في حوار حصري مع جريدة “بولا”.. مدوار وضح عدة قضايا بخصوص البطولة الوطنية واللاعبين! وكيف يقضي رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم فترة الحجر الصحي؟!
في حوار خص به جريدة “بولا”، سرد رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدور، ظروفه برنامجه اليومي مع الحجر الصحي المنزلي الذي يخضع له في مقر إقامته بالعاصمة، كما تحدث في حواره هذا على عديد القضايا التي تخض البطولة الوطنية واللاعبين، موضحا أن استئناف المنافسة يتوقف على مدى تحسن الوضع الحالي في البلاد، المسؤول الأول عن تسيير المنافسات الكروية أكد أنه ينتظر انتهاء الوباء من أجل القيام بالإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالتوقف الطارئ للبطولة، لاسيما رواتب اللاعبين.
أولا شكرا على قبول الحوار.
“مساء الخير وشكرا على الإهتمام وأجدد التحية لكل قراء جريدة بولا”.
السيد مدوار حاليا يتواجد في العاصمة؟
“نعم، حاليا متواجد في مقر إقامتي بالعاصمة و عائلتي كلها في الشلف، و هذا من أجل مزاولة مهامي الضرورية، لهذا فضلت البقاء بالعاصمة عوض السفر في كل مرة إلى ولاية الشلف تفاديا لأي طارئ و حفاظا على عائلتي و أقربائي و أصدقائي، وحتى الإجتماعات التي قمنا بها، من بينها اجتماع المكتب الفيديرالي الذي انعقد في الـ 31 مارس الفارط “بتقنية الفيديو كونفيرانس” أي عن طريق”السكايب”، كذلك اجتماع مكتب الرابطة الذي انعقد يوم 02 أفريل الفارط، و في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا لابد من بعض التضحيات من أجل سلامتنا و سلامة الآخرين”.
كيف يقضي عبد الكريم مدوار وقته في فترة الحجر الصحي؟ يعني ما هو برنامجك اليومي؟
“ككل الشعب الجزائري متواجد في الحجر الصحي، ولو أنني أقضي ساعات النهار مابين مكتبي و البيت و الرياضة، برنامجي اليومي تهيمن عليه المهام الاعتيادية لنشاطي في الرابطة، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تواجه فيها بلادنا جائحة كورونا كباقي دول العالم ، أتنقل إلى مكتبي لما تقتضي الضرورة و بسيارتي الخاصة، لتفحص بعض الأمور على غرار أجور العمال و مراجعة بعض القضايا العاجلة التي تتطلب مني كرئيس التدخل فيها، و بالتالي في نهاية اليوم أعود إلى البيت، وفي طريقي أقتني بعض الأمور و ألجأ دائما إلى الأماكن غير المكتظة والمغلقة و المعزولة تفاديا لإنتشار هذا الوباء، و أريد التوضيح أننا أعفينا كل موظفي الرابطة من العمل خلال هذا الظرف الإستثنائي”.
هل فيه نشاط وظيفي خلال هذه الفترة، وكيف يتم التواصل مع الموظفين لما تقتضي الضرورة؟
“حاليا كل الموظفين متواجدون في بيوتهم ملتزمون بالحجر الصحي، لكنه لما تقتضي الضرورة أتواصل مع الشخص المعني الإلتحاق بالمكتب لفترة وجيزة فقط خاصة لما يكون الأمر مرتبط بمصلحة ذات منفعة عامة، عموما يكون ذلك عن طريق الهاتف أو الواتساب أوالبريد الإلكتروني، حيث أتواصل مع الأمين العام للرابطة، و أحيانا يتطلب الأمر التنقل إلى المكتب من أجل أمور إدارية فقط، و ذلك للإمضاء على بعض الأوراق، بالإضافة إلى مستحقات العمال، و الوقوف على بعض الأشغال على مستوى مقر الرابطة الوطنية الذي سيكون في أقرب وقت بحلة جديدة يليق برابطة محترفة، و العمل يمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات فقط، أما البقية فيزاولون مهامهم من بيوتهم”.
كيف تشعر وأنت في الحجر كل هذه المدة؟
(تنهد..) “إنه وباء كورونا فيروس الذي ضرب العالم بأسره وراحت ضحيته البشرية، شعوري كشعور كافة الجزائريين الساعين لمواجهة هذا الداء، وعلينا أن نؤمن بقدر الله وقدره، إلا أننا ينبغي التحلي بالانضباط والإلتزام بالحجر الذاتي لمساعدة بلدنا الجزائر على تجاوز هذه المحنة، لسلامتنا وسلامة عائلاتناوأحبائنا، والحجر المنزلي أفضل بكثير من العمل اليومي، وأنا ككل الشعب الجزائري ألتزم بقرارات الحكومة الجزائرية تفاديا لهذا الفيروس الخفي، لأن القضية هي قضية كيان وشعب ودولة ككل”.
كيف تقضي وقتك في البيت؟
“لملأ الفراغ أصبحت أقضي وقتي مع الطبخ الخفيف، بالرغم من أنني لا أتقن الطبخ (يضحك)، وهذا بحكم أنني بعيد عن العائلة، كما أقوم بغسل الأواني والملابس بالغسالة بطبيعة الحال (يضحك)، والله اشتقت إلى الجو العائلي و “الحريرة”. (يضحك) لكن الحمد لله، وأختم برنامجي اليومي بالقيام ببعض التمارينات الرياضية كالركض والمشي، وأقضي وقتي أحيانا مع الكمبيوتر للإبحار في عالم الانترنت لتتبع الأحداث الجزائرية والدولية المتعلقة بهذا الوباء، ويجب علينا أن نتقيد بالتدابير والتوصيات التي تصدرها الجهات الوصية”.
وبالتطرق إلى الجانب الكروي، تبقى أسبوع عن رفع الحجر مبدئيا، كيف سيتعامل مدور مع الوضع؟
“في ظل الظروف الصحية التي تعيشها البلاد والتوقف الاضطراري لكل النشاطات الرياضية، كإجراء احترازي لتفادي تفشي فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم منها الجزائر، و الكل على دراية بالوضع الراهن للبلاد الذي هو في تزايد مستمر، لهذا نترقب تمديد الآجال، و من الواضح أن نمر إلى مرحلة ثالثة، أكيد ستكون ترتيبات، و نحن كرابطة جاهزون لكل الإحتمالات، لا نتسرع و لا نتكهن و لا نفترض، علينا التريث لأن الأمر جد صعب، و لا قرار لنا إلا تعليمة من وزارة الشباب و الرياضة و وزارة الصحة، و انطلاقا من تعليمات الهيئتين الوزاريتين سيكون لنا شأنا آخر استنادا لقرارات الحكومة الجزائرية، لهذا لا يمكننا الحديث على ما بعد 19 أفريل، لكن التخمينات موجودة، و الرابطة تفكر في كل الاحتمالات والفرضيات بخصوص مصير الموسم الرياضي الذي توقف جراء تفشي هذا الوباء، وهذا قبل أسبوع عن انتهاء المهلة التي حددتها وزارة الشباب والرياضة من أجل الاستئناف المحتمل للمنافسات الكروية”.
هل من رسالة تطمئن بها الأسرة الكروية بخصوص الوضع ما بعد التخلص من هذه الأزمة؟
“الأسرة الرياضة كلها تترقب الرجوع إلى الحياة العادية، خصوصا الكروية منها، و قبل التفكير في استئناف التدريبات والمنافسات، أكيد تفكيرهم سيصب بالدرجة الأولى على حماية الرياضيين و اللاعبين و عائلاتهم و أحبائهم بالدرجة الأولى، و كذلك على كيفية التعاون و التضامن مع بعضهم البعض، و نحن أكيد سنقوم بالإجراءات اللازمة عندما يعود الوضع إلى أمره الطبيعي ببرمجة لقاءات في الرابطة الوطنية مع اجتماع المكتب الفيديرالي لمراجعة و مناقشة مختلف المسائل التي تتعلق بالتوقف الطارئ للبطولة و مساعدة الأندية، لاسيما رواتب اللاعبين، مثلا لو حبذ الوصول إلى أرضية اتفاق بين اللاعبين و رؤساء الأندية لتخفيض الأجور خاصة من شهر مارس إلى نهاية الموسم”.
في ظل تزايد الوضع، هل أنت متخوف من اعتماد موسم أبيض؟
“على حسب رأيي أستبعد خيار الإعلان عن موسم كروي أبيض في الجزائر، و لا وجود لأي فكرة مطروحة حول هذا الأمر حتى ولو تأجل استئناف البطولة إلى ما بعد 19 أفريل، لأنه لم يتبقى من عمر البطولة سوى ثماني جولات من المحترف الأول، و سبع جولات عن المحترف الثاني، سيما اللقاءات المتأخرة عن الرابطتين الأولى والثانية، إضافة إلى مباريات إياب الدور ربع النهائي من كأس الجزائر، و لهذا أقول أنه على الأقل يمكن إنهاء الموسم في شهر ونصف أو شهرين على أقصى تقدير، و نحن ننتظر الضوء الأخضر من الحكومة الجزائرية لإستئناف النشاط الكروي”.
ما هي أهم العبر التي استخلصها عبد الكريم مدوار من هذه الفترة؟
“عبرة كبيرة جدا استخلصناها جميعا في هذه الأوقات العصيبة، بتمديد فترة الحجر وغلق جميع الحدود الجوية والبحرية والبرية، هذه الفترة أعطتنا فرصة للتأمل في عدد من الأشياء، أن الإنسان مهما بلغت إمكانياته فهو محدود أمام مخلوق لا يُرى بالعين المجردة، لهذا يجب التذرع والرجوع إلى الله عز وجل ومراجعة الضمائر و الإبتعاد عما يغضب الله تعالى كالفتن و النفاق و البغضاء، و نتمنى أخذ العبر مما نمر به”.
نختم الحوار برسالة للشعب الجزائري خلال هذه الفترة العصيبة؟
“أدعو الشعب الجزائري عامة، و الرياضيين و العائلة الكروية على وجه الخصوص،إلى الإنضباط و الإلتزام بالتعليمات الوقائية و القانونية التي أقرتها وزارة الصحة و الحكومة الجزائرية، وذلك بالمكوث في البيت و تجنب الأماكن المكتظة و غيرها من التدابير،و لا يجب الإستخفاف بأهميتها تفاديالانتشار هذا الوباء الخبيث، و علينا أن نقف مع بعضنا البعض كوقفة رجل واحد للمساهمة في العودة إلى الحياة الطبيعية، و دعواتنا لله أن يرفع علينا الداء والبلاء و الوباء، و تمنياتي الشفاء العاجل لكل المرضى كما أترحم على من وافتهم المنية بسبب هذا الفيروس الخفي”.
وصلت الفكرة بإذن الله، شكرا لك سيد مدور على الوقت الذي منحته لنا لإجراء هذا الحوار..
“شكرا لكي على هذا الإهتمام، والشكر موصول لكم كجريدةمحترمة، تمارس إعلاما موضوعيا، وتعطي لكل ذي حق حقه، ونحن في الخدمة وسنبقى على تواصل من أجل المصلحة العامة وتنوير الرأي العام”.
حاورته: سهيلة.م