغر، وكنت قائدا للفريق دائما وأقدم النصائح للاعبين وأقود عمليات الإحماء حتى في المدرسة، كما أنني ترعرعت في عائلة رياضية، وكنت دائما أتوجه للملعب من أجل حضور التدريبات والمباريات رفقة عمي عبد الحكيم، وأجلس في مقاعد البدلاء مع مختار لعريبي، وأراقب كل تصرفاته، وأعتقد أنها كانت شغفا منذ الصغر، وبما أن مسيرة اللاعب لم أوفق فيها، فتوجهت نحو التدريب.”
ما هي الشهادات التي تحصلت عليها في مشوارك؟
” أنا حامل لشهادة ليسانس في التدريب، وشهادة جامعية في نفس التخصص من جامعة لندن، وشهادة الدرجة الرابعة للتدريب، شهادة uafaA،وشهادة نخبة للتكوين.”
لماذا اخترت نادي شالترون بالضبط؟
” اخترت تشارلتون لأنه مهتم بالتكوين بالدرجة الأولى، وهو السابع في انجلترا في هذا المجال الذي يقدم لاعبين للفرق الأولى في البريمرليغ، ونادي له فلسفة لعب وتكوين من أعلى طراز، كما أن هناك من يعملون في النادي ولهم قدر كبير للغاية من الكفاءة والخبرة، وأنا هنا للتعلم والتطور أكثر.”
هل من السهل أن تكون مدربا في إنجلترا خاصة في نادي بهذا الحجم والعراقة؟
” لا، ليس سهلاً على الإطلاق أن تكون مدرباً في إنجلترا خاصة وأنه بلد كرة القدم وهناك منافسة شرسة للغاية، ووجود كفاءات عالية للغاية سواء محلية أو من بلدان أخرى، كهولندا، إسبانيا، فرنسا، والحمد لله جئت هنا لأكون مدرباً، جئت بشغف كبير وتضحيات أكبر للغاية، والحمد لله والتوفيق من الله، ليس لأني أعرف أو متمكن ولكن التوفيق بيد الله عز وجل، تعبت كثيراً للوصول لهذا المستوى والحمد لله.”
للوصول الى هذا المستوى من الطبيعي أنك واجهت عديد المصاعب، ما هي؟
” بالتأكيد أن هناك عديد المصاعب، خاصة وأن الدراسة هنا ليست سهلة، دون الحديث عن المصاريف الكثيرة من حيث الإيواء، الأكل والدراسة، وبعد الحصول على الشهادات ليس من السهل الدخول لعالم الاحتراف كون المنافسة كبيرة للغاية، كما أن هناك صعوبة اللغة، والمعرفة بالعديد من الأمور. واجهت عدة صعوبات والحمد لله تجاوزتها ووصلت لهذه المرحلة. ”
ما هو الفرق بين التكوين على الطريقة البريطانية والطريقة الفرنسية؟
” الفرق يكمن بداية الأجواء المناخية في إنجلترا، كما أن هناك شغف كبير للغاية بكرة القدم، و التوظيف صعب للغاية هنا على خلاف فرنسا التي تتواجد بها جالية إفريقية، و مغاربية كبيرة، كما أن إنجلترا في العشر السنوات الأخيرة وضعت برامج جديدة و منهجيات جد متطورة في مجال كرة القدم، في حين في فرنسا يعتمدون على الجاليات المغتربة كما أن هذا البلد كبير من حيث المساحة و يعتمد على طريقة جيدة في التكوين بدءاً من الأقسام الجهوية، و إنجلترا صغيرة مساحةً مقارنة بها، كما أن البريمرليغ تضع تحت تصرف التكوين أموال كبيرة لتطبيق البرامج و المنهجيات التي نتبعها في الفترة الحالية، و بدأت تحقق ثمارها.”
كيف ترى التكوين في الجزائر؟
” أرى أن التكوين في الجزائر غير موجود، هناك مواهب كبيرة للغاية والمادة الخام موجودة، هناك من يلعب في الشوراع ويملك موهبة كبيرة، ولكن على المستوى التكتيكي والتقني والبسيكولوجي والإنساني، لا يوجد أي شيئ، المنشآت ومراكز التكوين منعدمة، هناك نادي أو اثنين يسعى لفعل كل بوسعه لتحقيق ذلك، لكن في الحقيقة لا يوجد تكوين، حيث الجميع يسعى لانتداب لاعبين من هنا وهناك حتى في الفئات الشابة، ولكن لا وجود لا للتكوين ولا للعملالممنهج، للأسف هذه هي الحقيقة.”
كيف تقيّم المنتخب الوطني الجزائري لفئة أقل من 20 سنة؟
” وضعنا برنامج للعمل على المدى البعيد بدأناه منذ أن كنا في أكاديمية الفاف، وحتى اللاعبين هناك من ارتقى تشكيلة المنتخب لأقل من 23، وهناك من يحقق مشوارا مميزا الآن، في صورة كريم لعريبي في النجم الساحلي التونسي، ربيعي في مولودية الجزائر، غوماري في البرج، شريفي في اتحاد العاصمة، وعديد اللاعبين، والحمد لله أننا كوّنا لاعبين بمستوى مميّز، ولكن كان فشلاً في الكان للأسف خاصة في بلادنا.”
ما هي أهدافك المهنية المستقبلية؟
” الحمد لله أنا في خمس سنوات في تشالتونوكوّنا عديد اللاعبين الذين ينشطون الآن في الفريق الأول، والمرحلة المقبلة ستكون من أجل العمل في الفريق الأول في التشامبيون شيب لتكون هذا الموسم، وبعدها سنرى ما سيحدث حيث أسعى لأكون مدرباً أولاً في التشابيون شيب وبعدها فيالبريمرليغوهذا هو الهدف الأول بإذن الله.”
العمل في المنتخب الوطني الأول هل هو من بين طموحاتك؟
” بالتأكيد العمل في الطاقم الفني للمنتخب من أبرز الأهداف، ولن أدير ظهري أبداً لبلدي، وحتى الآن مع تشالتون لو أتلقى اتصال للمشاركة في تربصات الخضر، سأكون حاضراً في الحال.ويشرفني هذا كثيراً كما سأجد طريقة للتفاهم مع النادي في هذا الأمر، والمنتخب ليس هدفا بقدر ما هو فخر، هذا بلدك ويتصلون بك اليوم ستلتحق غداً دون تفكير.”
إذا وصلك عرض من أحد النوادي الجزائرية هل ستقبل بالمهمة؟
” وصلتي 3 عروض في المواسم الثلاث الأخيرة من نوادي جزائرية، تحدثت مع الرؤساء ولكن شعرت بأمور غير مريحة، وأعتقد أن كرة القدم الجزائرية مريضة من ناحية الأندية، ولا أعتقد إن كان تدريبي في الجزائر هدفاً الآن، أو حتى من ناحية التطور المهني في الفترة الحالية، إلا في حالة وجود مشروع رياضي محترف بأتم معنى الكلمة، وغير هذا لا يهمني.”
ما هي نصائحك للمدربين الشباب الجزائريين الذين يطمعون لتحقيق مشوار احترافي؟
” نصيحتي هي أن يحبوا هذه المهنة ويكونون شغوفين بها، ويعلموا أنه ليس من السهل أن تكون مدرباً محترفاً لأنها نفس مسيرة لاعب الذي ينوي دخول عالم الاحتراف، حيث يجب الصبر والتضحية والبحث المتواصل عن التكوين، كما يجب الحرص على الدراسة لتكون مميّزا عن الآخرين، كما لا يجب حرق المراحل أيضاً وهذا مهم للغاية.”
كلمة أخيرة لإنهاء الحوار، تفضل.
” أشكر جريدة بولا على هذا الحوار، وأتمنى أن يرفع الله عنا الوباء ويرزق بلدنا كل الخير، نلتقي قريبا، إلى اللقاء.”
حاوره: خليفاوي مصطفى