تحقيقات وروبورتاجات

مصطفى غربال.. فخر الصافرة الجزائرية  … سيرفع الراية الوطنية في مونديال الأندية

إذا كانت كرة القدم تجمع العالم تحت راية التنافس والإبداع، فإن التحكيم يبقى العمود الفقري الذي يضمن نزاهة هذه اللعبة ويمدها بروح العدالة. وفي هذا المضمار، يشكل مصطفى غربال، الحكم الدولي الجزائري، رمزاً للتميز في مجال التحكيم الذي يمثل الوجه المشرف للجزائر على الصعيدين القاري والعالمي. ولد مصطفى غربال في الـ19 من شهر أوت عام 1985 بمدينة وهران، عاصمة الغرب الجزائري، والتي لطالما أنجبت المواهب الرياضية.

بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم في الفئات العمرية حتى سن الخامسة عشرة، لكنه قرر سريعاً الانتقال إلى قطاع التحكيم، بفضل تشجيع والده الذي كان رئيساً للرابطة الكروية في وهران. هذا التحول كان نقطة انطلاق لمسيرة استثنائية، حيث تدرج غربال في مختلف مستويات التحكيم المحلي لسنوات بين الرابطة الولائية ورابطة بين الجهات، حتى أصبح حكماً في الرابطة الاحترافية وأدار أول مباراة له في القسم الأول عام 2011. بعد سنوات من التطور والتألق، حصل على الشارة الدولية عام 2014 من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

رمز للتميز على المستوى الدولي

يشكل إسم مصطفى غربال اليوم عنواناً للتميز في عالم التحكيم، بعدما شارك في أبرز المسابقات العالمية، بدايةً من كأس أفريقيا لأقل من 17 عاماً في النيجر عام 2017، التي كانت أول تجربة دولية له، وصولاً إلى مشاركته المتميزة في كأس العالم 2022 بقطر. أدّى غربال مباريات على أعلى مستوى في هذه البطولة، حيث أدار مباراتين من دوري المجموعات: الأولى جمعت هولندا والإكوادور والثانية بين الدنمارك وأستراليا. كما كان حكماً رابعاً في مواجهات حاسمة، منها لقاء اليابان وكرواتيا في الدور الثاني، ومباراة الربع النهائي بين كرواتيا والبرازيل. تميزه لم يقف عند حدود المشاركات العالمية فقط، بل أدار نهائيات ذات وزن ثقيل في البطولات الأفريقية. في عام 2020، أدار نهائي “القرن” بين الأهلي والزمالك المصريين ضمن دوري أبطال أفريقيا، وأيضاً السوبر الأفريقي في نفس العام بين الأهلي ونهضة بركان المغربي.

نجم الساحة الأفريقية في التحكيم

في كأس أمم أفريقيا في ساحل العاج، رفع مصطفى غربال راية التحكيم الجزائري مرة أخرى ضمن قائمة النخبة، وكان غربال المرشح الأبرز لإدارة مباريات حاسمة في هذه البطولة، وهو صاحب التصنيف الأعلى بين الحكام المشاركين وفقاً لتقييم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مطلع عام 2024. هذا التصنيف يضعه في مقدمة الأسماء البارزة، مثل الكيني بيتر كاماكو والإثيوبي باملاك تيسيما والكونغولي جون جاك ندالا. غربال، كان حاضراً في البطولة إلى جانب أسماء جزائرية أخرى، مثل يوسف قموح الذي يعمل كحكم ساحة، فضلاً عن مقران قوراري وأكرم زرهوني كحكمين مساعدين، بينما انضم لحلو بن براهم كحكم مكلف بتقنية الفيديو (فار). هذه المجموعة الجزائرية تبرز التطور الذي تشهده التحكيم الجزائري على المستوى القاري والدولي.

إشادة واسعة من المتابعين والخبراء

تصنيف غربال كأفضل حكم أفريقي لا يأتي من فراغ، بل هو اعتراف بسنوات من العمل الجاد والمستوى العالي الذي أظهره في إداراته للمباريات الحاسمة. أشاد خبراء التحكيم بكفاءته في التعامل مع الضغط الذي يرافق المباريات الكبرى، وقدرته الفائقة على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحرجة. هذه المزايا جعلته مرشحاً لإدارة نهائي كأس أمم أفريقيا الحالية، وهو شرف لم يحققه سوى حكم جزائري واحد من قبل، جمال حيمودي، الذي أدار نهائي البطولة عام 2013 بجنوب أفريقيا بين نيجيريا وبوركينا فاسو.

نموذج يحتذى به في التحكيم العربي والإفريقي 

مصطفى غربال ليس مجرد حكم بل هو نموذج يُلهم الأجيال الجديدة من الحكام العرب و الأفارقة. قصته تبرز أهمية الاجتهاد والتفاني في العمل، حيث استطاع من خلال التدريب المستمر والتجارب المتراكمة أن يحجز مكاناً بين عمالقة التحكيم العالميين. وهو اليوم يُمثل التحكيم الجزائري بأفضل صورة، ويؤكد أن الجزائر لا تكتفي بإبراز النجوم على أرض الملعب، بل تُسطّر أمجاداً في عالم التحكيم أيضاً. ويواصل مصطفى غربال رفع علم الجزائر في المحافل الدولية، مثبتاً أن التحكيم الجزائري قادر على التواجد في قلب الأحداث العالمية بأداء راقٍ وكفاءة منقطعة النظير. إن مسيرته المهنية المشرقة تجعله فخراً للجزائر ومثالاً يحتذى به في مجال التحكيم، ليبقى اسمه محفوراً في ذاكرة كرة القدم العالمية كأحد أعلام التحكيم.

لم تصدر أي عقوبة في حقه…غربال مستمر في التألق رغم الإشاعات المغرضة 

عادت الإشاعات مجددًا لتطال الحكم الدولي الجزائري مصطفى غربال، هذه المرة بعد إدارته مباراة أولمبيك أقبو ومولودية الجزائر، حيث ارتكب خطأً تحكيميًا تقديريا وليس تقنيا كغيره من الحكام الذين يواجهون تحديات طبيعية خلال المباريات. وعلى الرغم من ذلك، تصاعدت بعض الأخبار المغلوطة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، زاعمةً أنه تعرض لعقوبة من قبل الرابطة الوطنية لكرة القدم، إلا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأكدت مصادر موثوقة أن مصطفى غربال لم يخضع لأي عقوبات أو قرارات تأديبية من الرابطة الوطنية لكرة القدم بعد المباراة المذكورة، حيث لم تُصدر الرابطة أي بيان رسمي بشأن الحكم أو أدائه. ورغم محاولات البعض لتشويه سمعة هذا الحكم الذي يعد واحدًا من أبرز الحكام في العالم، فإن غربال يواصل مسيرته بثبات وإصرار ليؤكد مكانته العالية في المشهد التحكيمي الدولي.

تحضيرات لكأس العالم للأندية

استعدادًا لمواصلة مشواره المميز، من المنتظر أن يشارك مصطفى غربال في تربص الحكام الذي سيقام في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة المقبلة. ويأتي هذا التربص في إطار التحضيرات المكثفة لكأس العالم للأندية التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية الصيف المقبل، حيث يُعتبر غربال مرشحًا قويًا لإدارة مباريات هامة في هذه البطولة بفضل كفاءته العالية وخبرته الواسعة. يُذكر أن غربال كان قد أثبت نفسه في العديد من المسابقات العالمية، بما في ذلك كأس العالم 2022 في قطر، وكأس أمم أفريقيا، والبطولات الأفريقية للأندية، حيث تميز في إدارة مباريات حاسمة أثبتت مهارته وحياديته في اتخاذ القرارات الدقيقة.

مثل هذه الإشاعات ليست جديدة في عالم كرة القدم، الذي غالبًا ما يشهد محاولات لتشويه سمعة الشخصيات البارزة فيه. لكن مصطفى غربال، الذي يُعتبر من النخبة العالمية في التحكيم، لطالما واجه الضغوط بروح مهنية عالية، حيث يتمسك بمبادئه القائمة على النزاهة والعدالة داخل الميدان. الحكم الدولي الجزائري يُعد نموذجًا يُحتذى به في الساحة التحكيمية، مؤكدًا أن الأخطاء التحكيمية الطبيعية ليست مقياسًا للحكم على كفاءة الحكام. وما زالت مسيرته تشهد نجاحات متواصلة، الأمر الذي يعزز مكانته كواحد من أعلام التحكيم على المستوى العالمي.

مصطفى غربال ليس فقط رمزًا لتحكيم جزائري يفتخر به كل الجزائريين، بل هو واجهة مشرفة للعرب والقارة الأفريقية في الساحات الدولية. ومع استمراره في التحضيرات لكأس العالم للأندية، يثبت غربال أن الإشاعات المغرضة لا يمكنها النيل من عزيمته أو التأثير على مسيرته المميزة، التي تجعل منه فخرًا لكل عشاق كرة القدم في الجزائر وخارجها.

دعم جماهيري كبير لغربال ردا على الحملة الشرسة

في واحدة من اللحظات التي تُبرز فيها الجماهير الجزائرية روحها التضامنية العالية، تلقى الحكم الدولي مصطفى غربال موجة من الدعم الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الحملة الشرسة التي استهدفته مؤخرًا. الانتقادات ومحاولات التشكيك في كفاءة غربال لم تنل من شعبيته، بل على العكس، كشفت عن التقدير الكبير الذي يحظى به من قبل محبي كرة القدم في الجزائر وخارجها. عبر منصات التواصل الاجتماعي، تفاعلت الجماهير الجزائرية بشكل واسع مع قضية مصطفى غربال، حيث أطلقوا وسومًا داعمة للحكم الجزائري تؤكد مكانته كرمز وطني في مجال التحكيم. مستخدمو تويتر وفيسبوك أبدوا فخرهم الكبير بغربال، معتبرين أن الحملة التي تعرض لها ليست سوى محاولة للنيل من سمعته وإنجازاته العالمية. تضمنت التعليقات رسائل تضامن وإشادة بأدائه في البطولات الكبرى، حيث وصفه كثيرون بأنه “جوهرة التحكيم الجزائري”، و”سفير الجزائر على الساحة الدولية”. الرسائل لم تقتصر على الجمهور الجزائري فقط، بل امتدت إلى جماهير عربية وأفريقية أبدت احترامها للحكم الذي أدار أصعب المباريات بكل احترافية.

استرجاع لإنجازاته المشرفة

الجماهير الجزائرية لم تكتفِ بالدفاع عن غربال بل استعرضت إنجازاته في الساحة التحكيمية. ذكّر الكثيرون بمشاركته التاريخية في كأس العالم 2022 في قطر، حيث أدار مباريات بارزة مثل لقاء هولندا والإكوادور، ولقاء أستراليا والدنمارك. كما أشادوا بإدارته لنهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك عام 2020، معتبرين أن هذه النجاحات كافية للرد على أي محاولات لتشويه صورته. ظل الحملة التي استهدفت مصطفى غربال، لم تتوانَ الجماهير الجزائرية عن إظهار تضامنها مع نجم التحكيم، معتبرة أن الأخطاء التحكيمية، إن وجدت، هي جزء من طبيعة اللعبة، ولا يمكن أن تقلل من قيمة حكم يُعد واحدًا من النخبة في العالم. بعض المنشورات أشارت إلى أن هذه الهجمات ليست سوى محاولة لإضعاف ثقة غربال بنفسه قبل استحقاقات كبيرة تنتظره، مثل كأس العالم للأندية. تحضيراته للمواعيد الكبرى رغم كل الضغوطات، أثبت مصطفى غربال أنه حكم يتجاوز التحديات، حيث يواصل تحضيراته للمشاركة في تربص الحكام في القاهرة استعدادًا لكأس العالم للأندية، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية الصيف المقبل. هذه المشاركة المنتظرة تؤكد استمرار مكانته ضمن قائمة النخبة العالمية، وتعتبر ردًا صريحًا على كل من حاول التشكيك في قدراته.

رسالة واضحة.. غربال فخر الجزائر

الدعم الكبير الذي تلقاه مصطفى غربال من الجماهير الجزائرية أرسل رسالة واضحة مفادها أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي أيضًا مجال يظهر فيه التضامن الوطني في أبهى صوره. هذا التضامن يعكس مدى احترام الشعب الجزائري لشخصياته الرياضية البارزة، وإصراره على حماية رموزه من أي حملات تستهدف التشكيك في كفاءتهم مصطفى غربال يواصل رفع راية التحكيم الجزائري عاليًا، بدعم شعبه وإيمانه بمسيرته المهنية. الإشادات التي تلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي دليل على مكانته المتميزة، وأنه ليس مجرد حكم بل سفير للجزائر في الساحة الرياضية العالمية. هذا الدعم الجماهيري يثبت مرة أخرى أن الرموز الوطنية تستحق الاحتفاء والدفاع عنها في وجه كل التحديات.

مصطفى خليفاوي 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى