حوارات

مراد عمر إعلامي رياضي تونسي: “الدهاء التكتيكي لبلماضي سبب تألق المنتخب الجزائري ومونديال قطر حدث رياضي عملاق له خصوصية “

كان لجريدة بولا حوار شيق مع الصحفي والأستاذ مراد عمر من تونس الشقيقة الذي فتح لنا قلبه وتكلم لنا عن العديد من الأشياء لاسيما منها العلاقة بين الصحافة المكتوبة والتعليق الرياضي، وعن المنتخب الوطني الجزائري والمنتخب التونسي وعن حظوظ المنتخبات العربية في التأهل الى مونديال قطر.

بداية عرف نفسك لقراء جريدة بولا؟

“مراد عمر، 37 سنة، صحفي ومعلق رياضي من تونس، أحمل شهادة الأستاذية في الصحافة وعلوم الأخبار منذ 2011، اشتغلت مع التلفزة الوطنية التونسية بصفة متعاون خارجي من 2011 إلى 2016، جريدة التونسية، قناة التاسعة، قناة آم. تونيزيا وكانت لي تجربة إذاعية مع راديو صراحة. ”

هل تختلف الصحافة الرياضية المكتوبة عن التعليق الرياضي؟

“أولا دعنا نتفق على أن التعليق الرياضي هو موهبة فطرية ربانية يتم تطويرها وصقل هذه المواهب عبر امتلاك ثقافة رياضية محترمة وقدر كاف من المعلومات التي ستوظف عند نقل المباريات، الصحافة الرياضية المكتوبة أحيانا تشترط على الصحفي نقل الخبر فقط دون إبداء رأيه في الموضوع في حين التعليق الرياضي حر بمعنى أنه يمكن لك أن تبدي رأيك في شتى المواضيع.”

يعني أن موهبة التعليق الرياضي يمكن تطويرها باكتساب ثقافة رياضية؟

“الثقافة الرياضية شرط وجب توفره في العمل الصحفي مهما اختلف شكله ، التعليق يتطور ويتحسن نحو الأفضل من مباراة إلى أخرى ، أي أنه عندما تعلق على مجريات مباراة ما فالأكيد أنك ستقوم بمراجعة وتقييم ذاتي شامل ( على مستوى جودة الصوت والتفاعل مع تطورات المباراة وكيفية استغلال المعلومات والمعطيات وخاصة توقيت الحديث عنها ) ، بهذا الشكل ستتمكن من الارتقاء بأدائك كمعلق.”

المنتخب الوطني الجزائري والمنتخب التونسي في أحسن حلة في السنوات الأخيرة في رأيك ما هو سبب تألق منتخباتنا الوطنية؟

“صراحة المنتخب الجزائري لامس أداءه في السنوات القليلة الماضية الإبداع والإمتاع وتحسن بشكل كبير على جميع الأصعدة، وهذا ما جعله يتوج بطلا للنسخة الاخيرة من كأس الأمم الإفريقية عن جدارة ، عديدة هي أسباب هذا التألق من بينها الدهاء التكتيكي للمدرب الوطني جمال بلماضي وحسن توظيفه للرصيد البشري  الموضوع على ذمته ،وقدرته العجيبة في قراءة أذهان اللاعبين والتأثير عليهم بخطاب حماسي يضرب الأعماق والصميم مما يجعلهم على أرضية الميدان محاربين لا يهابون شيئا ، هذا التطور يعود أيضا إلى توفر المنتخب الجزائري على فرديات ومهارات يقرأ لها ألف حساب ، لاعبون محترفون في أعتى الأندية الأوروبية في مقدمتهم المبدع رياض محرز نجم مانشستر سيتي هم من جعلوا منتخب محاربي الصحراء الأفضل قاريا دون منازع.  بالنسبة للمنتخب التونسي الأمر يختلف عن نظيره الجزائري ، صحيح في تونس نمتلك عديد المواهب الكروية القادرة على رفع التحديات في التظاهرات الكبرى على الصعيد القاري وفي طليعتها ، يوسف المساكني “النمس” المحترف في الدوري القطري لكن المشكل هنا يكمن في سوء توظيف مهارات هذه العناصر لمصلحة المنتخب ، نحن نحترم مجهود كل الأطر الفنية التي تداولت على المقاليد الفنية لنسور قرطاج في السنوات القليلة الماضية ومن بينها المدرب الحالي منذر الكبير لكن هناك عمل كبير ينتظر منتخبنا حتى يكون فاعلا ومتألقا في المواعيد الكبرى بمعنى أن يظفر باللقب للمرة الثانية بعد إنجاز 2004.”

تعتبر المشاركة في المونديال حدث مهم جدا وكل المنتخبات تطمح للمشاركة فيه، كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في التأهل وهل بإمكان الجزائر أو تونس في حال التأهل الذهاب بعيدا في نسخة قطر 2022؟

“مونديال 2022 في قطر هو حدث رياضي عملاق له خصوصية تختلف عن بقية المشاركات العربية السابقة في هذا الموعد العالمي، لأنه وبكل بساطة سيكون مسرحه أرض عربية وهي قطر التي تطورت في السنوات القليلة الماضية على جميع الأصعدة بشكل نفتخر به كثيرا كعرب ويعطي الدرس البليغ لبقية الدول العربية للإقتداء بالدولة القطرية كنموذج تنموي فريد من نوعه يحتذى به، بالنسبة لحظوظ المنتخبات العربية للتأهل لهذا العرس المونديالي تبقى موجودة ومرتفعة رغم التطور الهائل والمنافسة المحتدمة من بقية المنتخبات في القارة السمراء  ، الإشكال لم يعد منحصرا في مسألة التأهل من عدمه بل في تخطي الدور الأول والذهاب بعيدا في حدث كبير مثل المونديال هذا على الأقل بالنسبة للمنتخب التونسي الذي سبق له أن شارك في المحفل العالمي لكن في كل مرة لا يتخطى حاجز الدور الأول وهذا ما نتج عنه ضغط رهيب مسلط على الأجيال اللاحقة من اللاعبين المنتمين للمنتخب ونتمنى لمنتخبنا أن يكون حاضرا في مونديال قطر ويتمكن من تشريف الوطن بأحسن كيفية وأن يعيد للأذهان ملحمة مونديال 1978 لما أبلى رفاق الأسطورة طارق ذياب البلاء الحسن بوجود منتخبات كبرى مثل ألمانيا الغربية وبولندا ، الأمر لديكم كمنتخب جزائري مغاير تماما لأن الجزائر تخطت سابقا حاجز الدور الأول ومثلت العرب والقارة الإفريقية أحسن تمثيلا.”

في الأخير وليس أخيرا نشكرك جزيل الشكر على هذا الحوار والأسلوب الراقي وعلى النصائح التي قدمتها لكل شخص يطمح لمواكبة عالم التعليق الرياضي.

نترك لك المجال لختم هذا الحوار. 

“أولا نشكركم على هذه الاستضافة الشيقة في جريدتكم “بولا” ونتمنى لكم كل التوفيق، نجدد التحية من الأعماق لإخوتنا الجزائريين هذه الأرض الطيبة، ونأمل أن يتطور المشهد الرياضي في تونس وفي الجزائر حتى يكون حاضر رياضيينا ومستقبلهم مشرقا وهذا التطور لا يكون إلا بالعمل الجاد والمثابرة والإجتهاد بعيدا عن منطق الولاءات والحسابات والمصالح الشخصية والذاتية وكل عام تونس والجزائر أخوة وأشقاء.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى