شرف الجزائر في أحلك أيامها .. الأسطورة نور الدين مرسلي في رحلة سياسية بقالب رياضي
نور الدين مرسلي عداء ألعاب قوى جزائري، تفوق في سباقات الجري للمسافات المتوسطة. يحمل ثلاثة أرقام قياسية في سباقات الجري لمسافة ميل بزمن مقداره 3,44,39 دقائق، ومسافة 2000 متر بزمن مقداره 4,47,88 دقائق، ومسافة 1500 متر بزمن مقداره 3,27,37 دقائق. حقق الكثير من الإنجازات الرفيعة والانتصارات الخارقة على المستويين العالمي والعربي، فوصف بأنه أفضل رياضي في العالم في مطلع عام 1994م، ومنح لقب بطل الأبطال من خلال صحيفة ليكيب الفرنسية الرياضية اليومية، متغلبًا على العديد من أبطال العالم ذوي الإنجازات الفذة في ألعاب مختلفة ورياضات متنوعة، مثل ألعاب القوى وكرة السلة والتنس والسباحة والسيارات. وفاز بلقب البطل العربي، وحقق الترتيب الأول على أفضل عشرة أبطال ألعاب قوى عرب خلال الأعوام التالية: 1991م، 1993م، 1994م. ويمنح لقب البطل العربي سنويًا من خلال مجلة العربي التي يصدرها الاتحاد العربي لألعاب القوى لأفضل لاعب ولاعبة عربيين، حسب إنجزاتهما في الموسم المنصرم.
لقب أولمبي أسعد الجزائر في العشرية السوداء
كما تتوجت انجازات نور الدين مرسلي العالمية وألقابه الخاصة، بإنجاز رفيع المستوى معدنه من ذهب لطالما حلم به ابن شلف، وبلقب مهم كان غائبًا عن ألقابه المميزة، ذلك عندما أحرز الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين التي أقيمت عام 1996م في مدينة أتلانتا بأمريكا، مسجلاً زمنًا مقداره 3,35,78 دقائق، واكتسابه لقب بطل أوليمبي. وإضافة إلى هذا الإنجاز الأولمبي حقق نورالدين المرسلي – وفي العام نفسه – الكثير من الإنجازات العالمية. فقد فاز بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 1500 متر سبع مرات، في كل من: لوزان بزمن مقداره 3,30,99 دقائق، ورييتي بزمن مقداره 3,29,99 دقائق، وسان دوني بزمن مقداره 3,32,47 دقائق، وليل بفرنسا بزمن مقداره 3,32,05 دقائق. وروما بزمن مقداره 3,30,93 دقائق، وموسكو بزمن مقداره 3,33,22 دقائق، وباريس بزمن مقداره 3,29,50 دقائق، وفاز بالمركز الثاني في نهائي الجائزة الكبرى للسباق نفسه في ميلانو بزمن مقداره 3,39,69 دقائق. وفاز بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة الميل أربع مرات في كل من: أوسلو بزمن مقداره 3,48,15 دقائق، وأوزاكا باليابان بزمن مقداره 3,51,30 دقائق، وأتلانتا بزمن مقداره 3,50,86 دقائق، وبرلين بزمن مقداره 3,49,09 دقائق. كما فاز بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 2000 متر في نيس بزمن مقداره 4,49,55 دقائق، وبالمركز السادس في سباق الجري لمسافة 3000 متر في بروكسل بزمن مقداره 7,36,81 دقائق، لتكون سنة 1996 مثالية لمرسلي الذي أسعد كافة الجزائريين والجزائريات الذين كانوا ينتظرون سباقاته بشغف في وقت عصيب مر على الجزائر، جراء المأساة الوطنية.
من تنس إلى طوكيو مرورا بشتوتغارت وصولا لغوتبورع
ولد نورالدين المرسلي في مدينة تنس بولاية شلف، وبدأ مرانه على رياضة ألعاب القوى بجد ومثابرة في وقت مبكر من عمره، حتى بدأ يجني ثمرات ذلك التدريب، ليس على المستوى العربي فحسب، بل وعلى المستوى العالمي بجدارة. وتجلى ذلك في إحرازه ثلاث ميداليات ذهبية في ثلاث بطولات عالمية متتالية لألعاب القوى، لفوزه بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 1500 متر، مسجلاً في كل مرة زمنًا مميزًا. ففي بطولة العالم الثالثة لألعاب القوى التي أقيمت عام 1991م في مدينة طوكيو باليابان، سجل زمنًا مقداره 3,32,84 دقائق، وفي بطولة العالم الرابعة لألعاب القوى التي أقيمت عام 1993م في مدينة شتوتغارت بألمانيا سجل زمنًا مقداره 3,34,24 دقائق، وفي بطولة العالم الخامسة لألعاب القوى التي أقيمت عام 1995م في مدينة غوتبرغ بالسويد، سجل زمنًا مقداره 3,33,73 دقائق. كما أحرز الميدالية الذهبية في بطولة العالم الثالثة لألعاب القوى للصالات التي أقيمت عام 1991م في مدينة أشبيلية بأسبانيا، لفوزه بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 1500 متر داخل القاعة، مسجلاً زمنًا مقداره 3,41,57 دقائق. وأحرز الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم السابعة لألعاب القوى التي أقيمت عام 1994م في مدينة لندن بإنجلترا، لفوزه بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 1500 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 3,34,70 دقائق. وحقق المركز الثاني في الترتيب العام لمجموع نقاط الجائزة الكبرى لألعاب القوى في 1990م، لإحرازه 61 نقطة، ثم المركز الأول في عام 1994م لإحرازه 78 نقطة. وأحرز الميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط الثانية عشرة التي أقيمت عام 1993م في مدينة ناربون بفرنسا، لفوزه بالمركز الأول في سباق الجري لمسافة 1500 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 3,29,20 دقائق. وفي الترتيب العالمي السنوي للاعبي ألعاب القوى حقق نورالدين المرسلي المركز الأول عام 1990م، لفوزه في سباق الجري لمسافة 1500 متر مسجلاً زمنًا مقداره 3,32,60 دقائق. وحقق المركز الأول عام 1991م لفوزه أيضًا في سباق الجري لمسافة 1500 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 3,31,00 دقائق، والمركز الحادي عشر في العام نفسه، لفوزه في سباق الجري لمسافة 800متر، مسجلاً زمنًا مقداره 1,44,79 دقيقة. كما حقق المركز الأول عام 1993م لفوزه في سباق الجري لمسافة 1500 متر مسجلاً زمنًا مقداره 3,29,20 دقائق. وحقق كذلك المركز الأول عام 1994م، لفوزه في سباق الجري لمسافة 1500 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 3,30,61 دقائق، والمركز الخامس عشر في العام نفسه، لفوزه في سباق الجري لمسافة 5000 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 13,03,85 دقيقة، والمركز السابع عشر في العام نفسه، لفوزه في سباق الجري لمسافة 800 متر، مسجلاً زمنًا مقداره 1,44,89 دقيقة. وفي التصنيف العالمي لأفضل عداء ألعاب قوى في العالم الذي تجريه مجلة أخبار ألعاب المضمار والميدان العالمية، أحرز نور الدين المرسلي المركز الأول في عامين متتاليين 1993م، 1994م. ومن الأرقام القياسية الإفريقية المسجلة باسم نورالدين المرسلي أربعة أرقام في سباقات: جري لمسافة 1500 متر بزمن مقداره 3,28,86 دقائق عام 1993م، ثم زمن مقداره 3,27,37 دقائق في عام 1995م، وجري لمسافة 3000 متر بزمن مقداره 7,25,11 دقائق عام 1994م.
تسخير التجربة لرياضيي النخبة
كل هذه الإنجازات العالمية والقارية، التي زينها مرسلي بشهادات المجال الرياضي من خلال بدرجة مستشار، أهلته كي ينال ثقة رئيس الجمهورية السيد تبون. فنال حقيبة وزارية ككاتب للدولة مكلف برياضيي النخبة. وهي المهمة التي أوكلت له بحكم معرفته الجيدة لخبايا رياضة النخبة التي تراجعت كثيرا ببلادنا بحكم النتائج المسجلة اليوم في جل المحافل الدولية عالميا وقاريا. كما يتطلع الرياضيون أن يكون مرسلي بمثابة جرعة الأكسجين التي تفتح أبواب الانجازات وتطرق منصات التتويجات.
من إعداد: بن حدة
