مريم جفاف كاتبة ومؤلفة لكتاب إلكتروني “مثل أعلى”: ” فترة الحجر كانت جيدة ، قضيتها في كتابة مذكرات التخرج الخاصة بزملائي”
بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها للجمهور؟
” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أنا مريم حفّاف، من ولاية بومرداس، مولودة يوم 16 سبتمبر 1997م، بحسين داي بالجزائر العاصمة، متحصلة على شهادة الليسانس عام 2018 ، تخصص لسانيات عامة، وعلى شهادة الماستر عام 2020 في نفس التخصص.”.
كيف حالك أستاذة؟
” الحمد لله، في نعمة بارك الله فيك”.
كيف بدأت الكتابة، وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك؟
” في بادئ الأمر كنت أكتب بعض الخواطر البسيطة والنصوص النثرية الإبداعية، ثم تخليت عن الكتابة لفترة من الزمن، حوالي خمس سنوات، وعندما عدت إليها اخترت الكتابة الوظيفية لأني وجدتها أنسب وأنفع لي ولمجتمعي، هذا غير أنني قد نضجت عن سابقي كثيرا وتحولت من امرأة عاطفية إلى عقلانية تسعى إلى تغيير واقعها ، أما الذين شجعوني على المواصلة هم والداي يحفظهما الرحمن لي وصديقتي “ياسمينة”.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب؟ فما هي آثارها عليك؟
” بالتأكيد للبيئة أثر، إما بالإيجاب أو السلب، مثلا عندما يجد الكاتب محيطا داعما، مساعدا له إما في تأليفه، وتقديم الأفكار له، أو في نشر مؤلفاته، فإنه سيتحمس إلى الكتابة أكثر، لكن عندما يواجه ذلك الكاتب محيطا مملوءا بالسلبية، إما من ناحية سخرية أفراد مجتمعه منه، ومحاولة إقناعه بأن الكتابة مضيعة للوقت، وأن تكاليف نشر كتابه لن تكون في استطاعته، فإن سمع إليهم، وسار خلف طريقة تفكيرهم أضاع عمره بين القيل والقال لا فائدة ترجى منها. وفي حالة عدم استطاعته على نشر كتاباته فإنه يحاول أن يكسب شهرة من خلال نشر نصوصه على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعرض فكره للسرقة العلمية والأدبية “.
ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” أهم كتاب أثر علي وغير طريقة تفكيري بشكل جذري وحفزني أكثر هو كتاب نظرية الفستق لفهد عامر الأحمدي”.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” الفكر العربي منحط لأبعد الحدود، والمشكلة بذاتها تكمن في مصطلح “المنهجي”، والسبب راجع إلى تركيز الأغلبية من الباحثين والعلماء والدكاترة على شكل ومنهجية الفكر دون إمعان النظر فيه بذاته، صحيح أن الألفاظ هي قوالب المعاني، لكن المبالغة في الاهتمام بها يفقدنا المعنى، ويفقد الفكر العربي أهميته ومصداقيته، وهذا هو السبب الذي أودى بالعرب إلى الانبهار بالفكر الغربي رغم أنه ليس إلا نقلا عن الفكر العربي قديما مع بعض الإضافات “.
لمن قرأت… وبمن تأثرت؟
” قرأت لفهد عامر الأحمدي، أدهم الشرقاوي، حسن الجندي… الخ، أما من ناحية التأثير فأنا لا أقرأ إلا لمن أجد فكره سليما، وبالتالي فكل من قرأت له ترك في أثرا في جانب من جوانب حياتي “.
لمن تكتبين؟ وهل أنت في كل ما كتبت؟
” أكتب لأجل الإصلاح، أكتب لقارئ مجهول لا أعرفه لكنه يعرفني ويعرف أنني لا أكتب إلا لأنفعه من تجاربي. ثم أنا لست في شيء مما كتبت، لأنني لا أحبذ تسليط الأضواء على نفسي، سابقا كنت غير ذلك، لكن الآن قد اختلفت الأمور كثيرا “.
ممكن تعطينا أهم أعمالك؟
” من بين أهم أعمالي هو الكتاب الالكتروني “مثل أعلى”، يجمع بين نصوص العديد من المؤلفين، وكنت المشرفة عليه ، أما باقي إنجازاتي فهي مشاريع في طور الإنجاز بحول الله تعالى وقوته “.
ممكن تعطينا شرحا حول قصتك؟
” الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله حولها أنني لا أذكر شيئا مما مضى، باختصار، حياتي أشبه بصفحات كتاب، كل صفحة ترتبط بما سبقتها وما تليها لكن تقليب إحدى الصفحات ينسيني ما يسبقها، هذا غير أنني لست في حاجة إلى التذكر بل إلى أخذ العبرة ومواصلة التقدم نحو الأمام “.
لديك مؤلف لم ينشر ممكن تعطينا شرح حوله؟
” المؤلف الذي ذكرته أعلاه هو الذي ينتظر النشر الآن “.
ما هي الكتب التي شاركت فيها؟
” كتاب “السر العميق ، وكتاب “قلوب متشظية ، هذان الكتابان ورقيان، أما الكتب الالكترونية في خفايا القلوب، وصرخة خرساء “.
ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟
” كتابة البحوث العلمية جعلني أبرز كثيرا في الساحة العلمية حتى بعد تخرجي والحمد لله “.
مند متى وأنت تكتبين؟
” هي فترات متقطعة في الكتابة الإبداعية فترة الثانوية فقط، وفور انتقالي إلى الجامعة توقفت ، أما الكتابة الوظيفية فقد بدأتها منذ ست سنوات تقريبا، أي في بداية تعليمي الجامعي”.
حدثينا عن المسابقات التي شاركت فيها؟
“شاركت في يوم دراسي أقامه نادي في جامعتنا “كلية الآداب واللغات- بودواو” عام 2017 ، ومسابقة عيد المرأة عام 2018م.”
ما هي الكتب التي أشرفت عليها؟
” كتاب “مثل أعلى” و “أوركيد” لا يزال مشروعا أطمح إلى مواصلته إن شاء لله”.
ما هي الجرائد والمجلات التي شاركت فيها؟ وبماذا تميزت؟
” بولا هي أولى الجرائد التي شاركت فيها كتابة ، لكني انضممت منذ مدة قصيرة إلى مجلة الأسرة الالكترونية وفي هذه الأيام أقوم بالتجهيز لنشر أول مقال فيها عن موضوع “التعليم عن بعد”.
حدثينا عن انتمائك لجمعية النور الولائية؟
“انضممت إليها حديثا بطلب من زميلة لي، وفي شهر سبتمبر سأبدأ بممارسة أفكار في إطارها إن شاء لله”.
ماذا عن النادي الالكتروني الذي أسسته؟
” نادي مالك بن نبي ، نادي عملي، علمي، تعليمي، أسعى من خلاله إلى تغيير مجرى التعليم في الجزائر، أعلم جيدا بأن الأمر صعب لكنه ليس مستحيلا ، دستوره سيكون مؤلفا يحوي أرقى وأنجع المناهج التعليمية في مختلف الدول، لأننا ندرك جيدا بأن لكل علم ميزاته، ومنهجا يمكن سكب مادته العلمية فيه كي يسهل تلقينه للمتعلمين وإيصال الفكرة بأسهل طريقة ممكنة، لكي يكون المتعلم خزانا يستقبل الأفكار ويحفظها ثم يسترجعها يوم الامتحان ، بل يكون هذا المتعلم مفكرا قبل كل شيء، شعاري هنا: لا تعطني فكرة، بل علمني كيف أفكر “.
دورك في مجلة الأسرة؟
” حاليا كاتبة فيها، أما مستقبلا فمنصبي سيعتمد على مدى جدارتي فيها “.
من غير الكتابة ماذا تعملين؟
” خياطة، أشغال يدوية، طرز، تصميم “.
كيف توفقين بين العمل والهواية؟
” أعتمد في حياتي قاعدة تقول: قليل دائم أفضل من كثير منقطع ، على سبيل المثال أن أنهض باكرا وأنجز أعمالي الرسمية، وأحفظ بيتا شعريا واحدا في ذلك اليوم، وآية واحدة بعد كل صلاة، وعشر كلمات من كل لغة، ذلك خير من حفظ عدد مضاعف من كل هذا مرة واحدة في الشهر “.
ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك؟
” من كان شاعرا وأديبا حقا لن تؤثر عليه التكنولوجيا، بل سيستغلها ليطور منهما أكثر “.
ما هي مشاريعك القادمة؟
” تطوير فكرة النادي ،عمل ماركة باسمي لممارسة مواهبي وأفكاري في إطارها، ليس عني فقط، وإنما الأهم من ذلك هو إظهار مواهب بعض النساء الماكثات في البيت إلى الأعيان وإثبات وجودهن ووضع بصمتهن لتحفيزهن حتى يتعلمن المزيد، ذلك أن المرأة الماكثة في البيت دائما ما تسيطر عليها فكرة واحدة: لا داعي لأتعلم وأضيع وقتي، بما أنني بين أربعة حيطان فلا أحد سيرى ما أنجزه”.
ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” تجربة كل ما هو جديد وإن كان مغامرة خطيرة “.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
“لا أحد غير أنني أردت الخروج عن صمتي.”
ما هو إحساسك وأنت تكتبين رواية؟
” لا أعتقد أني سأكتب رواية لأني لا أميل إلى هذا النوع الأدبي أساسا، لكن وردت ذات مرة إلى فكري صناعة سيناريو يوضح أسطورة يونانية قديمة “.
هل ممكن أن تكتبي قصة حياتك؟
“لا أبدا.”
لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقولين؟
” لا تكتبوا لأجل الشهرة لأنكم لن تحصلوا عليها، ولا تكتبوا لأجل النشر والأرباح لأنكم ستخسرون، اكتبوا لأجل الإصلاح وما سبق سيأتي زحفا إليكم لا محالة “.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” في رأسي نظرية علمية أود تطبيقها رغم أنها تبدو مستحيلة لمن حولي، إلا أنني أتمنى نجاحها لأنها ستفتح لي بعدا آخر في حياتي إن شاء لله “.
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟
“أقرءوا قبل كل شيء، وتريثوا قبل نشر أعمالكم، لأن الزمن سيجعلكم تنضجون أكثر وستندمون على أمور نشرتموها خاصة أيام مراهقتكم. تريثوا ولا تتعجلوا.”
ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟
” صعب علي ذكرها “.
ما هي رياضتك المفضلة؟
” القفز على الحبل والفنون القتالية “.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” في صغري كنت ألعبها كثيرا، لكني لم أعد أحبها “.
من هو فريقك المفضل محليا وعالميا؟
” لا فريق مفضل لي.”
من هو لاعبك المفضل محليا وعالميا؟
“لا يوجد “.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” أبدا، بل رجحت كفة الوقت لصالحي “.
كيف كانت فترة الحجر الصحي؟
” كانت مملة في بدايتها، ثم وجدت بماذا أملأ وقتي حتى عادت فترة الحجر بفائدة علي “.
هل كنت تطبقين قوانين الحجر؟
” نوعا ما، كنت أطبق ما يتناسب معي ومع رغباتي فقط “.
نصيحة تقدمينها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” تريدون أن ينتهي بكم المطاف مثل قوم نوح فيبيدكم الله إبادة ، أصلحوا من أنفسكم حتى تتحسن حياتكم وتغيروا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” كانت فترة راحة بالنسبة لي لكنه كان سببا في إلغاء مناقشة مذكرة تخرجي وهذا الأمر قد ترك غصة كبيرة في قلبي”.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟
” نعم، كنت أقوم بكتابة مذكرات التخرج الخاصة بزملائي”.
رأيك حول مواقع التواصل الاجتماعي في فترة الحجر؟
” كانت تافهة ومملة لأبعد الحدود، فقد كان كل منشور أصادفه لا سيرة له غير الفيروس، أسبابه، علاجه، الوقاية منه، خرافات وروايات متداولة عن مصدره، عدد الحالات المصابة به”.
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
“في الختام، أقدم كلمة شكر للأستاذ أسامة شعيب على هذا الحوار الراقي، وعلى هذه الفرصة الجميلة ، ثم شكرا لكل من دعمني طوال مشواري العلمي والعملي، وبالأخص كل من كان بجانبي في أسوأ حالاتي، وأهم هؤلاء هم والداي يحفظهما الرحمن لي ، ثم إن كل ما أتمناه الآن هو تطبيق ما أفكر فيه على أرض الواقع وأكون بذلك قدوة طيبة لغيري. والحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه “.
أسامة شعيب