خرجات النجوم

مسعود أوزيل… صلاة وتلاوة قرآن قبل كل مباراة 

غيرت موجات الهجرة المتعاقبة، والسياسات المتسامحة تجاه الهجرة التي تعتمدها السلطات الألمانية، وجه المجتمع الألماني، وانعكس ذلك أيضا على “الناسيونالي مانشافت”، لم يكن من الطبيعي منذ 50 عاما أن تسمع في جملة المنتخب الألماني، الذي اعتز لوقت طويل بعرقه الآري الجرماني، أسماء “غير جرمانية”، فكيف بأسماء إسلامية أو عربية؟ إلا أن كل ذلك تغير اليوم، فالمنتخب الألماني متنوع الأعراق والخلفيات والديانات، ويعكس التنوع الموجود في المجتمع الألماني، وبرز في صفوف المنتخب الألماني بطل العالم ذا الأربعة نجوم عدد من الأسماء والنجوم من المهاجرين، من بينهم لاعب ريال مدريد الإسباني سامي خضيرة وصانع ألعاب نادي أرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل موضوع هذا التقرير. يعرف بميزو توزييه بالألمانية، أو مسعود أوزيل، أو “عازف الليل”. ولد في 15 أكتوبر عام 1988، في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية، وهو أحد أبناء الجيل الثالث للمهاجرين الأتراك إلى ألمانيا، وهو ينحدر من مدينة زنغولداك شمال تركيا.

​​التزام ديني وقراءة قرآن

مسعود مسلم ملتزم، يداوم على الصلوات الإسلامية، ويقرأ سورة من القرآن قبل بداية كل مباراة، وسبق أن قال لصحيفة دير شبيغل “أفعل ذلك دائمًا قبل أن أخرج (إلى الملعب). أصلي… وزملائي يعرفون أنهم لا يستطيعون التحدث معي خلال هذه الفترة، ​​ابتدأ أوزيل حياته الكروية مع فرق مدينته، قبل أن ينتقل إلى فريق “روت فايس إيسن”، ليلعب لخمس سنوات، وينتقل بعدها عام 2004 إلى قسم الشباب في نادي شالكة، وبعدها إلى فريدر بريمن عام 2008.

 حياة كروية نابضة

لعب أوزيل 108 مباراة مع فريدر بريمن، مسجلا 16 هدفا، ومساهما في 55 تمريرة حاسمة، بعد مشاركته في صفوف المنتخب الألماني، والمستوى المرتفع الذي قدمه، انتقل أوزيل إلى ريال مدريد الإسباني، وقدم موسما كرويا كبيرا 2010-2011، وتابع في العامين التاليين نجاحه مع ريال مدريد، إلا أنه انتقل إلى نادي أرسنال في الثاني من سبتمبر، مقابل مبلغ لم يعلن عنه، إلا انه من المجح أن يكون حوالي 42 مليون يورو، ما يجعل منه أغلى لاعب ألماني في التاريخ. حزنت جماهير الريال لرحيل أوزيل، إلا أنها عادت ونسيته بعد أن تراجع مستواه مع الأرسنال، وتحسن نتائج الريال، الذي فاز بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس ملك اسبانيا.

من ميسي ألمانيا إلى لاعب لا يفيد! 

يذكر أن مدير المنتخب الألماني تحت 21 عاما هورست هروبيش قال ذات مرة “نحن في ألمانيا نهتف للاعبين أجانب فنرفع واين روني إلى السماء، وبالمثل رونالدو أو ميسي، لكن لدينا ميسي الخاص بنا، هو مسعود أوزيل”. بالمقابل، واجه أوزيل سيولا من الانتقادات، من بينها كلام للاعب منتخب ألمانيا السابق بول برايتنر الذي وجه انتقادا لاذعا له، فاعتبر أن إبعاد أوزيل عن التشكيل الأساسي سيكون خطوة نحو تحقيق اللقب العالمي، مشيرا إلى أنه “لا يقدم أية إضافة لمنتخب ألمانيا، وبمشاركته يكون المانشافت ناقصا عنصرا على أرضية الملعب”.

مسعود يرفض الرد على الانتقادات 

مسعود أوزيل من جهته لا يعلق على الانتقادات، ويكتفي بالقول إنه يحترم الآراء، ويسعى للأفضل، وعن أسلوبه في اللعب يقول أوزيل “أسلوبي وشعوري بالكرة هو من مزاياي التركية. الانضباط، والموقف وإعطاء كل ما لديك هو من مزاياي الألمانية” وبالأرقام، يعتبر مسعود أوزيل أفضل صانع ألعاب في المنتخب الألماني حتى الآن، بـ 15 تمريرة في المونديال، فقد قام بـ 15 تمريرة خلقت فرصاً حاسمة، ولم يتفوق عليه إلا ليونيل ميسي صاحب الـ 21 تمريرة، والذي نال لقب أفضل لاعب في المونديال.
ويصنف أوزيل أيضا كصاحب أدق تمريرات في الثلاثي الهجومي في المنتخب الألماني، ما يجعل منه الأكثر مساهمة باستحواذ المانيا على الكرة، وبقدرته العالية على التمرير، يساعد زملاءه على الزئبقية في التحركات وتسليم كرات غير متوقعة. بالمقابل يرى النقاد أن عيب مسعود أوزيل دفاعي، فهو “قليل الضغط على الخصم، قليل قطع الكرات، ولا يحتك بقوة بدنية بسبب طبيعة شخصيته”، لكن دوره التكتيكي يتمثل بحفظه التوازن في الربط بين الوسط والهجوم.

أرقامه وإنجازاته

في الإنجازات، أحرز أوزيل لقب كأس ألمانيا مع فيردر بريمن 2009، ووصيف الدوري الألماني عام 2007 و2008، ووصيف كأس الاتحاد الأوروبي 2009، أما مع الريال مدريد، فأحرز الدوري للموسم 2011- 2012، والكأس 2011-2012، وكأس السوبر 2012، قبل أن ينتقل إلى الأرسنال، ويحرز معه لقب موسم 2013-2014. إلا أن المسيرة الكروية توجها اليوم بإحراز كأس العالم الحالي، نسخة البرازيل الـ20 مع المنتخب الألماني. أما على الصعيد الشخصي غير الكروي، فقد أحرز أوزيل عام 2010، جائزة بامبي لكونه المثال الناجح للاندماج في المجتمع الألماني. وقد تناولت بعض وسائل الإعلام خبرا قالت فيه إن أوزيل تبرع بكل ما ناله من مكافآت من المونديال لصالح أطفال غزة، إلا أن المتحدث باسمه رونالد إيتل نفى هذا الخبر، وقال إن أوزيل تبرع بمبالغ مالية لصالح عمليات جراحية لأطفال برازيليين محتاجين، سائلا “ربما تبرع أوزيل لغزة في المستقبل، من يدري؟”. ويبقى السؤال المطروح، هل ستصبح كرة القدم “لغة دامجة” وميسرا لإدارة التنوع، ضمن المجتمع التعددي؟ أم ستبقى رياضة من جملة الرياضات، وحدودها الملاعب؟

نورالدين عطية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى