مقرها في بروكسل … “إيكو سبور” أول مدرسة كروية للأطفال الصم في العالم
صحيح أن كرة القدم لعبة عالمية والأكثر شعبية في العالم والشغف بها فاق كل الحدود، وهذا ما يجعل ممارستها حق للجميع حتى الأطفال الصم وضعاف السمع، لكن هذا غير متاح للجميع في بقاع العالم سوى في العاصمة البلجيكية بروكسل، أين تم إنشاء مدرسة إيكو سبور التي تهتم بتعليم الأطفال الصم الأقل من 14 سنة لكرة القدم حتى يمارسونها بنفس الطريقة التي يمارس بها أقرانهم ذوي السمع العالي، على أمل أن تنتشر هذه المبادرة في كل قطر من العالم ويتاح لهذه الفئة ممارسة كرة القدم والتي تعتبر حلم جميع الأطفال.
جورج كابان وزوجته إيلودي صاحبا الفكرة
فكرة مدرسة إيكو سبور كانت بمبادرة شخصية من السيد جورج كابان صاحب الأصول الكاميرونية و زوجته إيلودي روسينيول التي تعمل كطبيبة خاصة بالصحة المدرسية، حيث قال كابان في حديث لجريدة بولا، أن الفكرة بدأت كونه يملك إبن شقيقته أصم و يعشق ممارسة كرة القدم، لكن إعاقته حرمته من ذلك بسبب عدم قدرته على التواصل مع أقرانه و هذا ما أدخله في موجة إكتئاب عالية رفقة والدته، كل هذا دفع جورج كابان إلى إيجاد حل لمثل حالة هذا الطفل، حتى بدأت فكرة إنشاء مدرسة كروية في سنة 2020 هدفه هو تزويد الأطفال الصم وضعاف السمع بفرصة ممارسة النشاط البدني المنتظم في بيئة ممتعة ، كما يقدم دروسًا في كرة القدم تتكيف مع المهارات الحركية للأطفال وفئتهم العمرية.
اقترابه من هذه الفئة جعله يفكر في إيجاد حل لهؤلاء الأطفال
جورج كابان كان يعمل كمدرب لكرة القدم للفئات الصغرى في أندية صغيرة في بلجيكا، كما كان يعمل أيضا كمرشد ومرافق في مدارس خاصة بالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ومن بينهم الأطفال الصم وضعاف السمع، وهذا ما جعله يشرع في تعلم لغة الإشارة للتواصل معهم، ومن ثم لاحظ أن عددًا كبيرًا من الأطفال يحبون لعب كرة القدم لكن لم يكن لديهم إطار عمل حقيقي يتكيف مع احتياجاتهم. بناءً على هذه الملاحظة وكونه شغوفًا بتدريب الشباب في الرياضة والنشاط في هذا المجال لمدة 9 سنوات، وبالتالي قرر إنشاء مدرسة إيكو سبور وهي مدرسة غير ربحية تهدف إلى منح الأطفال الصم وضعاف السمع الفرصة. لممارسة النشاط البدني بانتظام من خلال إقامة أنشطة كرة القدم وتلقي نفس الفرص التي يتمتع بها الشباب الذين يلعبون في أندية كرة القدم العادية.
المدرسة بأهداف إنسانية قبل كل شيء
تسعى مدرسة إيكو سبور يصنع الفارق في حياة الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، وخلق ديناميكية وتماسكًا اجتماعيًا بين مختلف أطياف المجتمع، كما لها أهداف إنسانية قبل كل شيء و أبرزها مساعدة أطفال الصم و ضعاف السمع الاستمتاع بكرة القدم، مع خلق عادات صحية لأسلوب الحياة عن طريق الرياضة، و كذا نقل قيم الاحترام و اللعب النظيف، بالإضافة إلى تعلم العمل في محيط جماعي، العمل على الثقة واحترام الذات، تطوير المهارات الحركية المتعلقة بكرة القدم،تعزيز الاندماج الاجتماعي للأطفال وأنهم يشعرون بأنهم مدعومون ومتميزون مثل أولئك الذين يلعبون في الأندية الرياضية.
الهدف هو منح الفرصة لهذه الفئة وكسر الحاجز
الهدف مدرسة إيكو سبور أيضا إلى منح الفرصة لهؤلاء الأطفال من أجل ممارسة كرة القدم وأن تقوم بكسر حاجز الإختلاف بين الأطفال الصم والأطفال العاديين ومحاولة دمج الفئتين معا لممارسة الرياضة التي يحبها الجميع، حيث تقدم المدرسة بنشاطات مختلفة في العاصمة البلجيكية بروكسل من أجل هؤلاء الأطفال.
برامج تعليمية ورياضية وفق مناهج بيداغوجية
هذا وتعمل مدرسة إيكو سبور على تقديم دروس في كرة القدم لهؤلاء الأطفال من أجل كسب المزيد من الخبرات على هذه الرياضة، كما يعمل القائمون على إيكو سبور الرفع من مستوى إمكانيات الأطفال سعيا لمساعدة من يملك مستوى كبير في الذهاب بعيدا بما أن هناك منتخب بلجيكي للصم والبكم، ولكن لا توجد مدارس للأطفال أقل من 14 سنة.
استحداث أدوات متطورة لمساعدة الأطفال
بما أن الأطفال المعنيين بهذه المدرسة صم أو ضعيفي السمع، فإن مدرسة إيكو سبور سعت لإيجاد حل من أجل التواصل مع اللاعبين خلال التدريبات أو المباريات التي يلعبها الأطفال، وهذا من خلال استحداث ساعات يدوية يحملها الأطفال بأدوات تحكم يحملها المأطرون وبالضغط على الزر فإن الساعة تهتز في يد اللاعب ليلفت نحو مدربه لتلقي الإرشادات. مع وضع برامج أخرى متطورة تسهل للأطفال تبقي المعلومات والإرشادات من قبل مدربيهم.
المدرسة تلقت دعم معنوي كبير
لقيت مدرسة إيكو سبور دعما معنويا كبير للغاية من قبل أولياء اللاعبين الذين وجدوا أخيرا ملاذا لإعاقة أبنائهم في ممارسة كرة القدم، كما شهدت المدرسة دعما كبيرا من قبل أكاديميات رياضات ذوي الإحتياجات الخاصة، وكذا مختلف المدارس الرياضية في مدينة بروكسل البلجيكية.
إيكو سبور وجورج كابان مستعدون لدعم أطفال الجزائر والعرب
هذا ومن خلال حديثه لجريدة بولا، قال جورج كابان مؤسس مدرسة إيكو سبور، أنه مستعد لمساعدة الأطفال الصم وضعاف السمع في الجزائر من أجل ممارسة كرة القدم بشكل عادي شأنهم شأن الأطفال العاديين، حيث أكد بأنه مستعد لإجراء دورات تكوينية للمدربين في الجزائر والإشراف على حصص تدريبية تعليمية للأطفال والمدربين في أي وقت يتلقى دعوة لذلك، حيث أكد أن هدفه هو أن يحظى كل الأطفال الصم في العالم بلعب كرة القدم ومختلف الرياضات.
متى يجد الأطفال الصم في الجزائر هذه الفرصة؟
بعد أن وجد الأطفال الصم في مدينة بروكسل البلجيكية فرصة لعب كرة القدم بشكل عادي للغاية، فمتى يجد ذات الأطفال في الجزائر و مختلف البلدان العربية و الإفريقية فرصة ممارسة كرة القدم بشكل عادي، و متى يجدون من يدفعهم لِلتغلب على إعاقتهم و كسر هذا الحاجز الرهيب.
إعداد: مصطفى خليفاوي