الأولىحوارات

مهدي براهيمي (رئيس جمعية وهران): “حققنا البقاء رغم مؤامرات الإدارة السابقة”

بعد موسم شاق و صعب للغاية تمكن فيه فريق جمعية وهران من تحقيق البقاء قبل جولة عن نهاية المنافسة، حل رئيس لازمو “مهدي براهيمي” ضيفا على جريدة “بولا” و هذا من أجل الحديث عن الصعوبات الكبيرة التي واجهت النادي، وأهم التحديات التي رافقت المكتب المسير الجديد الذي حال مكان الإدارة السابقة التي رأسها مروان باغور على مدار عدة سنوات، وفتح الرجل الأول في البيت الجمعاوي قلبه لأنصار و محبي جمعية وهران مطلا عبر نافذة “بولا” حيث كشف عن العديد من الأمور، وأزاح الستار عن الكثير من المعطيات التي يجهلها الشارع الرياضي.

في البداية نرحب بك و نشكرك على الحضور الى مقر جريدة “بولا” من أجل الإجابة عن العديد من التساؤلات…

“السلام عليكم جميعا، وأنا بدوري أشكركم على منحي فرصة الظهور و التواصل على محبي الفريق عبر جريدتكم المحترمة، حيث سأسعى للكشف عن العديد من الأمور و الخبايا التي رافقت موسمنا الصعب، وتسمية الأشياء بمسمياتها.”

أولا ما تقييمك لمشوار الفريق هذا الموسم و ضمان البقاء قبل جولة واحدة من نهاية البطولة؟

“المهمة كانت صعبة للغاية، فتحضيرات الفريق جاءت متأخرة للغاية، لم يكن لدينا فريق و وضعنا البقاء كهدف لنا، لأننا كونا مجموعة في ظرف 6 أيام، وجربنا عدة لاعبين لاختيار الأفضل، وكما تعلمون سوق اللاعبين كان فارغا و عملنا بما هو موجود، لكن الحمد لله بذلنا كل المجهودات المطلوبة و عملنا بنية صافية حتى ننقذ لازمو، وبالنسبة لي و لبقية الأعضاء استفدنا كثيرا من هذه التجربة.”

ألا تشعر بخيبة أمل جراء انتداب لاعبين لم يكونوا في مستوى الفريق؟

“بطبيعة الحال لا يمكن انكار ذلك، لقد وضعنا ثقتنا في بداية الموسم في عدة أسماء لكن للأسف الشديد خيبوا ظننا و لم يقدموا ما هو مطلوب منهم، وهذا راجع لعدة أسباب كما سبق و أن قلت، لم نجد الوقت الكافي حتى نقوم بتعاقدات في المستوى خلال الميركاتو الصيفي، وهمنا لوحيد تمثل في وضع القطار على السكة، قدر الله و ما شاء فعل، كانت لدينا اتصالات مع عدة لاعبين جيدين لكن في نهاية المطاف لم تتم لعدة معطيات.”

لكن حتى الميركاتو الشتوي الذي تم خلاله التعاقد مع 4 لاعبين لم يكن ناجحا، هل لك أن تشرح لنا الأسباب؟

“كلنا يعرف جيدا بأن الأندية لا تفرط بلاعبيه الجيدين في منتصف الموسم، وسوق الانتقالات كان شبه فارغ، وكان لزاما علينا تدعيم الصفوف، ولهذا تعاقدانا مع 4 لاعبين و هم الغوماري، شناني، حداد و أريالة الذي وقعنا معه قبل ساعة واحدة فقط من نهاية الميركاتو، وللأسف الإصابات ألمت بحداد في تربص الشلف، ثم لحق به شناني، والغوماري توقف بمحض ارادته عن اللعب معنا، وبقي أريالة الوحيد الذي لعب العديد من المباريات منذ قدومه، وفي كل الأحوال عملنا بما هو متوفر و لم نجد خيارات أفضل.”

هناك قضية أسالت الكثير من الحبر و المتعلقة بتوقف اللاعب الغوماري عن اللعب بعد لقاءين فقط من انتدابه خلال الميركاتو الشتوي، هل لك أن توضح لنا الأمور بخصوص هذا اللاعب؟

“لا توجد قضية اسمها الغوماري بالنسبة لي، وما يجب أن يعلمه الجميع أننا لم نقم على الاطلاق بطرده، وأنا أكذب كل الادعاءات التي تقول بأنني تشاجرت معه و لا مشكلة لنا معه، هو قرر أن يتوقف و هذا شأنه، وأفضل أن أغلق القوس هنا.”

ما سر بقاء المجموعة متراصة رغم النتائج السلبية التي رافقت الفريق في مرحلة الإياب؟

“في الحقيقة وضعنا ثقتنا في هؤلاء اللاعبين، وأكدنا على وقوفنا معهم رغم تراجع النتائج، كما أننا ركزنا على الجانب الانضباطي و لم نتساهل في هذه النقطة على الاطلاق، اذ منذ البداية كنت واضحا و قلت لهم بأنني أركز على الاحترام و الانضباط مهما كان اسم اللاعب أو مستواه.”

لماذا ظهر الفريق بوجهين مختلفين هذا الموسم؟

“لقد دفعنا ثمن التأخر في الاستعداد للموسم، وكان منطقيا هذا التراجع، فخلال مرحلة الذهاب حصدنا 23 نقطة و تواجدنا في مرتبة مشرفة، الا أن الوضع أصبح معقدا في مرحلة العودة، وعانينا من الجانب البدني و الإصابات أيضا، والتي كان سببها الأول هو نقص التحضيرات، لذا حاولنا تسيير المرحلة بطريقة واقعية، ولولا هذا لحققنا نتائج أفضل.”

واجهتم الكثير من العراقيل و العقبات، من هو المتسبب فيها بحسب رأيك؟

“كل شيء واضح و الجميع يعرفون من هو المتسبب في وضعية الفريق، فالإدارة السابقة وضعت أمامنا كل العراقيل حتى لا ننجح في مهمتنا، وأخروا انعقاد الجمعية العامة لآخر لحظة، دون أن ننسى المؤامرات التي حاكوها في الخفاء للإضرار بنا، وأود أن أوضح بأن الرئيس مروان باغور ليس هو المتهم في هذا الأمر، وانما الأشخاص المحيطين و الذين يدعون حب النادي و هم في حقيقة الأمر يسعون للانتقام لأغراض شخصية.”

هل لديكم أدلة على تورط هؤلاء في نسج مؤامرات ضد الفريق؟

“بطبيعة الحال نملك كل الأدلة، الا أنني لم أرغب في الدخول مع هؤلاء في صراعات، وأملك تسجيلات و أدلة لو توجهت بها الى العدالة فسأورطهم و لن ينجو من العقاب، لكنني ركزت على عملي مع الفريق و لم أود فتح جبهات صراع أخرى  تلهيني عن المهمة التي جئت من أجلها.”

لكنك كنت تعلم منذ البداية بأن الإدارة السابقة لن تسكت بعد رحيلها، فلماذا قبلت بالمهمة؟

“أنا ابن جمعية وهران و مشجع وفي لها، لا يمكنني إدارة ظهري لهذه المدرسة العريقة، وحز في نفسي ما حدث لها خلال 17 سنة مع المسيرين السابقين الذين لم يفعلوا أي شيء، لذا و بعد موسم كاد أن يسقط فيه الفريق لولا ستر الله أمام وداد بوفاريك، وانتفاضة الأنصار قررت أن أتولى المهمة، وتحرير لازمو من قبضة هؤلاء، ولهذا قبلت بالتحدي رغم علمي بأن العقبات لن تنتهي، تخيلوا معي لحد الساعة لم تحدث عملية تسليم المهام مع الإدارة السابقة و نحن على مشارف نهاية البطولة، كل شيء واضح للعيان.”

وماذا بخصوص مقر الفريق الذي تم استرجاعه منذ بضعة أشهر، وما السبب وراء لجوئك الى العدالة لاسترجاعه؟

“أنا ابن عائلة، ودائما ما أفضل الطرق الودية، لكن في بعض الأحيان تجد نفسك مضطرا لسلوك طريق العدالة، فبعد استنفاذ كل السبل الودية قررت أن أستعين بالقضاء من أجل استرجاع مقر النادي “النجاح” و الحمد لله حصلنا على المفاتيح منذ بضعة أشهر، ونحن بصدد التخطيط لترميمه و إعادة الاعتبار له لاستغلاله من طرف الرياضات الأخرى التي نسعى لإحيائها، أما مقرنا الإداري فسيكون على مستوى نهج الصومام و هو يحتاج أيضا لأشغال ترميم كبيرة سنقوم بها عن قريب.”

بالعودة الى الفريق، هل أنت راض عن المدرب لعمارة؟

“بالنظر للظروف و المعطيات التي مررنا بها أقول نعم أنا راض عما قدمه المدرب لعمارة، ففي بداية الموسم و لا مدرب قبل بهذه المهمة المفخخة، الا أن لعمارة فضل خوض التحدي، ولم يتخل عن الفريق حتى في أحلك الظروف حين بدأنا التحضيرات من دون عتاد و لا حتى كرات و لا أقمصة، وبدأنا التدرب على مستوى القرية المتوسطية و لم نجد فيها الظروف الملائمة و قررنا مغادرتها نحو “فندق “أونيكس”، ولو كان مدرب آخر غير لعمارة لرمى المنشفة سريعا، ومن هذا المنطلق نحن أيضا لم نتخل عنه عندما ساءت النتائج، وأنا أعرف جيدا مدى أهمية الاستقرار في كرة القدم رغم مطالبة البعض بإقالته، والحمد لله حققنا الهدف المتفق عليه.”

ما مصير لعمارة على رأس الجهاز الفني؟

“لا يمكنني الإجابة بشكل نهائي عن هذا السؤال، لدينا مباراة أخيرة أمام أمل الأربعاء، سنخوضها بكل جدية للفوز بنقاطها، وبعدها ستكون لي جلسة مع المدرب لعمارة لتقييم الموسم بإيجابيات و سلبياته و حينها سنتطرق لمسألة بقائه أو رحيله.”

انتقدتم بسبب تفضيلكم العمل بمفردكم، ما الجديد بخصوص الجانب الإداري؟

“لقد فضلت تحمل الكثير من المسؤوليات بمفردي، لأنني لم أجد الوقت للتعيين بعض الأسماء في بعض المناصب، وقررت أن يكون ذلك في الموسم المقبل، الآن وبما أننا سنعمل في مساحة وقت أكبر سيكون هناك مكتب مسير جديد و موسع، وسأشرع في ربط الاتصالات مع عدة لاعبين سابقين في النادي من النزهاء و أصحاب السيرة الطيبة، وان شاء الله سيكونون معنا قريبا في عدة مناصب و أبرزها المناجير العام.”

هل بات من المؤكد الاستقبال الموسم المقبل بملعب أحمد زبانة؟

“هذا صحيح، فملعب الحبيب بوعقل سيغلق لمدة عام تقريبا من أجل الخضوع لعملية تجديد و ترميم واسعة، ولهذا سنستقبل رسميا منافسينا على مستوى ملعب الشهيد أحمد زبانة، وبداية تحضيراتنا ستكون هناك ان شاء الله.”

ما مدى رضاكم عن التحكيم، وهل كانت لازمو ضحية له؟

“لا على الاطلاق، حدثت بعض الأخطاء في حقنا الا أنها غير متعمدة، لقد أخطأت في بداية الموسم حين عبرت عن غضبي بخصوص التحكيم بعد لقاء نجم بن عكنون، وهذا حدث في لحظة غضب، الا أنه و بشكل عام لم نعاني من القرارات التحكيمية و لا يمكن القول بأننا كنا ضحية لذلك.”

متى تشرعون في التحضير و الاستعداد للموسم المقبل؟

“لقد شرعنا في ذلك من الآن، وربطنا الاتصالات مع عدة لاعبين و حصلنا على موافقتهم المبدئية، وسيكونون معنا بداية الموسم القادم ان شاء الله، والآن نحن بصدد القيام باتصالات أخرى، وإعادة ترتيب البيت و الاستفادة من أخطاء الماضي، فالانتدابيات هذه للمرة ستكون مدروسة.”

إذن نفهم من كلامك بأن الفريق سيلعب الأدوار الأولى؟

“من المبكر الحديث حول الأهداف، الآن نريد تشكيل فريق قوي و تنافسي يقول كلمته، ولست ممن يقدمون الوعود و بيع الأوهام للجماهير، الأهم هو وجود نية صافية لإعادة هيبة الفريق و بعدها سنحدد الأهداف المسطرة ان شاء الله.”

أظهرتم التزاما كبيرا من الناحية الحالية، ووضعتهم الفريق في أحسن الظروف، كما كلفكم الموسم الحالي؟

“لقد كلفنا الكثير، لم نقم بعد بتحضير التقرير المالي لهذا الموسم، الا أن المبلغ كبير، لأننا دفعنا رواتب 5 أشهر لكل لاعب، مع تسديد كل المنح و بسخاء، دون أن ننسى التنقلات في أفضل الحافلات و الإقامة في أحسن الفنادق، وقمت باستئجار طائرة خاصة قامت بنقلنا الأسبوع الماضي ذهابا و إيابا الى بشار و هذا ما مكننا من العودة بنقطة البقاء، وهي سابقة لم يقوم بها أي فريق في القسم الثاني و حتى بعض أندية المحترف الأول لا تتنقل عبر رحلة خاصة عبر الطائرة، لقد صرفنا أموالا ضخمة.”

هل هذا يعني بأن المداخيل و الإعانات كانت معتبرة؟

“لا على الاطلاق، في بداية الموسم حصلنا على اعانة من طرف الوالي السابق و وزير النقل الحالي السيد سعيد سعيود و هو مشكور على كل ما قدمه، كما لأننا حصلنا على سبونسورينغ من طرف شركة سوناطراك و عكس ما روج له فان المبلغ لم يكن كبيرا، بالإضافة الى عقد تمويل مع بعض الشركات الأخرى، الا أن بقية المصاريف دفعتها من جيبي الخاص حتى أضع الجميع في أحسن الظروف، لقد اعترضنا مشاكل مالية كبيرة و لم نجد الدعم الكافي و مع هذا وفينا بالتزاماتنا المالية، ولا يوجد على عاتق الفريق سنتيم واحد كدين.”

وماذا ستفعل في خضم هذه الصعوبات المالية؟

“لقد طرقت الكثير من الأبواب و لم أتوقف لإيجاد مصادر تمويل أخرى، ولقد تلقيت العديد من الوعود من طرف مستثمرين و صناعيين معروفين سيكونون معنا الموسم المقبل، وآمل أن تتجسد هذه الوعود على أرض الواقع ان شاء الله.”

ما تقييمك لمشوار الفئات الشبانية هذا الموسم، وما رأيك في حل الفريق الرديف؟

“بشكل عام أنا راض عن الفئات الشبانية، فمعظمها حققت نتائج جيدة للغاية لم يسبق و أن تحققت في السنوات الأخيرة، باستثناء الفريق الرديف الذي كان سيئا، لقد وضعت ثقتي في بعض الفنيين و اللاعبين السابقين الا أنهم خيبوا ظني، والانتقاء الصيف الماضي لم يكن موفقا، وهذا ما جعلنا ندفع الثمن، وبداية الموسم المقبل لن يكون هناك فئة الرديف بقرار من الفاف، وأنا أتأسف لذلك، ومع ذلك سنختار أفضل المواهب من الأوسط و محاولة ضمها للأكابر.”

لقد نلت هذا الأسبوع شهادة ماستر2 بتقدير ممتاز جدا، كيف تمكنت من التوفيق بين مناصبك الثلاثة، كرئيس لجمعية وهران، نائب في مجلس الأمة، وطالب في الجامعة؟

“لا يوجد أي سر وراء ذلك سوى تنظيم الوقت، فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة انشغلت أكثر بالتحضير لمذكرة التخرج في تخصص تسيير عموميو هي الأولى على المستوى الوطني، ولهذا تخلفت نوعا ما عن خرجات الوالي، وفي نفس الوقت استفدت كثيرا من تجربتي في التسيير بحكم عملي في تحضير هذه المذكرة، ومع هذا لم أتخل عن جمعية وهران و أحضر بشكل متواصل الى التدريبات و المباريات داخلو خارج الديار.”

في الأخير كلمة لأنصار جمعية وهران؟

“أشكر الأنصار على وقوفهم مع الفريق. كما أتفهم غضبهم من نتائج الفريق خلال جولات الماضية. من جهتي، أعدهم ببناء فريق تنافسي قوي خلال الموسم المقبل.”

حاوره: رامي.ب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى