المنطقة تذر أموالا طائلة في الصائفة … أندية “كورنيش” وهران تغرق ببطء
تعتبر أندية كرة القدم لمنطقة “الكورنيش الوهراني” من الأقدم على مستوى الولاية، كيف لا والبعض منها يعود تاريخ تأسيسها لما قبل الحقبة الإستعمارية على غرار فريق نصر بوسفر الذي تأسس سنة 1907 والذي اختفى عن الأنظار خلال السنوات الأخيرة لأسباب مجهولة، وكذا فريق مرسى الكبير الذي تأسس سنة 1921 والذي سبق له وأن حقق نتائج في المستوى خلال السنوات الماضية قبل أن تنطفئ شمعته هذا الموسم بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها. دون نسيان فريق شباب عين الترك الذي سطع نجمه خلال السنوات الماضية الذي صار حاليا يتخبط في جملة من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى. يجمع العارفون بشؤون كرة القدم في وهران بأن السبب المباشر وراء المشاكل التي تعاني منها أندية الكورنيش الوهراني هو غياب الدعم المادي وعدم قدرة رؤساء تلك الأندية على تسيير الفرق بدون أموال.
تأسس سنة 1921.. المرسى الكبير لن يشارك في البطولة هذا الموسم
من بين هذه الفرق، نجد جمعية المرسى الكبير الذي تأسس سنة 1921 على يد “البحارة” الذي برز نجمه سابقا من خلال بلوغ الدور 16 من منافسة كأس الجزائر في مناسبتين، بالإضافة لبلوغه بطولة الجهوي الأول لرابطة وهران لكرة القدم. على الرغم من سقوطه لبطولة الولائي هذا الموسم، إلا أن الفريق عجز عن الانخراط في المنافسة، وهو ما يعتبر ضربة موجعة بالنسبة لتاريخ هذا النادي العريق الذي حمل ألوانه العديد من اللاعبين الكبار خلال الفترة الممتدة ما بين 1963 و1977 على غرار بوحاجي الذي انضم بعدها لمولودية وهران وبغداد الذي التحق بإتحاد وهران، دون نسيان مقدم عباس، باشا، بودمعة وبشير. الجدير بالذكر أن هذا النادي بقي وفيا لتقاليده في تكوين لاعبين شبان يقوم غالبا بانتدابهم من الملاعب الجوارية لمرسى الكبير مثلما هو الحال بالنسبة لسيد احمد عواج، اللاعب الحالي في البطولة السعودية وجلولي ياسين الذي احترف في بنغلاديش.
أحمد صحراوي (رئيس نادي المرسى الكبير):” نقص الدعم والأموال وراء الوضعية الحالية للفريق”
في حديث مع رئيس نادي المرسى الكبير، قال أحمد صحراوي بخصوص هذا الموضوع: “مثلما صرحت به لكم سابقا، فإن نادي جمعية المرسى الكبير يعاني من مشاكل كبيرة لا سيما تلك المتعلقة بالجانب المالي. فالرئيس استقال وترك الفريق وحيدا، في الوقت الذي لم يأخذ أحد بزمام الأمور من أجل تسيير النادي. وهو الأمر الذي جعل جمعية المرسى يعيش فراغ إداري. بالإضافة للأزمة المالية التي يتخبط فيها الفريق والتي لم تسمح لنا بالانطلاق في التدريبات، لتبقى جمعية المرسى الكبير هي الخاسر الأكبر في ظل هذا الوضع.” أضاف محدثتنا: “فهذا الفريق العريق بعد أن اسعد محبيه والجميع كان متفائلا به، ها هو اليوم غائب عن البطولة بسبب نقص الدعم والأموال.”
فريق العنصر اختفى عن الأنظار منذ سنة 2010
يعتبر فريق العنصر من أعرق وأقدم نوادي وهران لكرة القدم، كيف لا وهو الذي تأسس سنة 1936 والذي عرف مشاركة العديد من الوجوه الرياضية المعروفة في المنطقة. بالنظر للعديد من المشاكل، توقف الفريق عن النشاط لمدة 12 سنة، لا سيما تلك المتعلقة بالديون ونقص الدعم. هذا ما دفع بعض الغيورين على الفريق بتأسيس نادي جديد بالمنطقة ويتعلق الأمر بفريق السلام لبلدية العنصر تحت رئاسة، أكرم براهيتي. قرر المشرفون على هذا النادي أن تكون الانطلاقة هذا الموسم بالفئات الشبانية على أن يتم إنشاء فريق خاص بالأكابر خلال الموسم المقبل.
أكرم براهيتي (رئيس نادي السلام للعنصر):“سنقوم بإنشاء فريق خاص بالأكابر خلال الموسم المقبل”
في تصريح لرئيس نادي السلام لبلدية العنصر، أكرم براهيتي، صرح لنا هذا الأخير: “نحن نعمل جاهدا لإنشاء فريق خاص بالأكابر تحسبا للموسم الكروي المقبل. فهذا الموسم لم نستطع ذلك لأن الدعم المادي شبه منعدم، وكما لا يخفى على الجميع، فإن فريق الأكابر يحتاج دعما كبيرا من أجل التسيير ودفع مستحقات اللاعبين ونحن في خطواتنا الأولى. لكننا نعد محبي النادي وسكان بلدية العنصر بأنه سيكون لنا فريق خاص بفئة الأكابر خلال الموسم الكروي 2023/2024 إن شاء الله.”
بن دومة سفيان (مدرب شباب عين الترك):“أناشد السلطات من أجل مساعدة الفريق”
نفس الحال ينطبق على فريق شباب عين الترك الذي نافس لعدة سنوات من أجل تحقيق الصعود، إلا أن الأوضاع تغيرت هذا الموسم بالنسبة لفريق” العيون” الذي يعاني من الناحية المادية. فعلى سبيل المثال، فإن الفريق لم يجد هذا الموسم حتى المبلغ اللازم من أجل شراء البدلات الرياضية. هذا ما جعل الإدارة تقرر الاكتفاء بالاعتماد على الفئات الشبانية وعدم الانخراط مع الأكابر. في هذا الصدد، صرح، المدرب بن دومة سفيان: “من المؤسف بالنسبة لكل محبي النادي على عدم مشاركة الأكابر في المنافسة هذا الموسم. كما أتمنى من السلطات مساعدة الفرق التي تنشط على المستوى الولائي والتي كونت العديد من اللاعبين الذين ينشطون حاليا في القسمين الأول والثاني.”
أسامة شعيب /إعداد: محمد عمر