معاناة الكرة الجزائرية مع التحكيم لن تنتهي أبدا … التحكيم في إفريقيا عنوان مصداقية الكاف المفقودة
كثيرا ما لعب التحكيم دورا كبيرا في حسم الكثير من النتائج الفنية ضد المنتخب الوطني والأندية الجزائرية ،أين وصل الحد إلى التشكيك في نزاهة بعض الحكام الأفارقة الذين كثيرا ما عمدوا إلى هزيمة ممثلي الجزائر بمختلف الطرق .وأرجع البعض سوء التحكيم الإفريقي إلى افتقاده للاحترافية ،فالتحكيم الإفريقي يعاني من مشاكل كثيرة وهو ما دفعه ليكون دائما متأخرا عن التحكيم الأوروبي الذي لا يمكننا مقارنته به على الاطلاق، و ينقصه الاحتراف ودائما ما يرتكب الحكام الأفارقة أخطاءً فادحة خاصة عندما يتعلق الأمر بفرق شمال إفريقيا .و يرجع الكثير من خبراء الكرة بأن المستوى المعيشي يأتي في الدرجة الأولى فالحكام الأفارقة لا يتقاضون أجورا جيدة لذا فهم يقبلون الرشاوي لتحسين مستوى معيشتهم ويفتعلون أي شيء في المباراة حتى يكسب الفريق الراشي على حساب الآخر، ولطالما عانت الفرق الجزائرية من ذلك ،ونجد هذا الأمر دائما في مباريات شمال إفريقيا، تونس، مصر والمغرب وطبعا الجزائر.
التحكيم الإفريقي أصبح لا يواكب تطور مستوى الكرة في القارة
بذل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم مجهودات كبيرة من أجل إعطاء دفع للعبة الأكثر شعبية في القارة من خلال هيكلة مؤسساته بالطريقة التي تنعكس إيجابا على المستوى العام لكرة القدم، حيث قامت الكاف باتخاذ خطوات عملية من خلال إعادة هيكلة مؤسساته ولجانه بالطريقة التي تسمح له بإعطاء دفع لها، لكن وعلى الرغم من هذا، إلا أن هناك عديد التساؤلات تطرح حول مستوى بعض المؤسسات التي تنتمي للكاف وعلى رأسها لجنة التحكيم. فرغم التطور الكبير الذي عرفه مستوى كرة القدم في القارة الإفريقية، رغم نقص الإمكانيات المادية مقارنة بالقارات الأخرى بدليل النتائج التي تمّ تحقيقها من طرف المنتخبات والأندية الإفريقية خلال المنافسات الدولية، إلا أن مستوى التحكيم في القارة أصبح يثير العديد من التساؤلات نظرا للكم الكبير من الانتقادات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، والشيء الغريب هو مستوى الحكام الأفارقة عند مشاركتهم في منافسات دولية مثل كأس العالم مثلا، لكن عندما يتعلق الأمر بإدارة مباريات داخل القارة يصبح هناك مستوى آخر.
من كوفي كوجيا البينيني إلى أديلايد علي محمد صومبي من جزر القمر
تسبب العديد من الحكام الأفارقة بعد أن تمّ إسناد لهم مهمة إدارة مباريات مهمة في القارة في حدوث كوارث كروية إن صحّ التعبير ،وساهموا بطريقة مباشرة في التأثير على نتيجة المباراة النهائية، وأفضل دليل على هذا ما قام به الحكم كوفي كوجيا خلال مواجهة مصر والجزائر في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2010، أين ساهم بطريقة مباشرة في الفوز العريض الذي حققه أشبال حسن شحاتة على حساب المنتخب الوطني ،لتتواصل المهازل مرة أخرى خلال تصفيات كأس إفريقيا 2021 و مباراة زامبيا الأخيرة أين عانى زملاء الحارس مبولحي من التحكيم الذي ساهم في حرمانهم من فوز مؤكد ،بعد أن تعمد منح ضربتي جزاء لا تصفر حتى في مباريات الأحياء .ولم تستطع لجنة التحكيم على مستوى الإتحاد الإفريقي لكرة القدم إيجاد الطرق المناسبة للرفع من مستوى الحكّام والقضاء على الفساد الموجود رغم كل المجهودات التي قامت بها في هذا المجال.
حكام تحت الطلب والكاف «شاهد ما شفش حاجة”
أصبح الفوز بالبطولات والمباريات المهمة في القارة الإفريقية أمرا في متناول الجميع، ولم يعد بالضرورة امتلاك نفوذ على مستوى الكاف أو الفيفا يمنحك الامتياز ويحميك من بطش الحكام، لذا أصبح الضرب بيد من حديد ضروري
ولن يكون هناك أي حل آخر من أجل القضاء على ظاهرة الفساد التي أصبحت تنخر التحكيم الإفريقي سوى الضرب بيد من حديد في حال اكتشاف أي مخالفة. ويقع على عاتق لجنة التحكيم على مستوى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مسؤولية كبيرة من أجل تحجيم هذه الظاهرة، لكن الغموض يبقى كبيرا حول الدور الذي تقوم به.
الجزائر والتحكيم الإفريقي قصة كره لا تنتهي
التحكيم الإفريقي دائما “يهلك” الجزائريين على غرار ما حدث في مباراة المنتخب الوطني ضد المنتخب الرواندي في موقعة البليدة، ومن حسن الحظ أن لاعبي المنتخب الوطني تحكموا جيدا في أعصابهم ولم يحتجوا كثيرا على قرارات الحكم الغيني الذي هلك المنتخب بقراراته، وعبر أنصار المنتخب الوطني عن تخوفهم من التحكيم في المواجهات المقبلة للمنتخب الجزائري المقبل على خوض تصفيات المونديال. هذا وباتت أزمات التحكيم شبحاً يهدد المنتخبات والأندية الإفريقية، حيث لا تخلو مباراة أو بطولة من مهازل تحكيمية في ظل اتهامات فساد مستمرة لبعض الحكام ونقص الإمكانيات وضعف التدريب. فمن قال أن المناخ هو المشكل رقم واحد في إفريقيا…؟
سنينة مختار