نجوم الجزائر

الهاشمي حنطاز اللاعب السابق لغالي معسكر .. الحنجرة الذهبية وفقيد الإذاعة الوطنية

تعتبر الإذاعة الوطنية أيقونة الإعلام الجزائري، و تزخر بالعديد من الصحفيين الذين يعتبرون من رموزها، و منهم من رحل لدار الخلد و بقي اسمه خالداً ليومنا هذا و سيبقى أثره مهما طال الزمن، و نستذكر اليوم في ركن نوستالجيا الفقيد الهاشمي حنطاز الذي يلقبه الكثيرون بالحنجرة الذهبية، حيث ولد سنة 1936 بمدينة معسكر، و بالضبط في شارع سيدي علي محمد، و عرف بداياته في إذاعة وهران مع الساعات الأولى لإستقلال الجزائر، و بفضل تمكنّه الكبير من اللغة الفرنسية، تم اختياره لتقديم نشرة الأخبار الناطقة لغة موليير رفقة المرحوم محمد بوسلهام، كما اشتهر الهاشمي حنطاز في مختلف الملاعب الجهوية للغرب الجزائري، من خلال تعليقه عن المباريات، و نقله المباشر لمختلف التظاهرات الرياضية و على رأسها مباريات كرة القدم.

سبق له حمل ألوان غالي معسكر

تعلق المرحوم الهاشمي حنطاز لم يكن من خلال تغطيته للمباريات فقط، بل تدرّج في مختلف الفئات العمرية لنادي غالي معسكر مسقط رأسه حاملاً الرقم 10، كما كان يبدع في الميادين من خلال مباريات بطولة الرياضة و العمل التي كلن يمثل من خلالها المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون، و شهد له كل من جاوره و لعب معه على الإمكانيات الكبيرة التي كان يتمتع بها، و الفنيات التي كان يمتع بها الحضور في كل مرة، و حتى لو اختار طريق كرة القدم لكان بإمكانه الوصول لأبعد نقطة ممكنة، و لكن عشقه للإذاعة و الميكروفون و الإعلام جعلاه يتوجه لمسار آخر غير بعيد عن الساحرة المستديرة.

أول من قدّم نشرة أخبار من إذاعة وهران سنة 1963

وسيبقى إسم المرحوم الهاشمي حنطاز محفوراً في الذاكرة للأبد، كيف لا وهو من أشرف على تقديم أول نشرة أخبار من إذاعة وهران عقب استرجاع السيادة على المؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزيون يوم 28 أكتوبر من سنة 1963، ليُخلّد إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الإذاعة الوطنية، ويرسخ الذاكرة دائماً بأنه أحد أعمدة القناة الإذاعية الثالثة والتلفزيون الجزائري على حدٍ سواء.

شارك في تغطية أكبر المحافل الرياضية الدولية

هذا و قد كان المرحوم الهاشمي حنطاز قد شارك في تغطية أكبر المحافل الدولية خلال مسيرته الحافلة، بدءاً بالكؤوس الإفريقية، وصولاً للألعاب الأولمبية، مروراً بكأس العالم في اسبانيا سنة 1982، ممتعاً الجماهير عبر أثير القناة الثالثة من خلال تعليقاته المميزة التي أصبحت أسطورية بالنسبة للشباب و المستمعين في تلك الفترة، و هي التي أملكته مكانة مرموقة وسط الإعلام و المجتمع الجزائري على حدٍ سواء.

تعاقد سنة 1991 وواصل مساعدة الإذاعة

و قد أحيل الجوهرة الهاشمي حنطاز على التعاقد مع حلول سنة 1991، إلّا أن هذا لم يمنعه من البقاء على اتصال بالإذاعة الوطنية، و مساهمته في المساعدة و منح خبرته لغاية الألفية الجديدة، و يشهد له كل من عمل معه و عرفه عن بعد، بإحترافيته الكبيرة، و تفانيه الكبير في العمل، كما كان محبوباً و محترماً من طرف الجميع، كما أن روحه الطيّبة كان مشهود لها بالجميع، و يروي مقربوه أنه كان في خدمة الجميع، بل حتى سيارته الخاصة كانت في تحت تصرف كل زملائه، كما أنه لم يرفض أي طلب في يوم من الأيام لأيٍ كان من أجل تقديم يد العون له، مساهماً في تكوين العديد من الصحفيين و الإعلاميين في الإذاعة الوطنية.

مناصر للغالية والمولودية وعاشق لبلومي وبوكار

وعن زملاء الفقيد ومقربيه، فإن الهاشمي حنطاز عليه رحمة الله كان من أبرز مشجعي غالي معسكر بحكم أنه فريق مسقط رأسه وسبق له حمل ألوانه في الأصناف الصغرى، كما أنه يعتبر مناصراً وفياً لمولودية وهران، وعاشقاً لفنيات لخصر بلومي أسطورة كرة القدم الجزائرية، و كذا متوسط ميدان نادي جمعية وهران لسنوات الثمانينات مصطفى بوكار الملقب بسيزار نسبة للاعب البرازيلي السابق، و هذا نسبة للفنيات الكبيرة و طريقة اللعب البرازيلية التي كان يقدمها في الملاعب الجزائرية.

وري الثرى سنة 2008 وترك فراغاً رهيباً 

هذا و قد انتقل جوهرة الإذاعة الوطنية إلى الرفيق الأعلى في 14 من شهر أكتوبر من سنة 2008 عن عمر يناهز 72 سنة، متأثراً بسكتة قلبية في منزله الكائن بمدينة وهران، و وري الثرى بمقبرة عين البيضاء وسط جو مهيب بحضور جمع غفير من زملائه و محبيه و عائلاته و جيرانه، بما أنه كان من أبرز الشخصيات الإعلامية في تلك الحقبة، مخلفاً ورائه إرث كبير من الإحترافية في العمل و الطيبة في التعامل، و تاركاً ورائه فراغاً كبيراً لا يزال الجميع يذكره رغم مرور سنوات عديدة على وفاته.

مطالب بإطلاق إسمه على بعض المنشآت الرياضية 

هذا و تتعالى الأصوات من الأوساط الإعلامية للمطالبة، بإطلاق إسم جوهرة الإذاعة الوطنية الهاشمي حنطاز على بعض المنشآت الصحفية و الرياضية، لتخليد إسمه للأجيال القادمة، خاصة و أنه قدم الكثير للإعلام الرياضي الجزائري على مدار سنوات عديدة، و رغم أن القاعة متعددة الرياضات لعين الترك تحمل إسم الفقيد، إلا أن قامة من قامات الإعلام تستحق التفاتة أكبر.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى