سريع المحمدية … بعد أن تخلت عنها السلطات المحلية و الولائية … وضعية الصام سببها أزمة “الرجال” و الحل في أصحاب المال بالمحمدية
سريع أمال المحمدية هذا النادي العريق الذي كان بالأمس القريب واحدا من الأندية التي يحسب لوجودها ألف حساب و كان معادلة صعبة في بطولة المحترف الثاني ل 15موسما متتاليا، إذ شهد ميلاد الإحتراف في أول موسم له ،و إستمرت الفترة الذهبية له إلى غاية موسم 2013-الموسم المشؤوم-الذي سقط فيه الفريق إلى غياهب قسم الهواة، و لتبدأ معه المعاناة و أولى بوادر الإندثار التي ضربت الفريق من جذوره و دامت لعشر سنوات عجاف أُكِلت فيها هيبة الفريق و يَبُست كرامته و صار مجرد فريق من دون روح بعد أن هجره الأقربون من الأنصار و نفر منه أبناء المدينة من الميسورين و أصحاب “الشكارة” ،ليُترك للعابثين و أصحاب المصالح ليعبثوا بشرفه و ينزلوا رأسه لأسفل السافلين.
لكن الأمر الأكيد أن ما آل إليه السريع لم يكن وليد الصدف، و إنما جاء كنتيجة حتمية لتراكم العديد من المشاكل منذ أن سقط الفريق إلى قسم الهواة و كان ذلك منذ عشر مواسم، و ما عرفه بيت الفريق من إنشقاقات و تكتلات و نفور الجميع من تحمل المسؤولية في إرجاع هيبة الفريق و تحقيق حلم الأنصار بالعودة إلى القسم الثاني و هو المكان الطبيعي لفريق إسمه سريع المحمدية.
الفريق عانى الموسم الماضي في الجهوي الثاني
و بالرجوع إلى ما حدث هذا الموسم فالفريق عاش الجحيم بكل أنواعه في القسم الجهوي الثاني و كاد يسقط إلى القسم الولائي و هو ما ظهر جليا من خلال تسجيل النتائج السلبية داخل و خارج الديار جعلت الفريق يعيش واحدة من أصعب الفترات منذ تأسيسه بسبب سياسة البريكولاج في التسيير ،و النتيجة فريق ضعيف غير قادر على تحقيق البقاء فما بالك اللعب على الصعود ،و هذا لمحدودية التركيبة البشرية للاعبين الذين أثبتوا تدني مستواهم و عدم قدرتهم على مجاراة نسق بطولة ضعيفة كبطولة الجهوي الثاني ،و هو ما جعل كل من مر على العارضة الفنية يعجز عن إيجاد الوصفة السحرية التي تعيد الفريق إلى سلسلة النتائج الايجابية.
ناهيك عن هروب جميع اللاعبين بما فيهم أبناء الفريق و الاستنجاد بلاعبي الأواسط و الأشبال لإكمال الموسم و للحفاظ على ما تبقى للفريق من كرامة. و الأمر الذي يحز في النفس أكثر هو أن الفريق طيلة موسم كامل و هو يسير بدون رئيس للفريق ،إذ بعد إنقضاء مهلة الديركتوار الذي قاده بن قويدري و هو من حفظ ماء الوجه و أقلع بقاطرة الفريق مجنبا النادي الموسم الأبيض،حيث و منذ النصف الأول من مرحلة الذهاب و الفريق بدون رئيس و لا إدارة رسمية ،حيث تولى الكاتب العام و بعض المحبين للفريق مسؤولية تسيير تنقلات الفريق باعتبار أن التدريبات لم يكن لها وجود في قاموس النادي.
و بعد إنتهاء كابوس الموسم الحالي و خروج الفريق بأقل الأضرار ، في موسم هو الأسوء في تاريخ الفريق الذي دفع به نحو المجهول، نقول بأنه حان الوقت للتدخل الفوري لجميع الفاعلين من رؤساء سابقين، لاعبين سابقين ، أعضاء الجمعية العامة ، رئيس البلدية ،رئيس الدائرة ، مدير الشبيبة و الرياضة، الوالي و الأنصار، لإعادة إنعاش إسم النادي قبل أن تحل الكارثة و يندثر الفريق من خارطة كرة القدم.
الأنصار يترقبون الجديد والخروج من الأزمة
فمتى يحين الوقت لمدينة البرتقال أن تفرح بعودة “الصامية” لمكانها الطبيعي، وما يعيشه الفريق دلالة كبيرة على عمومية الكرة في الغرب والتي أصبحت تعاني بسبب سقوط متوالي للأندية التي كانت تشكل جزء من تاريخ البطولة في بلادنا منها سريع غليزان وإتحاد سيدي بلعباس ووداد تلمسان بالإضافة لأخرى كل موسم تلعب على ضمان البقاء في القسم الثاني كجمعية وهران ومولودية سعيدة بالإضافة لشبيبة تيارت وغالي معسكر، لتبقى مولودية وهران الإستثناء وهي التي تعيش مشاكل كبيرة كل موسم، على أمل تكون هناك ثورة كروية بعودة كل هاته الأندية للواجهة مستقبلا، وهذا بالإعتماد على التكوين بالدرجة الأولى.
السريع مدرسة كروية بامتياز
الكل يعلم أن سريع المحمدية مر عليه لاعبين تركوا بصمتهم وطنيا ونذكر من هؤلاء عمار عمور، دمو عبد الغني و بن يطو محمد لاعبا وفاق سطيف الفائزان معه بلقب رابطة ابطال إفريقيا، ولقجع يسعد اللاعب السابق لاتحاد الحراش و نصر حسين داي و شباب قسنطينة و المحترف حاليا بنادي النصر الكويتي الناشط بالدوري الممتاز و كذا واجي العيد اللاعب السابق لنصر حسين داي و الاتحاد الليبي و حاليا شباب برج منايل، والكثير من اللاعبين مما يدل على أن الصام مكانته بين الكبار وجب إعادة النظر لما يعانيه من مشاكل إلى غاية تحرك كل غيور على المدينة، لأنه من غير المعقول حسب الأنصار أن يبقى السريع يصارع في الأقسام السفلى بسنوات أخرى وهو مايزيد من الأمور تعقيدا قد تقود الصام للهاوية والإندثار، رغم كل هذا يبقى أصحاب اللون البرتقالي مدرسة كروية بإمتياز.
علاوي شيخ