خبراء و تقنيون يجمعون أنه كان في طريق مفتوح بسيناريو مفضوح… مدوار يواصل على رأس الرابطة لعهدة ثانية ب”التزكية” في إنتخابات شكلية
خلّفت تزكية عبد الكريم مدوار لرئاسة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم لعهدة جديدة العديد من ردود الأفعال وسط الشارع الكروي الرياضي ،فبين من يرى أن بقاء الناطق الرسمي لجمعية الشلف على رأس الرابطة كان متوقعا بالنظر إلى عزوف المترشحين عن منافسة الرجل الذي عرف كيف يصنع طريقه للبقاء لعهدة جديدة ،سواء من خلال الحملة الإنتخابية التي قام بها قبل موعد الإنتخابات أو حتى من خلال غلق الطريق أمام منافسيه الذين اصطدموا بواقع رفض ملفاتهم ، أو حتى من أولئك الذين فضلوا متابعة السباق من بعيد بحكم إقتناعهم التام بأن الأمور شبه محسومة للبرلماني السابق.
إنتخابات شكلية في ظل غياب المنافسين
و رغم أن تزكية عبد الكريم مدوار لعهدة جديدة كانت بالأغلبية الساحقة من طرف أعضاء الرابطة ،إلا أن عزوف المترشحين عن منافسة الناطق الرسمي لجمعية الشلف جعل إنتخابات الأربعاء الفارط التي جرت بمركز سيدي موسى، مجرد إجراء شكلي بما أن الأمور كانت محسومة قبل سيناريو رفع الأيادي الذي كان السمة الأبرز حتى في إنتخابات رابطة الهواة و رابطة ما بين الجهات ،رغم أن المترشح الوحيد عز الدين أعراب الذي أبعدته الإجراءات القانونية عن دخول معترك سباق الإنتخابات، كان قد توعّد بالذهاب بعيدا في قضية رفض ملفه في انتظار ما ستحمله هذه القضية من تطورات في الأيام المقبلة.
مكتب تنفيذي جديد و بلخضر الوحيد الذي حافظ على عضويته
وسيواصل مدوار مهامه كرئيس للرابطة المحترفة لعهدة جديدة، بمكتب تنفيذي تغيرت تركيبته بنسبة كبيرة جدا، مقارنة بتلك التي كانت خلال عهدته المنقضية، لأن ممثل شبيبة الساورة مراد بلخضر يعد العضو الوحيد الذي حافظ على صفة العضوية، سيما وأن اللوائح الجديدة غيّرت من طريقة تشكيل المكتب، والعملية الانتخابية تلزم كل مترشح للرئاسة بتقديم قائمة مع وضع جملة من المعايير، من بينها اشتراط تواجد عضوين من حاملي راية تمثيل الأندية. وقد راهن مدوار هذه المرة على الرئيس السابق لاتحاد بسكرة عبد الله بن عيسى إلى جانب تجديد الثقة في مراد بلخضر، بينما تم اختيار لمين كبير كممثل للمدربين، إثر حيازته على تفويض من إتحاد العاصمة، في الوقت الذي سيكون فيه اللاعب السابق عبد القادر بن عيادة مندوبا لكتلة اللاعبين.
الأمور لم تنته و أعراب يهدد باللجوء للفيفا
و إن كان أعضاء الرابطة قد حسموا الأمور بتزكية عبد الكريم مدوار لعهدة جديدة ،غير أن المترشح السابق عز الدين أعراب الذي أبعدته الإجراءات القانونية عن دخول معترك الإنتخابات ،أكد خلال خرجاته الأخيرة أن السباق لم ينته بعد وهو الذي يعتبر أن رفض الملف الذي تقدم به غير مؤسس من الناحية القانونية ،خصوصا و أن لجنة الترشيحات التي عيّنها مدوار تحججت بتحصله على تفويض مزدوج من نجم مقرة و وفاق سطيف ،ذلك ما جعله يصر على التمسك بحقه من خلال الذهاب بعيدا في هذه القضية التي قد تصل للفيفا.
تصريحات
جمال مسعودان ( عضو سابق في الرابطة):” تكافؤ الفرص كان غائبا ببقاء مدوار لآخر يوم من الإنتخابات و فوزه كان منتظرا”
“أولا قبل الحديث عن الإنتخابات الأخيرة للرابطة، علينا أن نشير إلى التعليمة الوزارية رقم 339 و التي حددت كيفية تجديد الهيئات الرياضية ،ركزت على النزاهة و الشفافية و تكافؤ الفرص ،غير أن ما حدث هو أن عبد الكريم مدوار بقي على رأس الرابطة بدون شرعية إلى يوم الإنتخابات و هذا مخالف للنزاهة و تكافؤ الفرص ، وهو أمر غير معقول تماما خاصة و أنه كان المترشح الوحيد، و أضيف أن الكل كان يعلم أن القضية مطبوخة و الفائز كان منتظرا ، لا يمكنني الطعن في شرعية الإنتخابات و من منحه التفويض لذلك ،و لكن لا يمكنه أن يعقد جمعية عامة و يوقع بأسماء بعض الأعضاء الذين غادروا المكتب التنفيذي منذ مدة طويلة و عليه أن يتحمل مسؤولياته و القضية ستبقى المتابعة.”
حسين جناد ( إعلامي و ناقد رياضي):” الأخطاء التي ارتكبها مدوار في عهدته السابقة كافية لمنعه من الترشح مجددا”
“الإشكال ليس في الرابطة المحترفة لكرة القدم فقط بل يمتد لباقي الرابطات مثل رابطتي الهواة ورابطة ما بين الجهات، فعندما نرى تقدم مرشح واحد في كل رابطة ومن الوجوه القديمة نتأكد بأن عزوف المترشحين له مبرارته، وهو دليل قاطع على أن الدولة مازالت لم تعطي أهمية لكرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة ، وبالتالي نحن نعيش بريكولاجا كبيرا، فالضمانات منعدمة وعليه من حق كل من له طموح في التسيير وبرنامج عمل من حقه أن لا يجازف، فالأخطاء التي إرتكبها رئيس الرابطة المحترفة في عهدته الأولى كفيلة بمنعه من الترشح لعهدة ثانية مثل قضية مقابلة مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة وما كبدته من خسائر مالية لخزينة الفاف ،إضافة لأخطاء تسييرية أخرى. خلاصة القول وكما يقول المثل الشعبي عندنا “العام يبان من خريفو”، وعليه فكرة القدم وفي غياب إهتمام فعلي من قبل الدولة وعزوف كفاءات بإمكانها أن تخرجها من النفق المظلم الذي دخلته منذ سنوات تبقى محاطة بدوامة من المشاكل التي تزداد وتكبر مع مرور الوقت ، وبالتالي من الصعب على هذه الوجوه أن تأتي بالجديد.”
فضيل شرف ( رئيس تحرير موقع فووت نيوز) :” غياب المترشحين فتح الطريق أمام مدوار لخلافة نفسه و لن ننتظر الكثير منه “
“انتخاب مدوار كان منتظرا بالنظر إلى حيثيات أشغال الجمعية العامة الانتخابية، فتواجده وحده دون منافس جعل الطريق مفروشا بالورود لخلافة نفسه، وأظن أن غياب المنافسين راجع إلى علمهم المسبق بنتائج الجمعية الانتخابية، ما لم أفهمه هو اعتماد رفع الأيدي رغم أن القانون يفرض اللجوء إلى الصندوق، فرغم تواجد مدوار وحده إلا أن ذلك ليس سببا لاعتماد رفع الأيدي، أما بخصوص مستقبل الرابطة فلا أنتظر الكثير بما أن الأسماء بقيت نفسها، فنظام المنافسة في عهدته تغير ثلاث مرات متتالية مع إمكانية كبيرة لتغييره الموسم المقبل، ولو أني أتمنى أن تتحسن الأوضاع.”
عراس هرادة ( عضو سابق في الرابطة):” مدوار لا يملك أي مؤهل علمي لقيادة هئية بحجم الرابطة، لو ترشح بلماضي لن يقبل ملفه ”
“لا يوجد عزوف عن الترشح، الذي حدث أن الجمعية العامة حُضر لها على مقاس مترشح واحد وكانت اللعبة مغلقة . إختيار لجنة الترشيحات ولجنة الطعون من خارج الجمعية العامة كذلك اختيار التوقيت في غياب أغلب أعضاء المكتب الفدرالي والرئيس وانشغالهم بالكأس العربية ،كل شيء كان مدروسا لعدم دخول أي منافس، ولو تكلمنا عن ملف عز الدين عراب الذي رفض رغم أنه استوفى الشروط القانونية عكس ملف المترشح الحالي الذي لا يملك أي مؤهل علمي لقيادة هيئة بحجم الرابطة، على العموم هو قدم بطاقة برلماني سابق واللجنة قبلتها ونصبت نفسها في مكان المديرية الفرعية للمعادلة التابعة للمديرية العامة للوظيف العمومي والتي خوّلها القانون وحدها معادلة الشهادات بالنسبة لسنوات العمل والخبرة ،قبل الختام سبق لي وقلت حتى لو ترشح جمال بلماضي وإستوفى الشروط القانونية لن يقبل ملفه ولن يدرس مطلقا، لذلك قدمنا النصح للصديق عز الدين أعراب بعدم الدخول لانتخابات فاقدة الشرعية وفاقدة المصداقية وجرت دون رخصة قانونية من مديرية التنظيم والشؤون العامة. المؤكد ،أن كل ما بني على باطل فهو باطل والأيام القادمة كفيلة بكشف العديد من المفاجآت كما حدث مع اللجنة الأولمبية سابقا.”
نور الدين عطية