تحقيقات وروبورتاجات

مواهب قادمة بقوة من نادي السعادة

يعد نادي السعادة من أبرز المدارس الكروية في وهران، إذ يمتد تاريخه لأكثر من عقدين من الزمن، منذ تأسيسه في عام 2003 على يد رئيسه الحالي بوحفصي مراد، الذي سبق له اللعب في صفوف مولودية وجمعية وهران. النادي يواصل إلى اليوم مسيرته في تكوين الأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم، ويعتبر خزانًا حيويًا يمد أندية وهران بالمواهب الصاعدة. انطلقت مسيرة نادي السعادة في ظروف متواضعة على الملاعب الترابية، إلا أن الإصرار والعزيمة كانا حافزين للتطور المستمر. ومع مرور الوقت، انتقل النادي لممارسة نشاطه في ملعب الحبيب بوعقل، الذي أصبح مركزًا رئيسيًا لتدريبات النادي واستقبال المواهب الجديدة. النادي يعمل في مجال التكوين الكروي القاعدي على مستوى مختلف الفئات العمرية، حيث يبدأ العمل مع الأطفال منذ سن 7 سنوات، موزعين على فئات تتراوح من أقل من 9 سنوات إلى أقل من 15 سنة.

وقد ركز النادي على العمل القاعدي لتطوير المهارات الفردية والجماعية، ما جعله أحد أفضل الأندية في وهران فيما يتعلق بالتكوين. يشرف على النادي بوحفصي مراد، وهو اسم معروف في الوسط الكروي الوهراني، حيث لعب سابقًا في مولودية وهران وجمعية وهران. يمتلك بوحفصي رؤية واضحة تهدف إلى تكوين لاعبين مميزين وتزويد أندية وهران بالمواهب. تحت قيادته، اكتسب نادي السعادة سمعة طيبة كأحد الأندية التي تولي أهمية كبيرة للفئات الشبانية والتكوين الكروي القاعدي.

خزان للمواهب و بلايلي خريج المدرسة

يعتبر نادي السعادة خزانًا لا ينضب للمواهب الكروية. من أبرز اللاعبين الذين تخرجوا من النادي نجم المنتخب الوطني الجزائري يوسف بلايلي، الذي انطلقت مسيرته الاحترافية من هذا النادي المتواضع. يوسف بلايلي، الذي أصبح اليوم واحدًا من أهم اللاعبين في صفوف الترجي التونسي، يعد خير مثال على جودة التكوين الذي يقدمه النادي. لعب المدربان توفيق شعيب وخليل خوبستان دورًا كبيرًا في النادي حاليًا، بعد أن انتقلا من دور اللاعبين إلى الإشراف على تدريب الجيل الجديد من المواهب. بفضل خبرتهما الطويلة في الملاعب، يعملان على تطوير مهارات اللاعبين الشباب وتوجيههم نحو مستقبل واعد. جهودهما الكبيرة تعزز رؤية النادي لتكوين لاعبين قادرين على المنافسة على أعلى المستويات. نادي السعادة يُعدّ اليوم منبعًا لا ينضب للمواهب الكروية التي تلوح في الأفق بقوة.

بفضل تركيزه الكبير على التكوين القاعدي، شهد النادي تطور عدد من اللاعبين الواعدين الذين يُتوقع أن يكون لهم مستقبل مشرق في عالم كرة القدم. من الفئات العمرية الصغيرة، تتألق عدة أسماء شابة تقدم أداءً مميزًا في كل مباراة وتلفت الأنظار بمهاراتها الفنية. يعمل المدربان توفيق شعيب وخليل خوبستان  والمدربين زملائهم في النادي بلا كلل على صقل هذه المواهب وتطويرها، مُعتمدين على خبرتهما الواسعة في الملاعب. النادي يوفر بيئة تدريبية متميزة تساعد اللاعبين على النمو البدني والتكتيكي، مما يمهد لهم الطريق للالتحاق بأندية كبيرة في المستقبل. مع استمراره في هذا النهج، يرسخ نادي السعادة مكانته كأحد أبرز الأكاديميات الكروية في وهران، ممهداً الطريق لجيل جديد من اللاعبين القادرين على التألق في الساحة المحلية والدولية.

نحو مستقبل مميز

يولي نادي السعادة اهتمامًا كبيرًا ليس فقط بالجانب الفني، بل أيضًا بالجانب الصحي للاعبين. يرافق الأطقم الطبية تدريبات النادي بشكل دائم، مما يوفر بيئة صحية وآمنة للنمو البدني والعقلي للاعبين. هذه العناية بالتفاصيل تساهم في إعداد اللاعبين بشكل متكامل، ليس فقط على المستوى الفني بل أيضًا الجسدي والنفسي. بفضل نجاحه في التكوين، يعمل نادي السعادة على تحقيق طموحات أكبر في المستقبل. طموحات النادي لا تتوقف عند حدود تكوين اللاعبين، بل يسعى لأن يكون واحدًا من أبرز الأندية التي تسهم في تطوير كرة القدم الجزائرية على المدى البعيد. يشرف بوحفصي مراد وفريقه الفني على إعداد خطة طويلة المدى لتطوير النادي وتعزيز مكانته كأحد أفضل المدارس الكروية في المنطقة. نادي السعادة هو قصة نجاح في التكوين الكروي بوهران. بدأ مشواره من ملاعب ترابية متواضعة، لكن بإرادة قوية وتفانٍ في العمل، تمكن من أن يكون اليوم خزانًا للمواهب الكروية. مع تخرج لاعبين كبار مثل يوسف بلايلي وتوفيق شعيب، يبقى النادي عنوانًا للتفوق في التكوين القاعدي، وسيمثل بلا شك إضافة كبيرة لمستقبل كرة القدم الجزائرية.

شعيب حدو (لاعب الفريق):“أعمل بجد لأكون لاعبا كبيرا”

شعيب حدو
شعيب حدو

في تصريح لجريدة بولا، تحدث شعيب حدو، لاعب نادي السعادة لفئة أقل من 9 سنوات، عن طموحاته الكبيرة في عالم كرة القدم. أكد حدو أن هدفه هو التألق وأن يصبح لاعبًا كبيرًا، مستلهمًا من القوة والمهارات التي يتمتع بها نجم المنتخب الإنجليزي جود بيلينغهام. قال شعيب حدو: “أعمل بجد في التدريبات وأحلم بأن أصل إلى مستويات عالية مثل بيلينغهام. هو لاعب مميز وأطمح لأن أكون مثله في المستقبل”. يعكس هذا التصريح الشغف الكبير الذي يحمله اللاعب الصغير، ما يؤكد التوجه الإيجابي لنادي السعادة في تكوين جيل من اللاعبين الموهوبين والمليئين بالطموح.

خليل خوبستان (مدرب الفريق):“نركز على تكوين جيل رياضي موهوب”

خليل خوبستان
خليل خوبستان

في تصريح مطول لجريدة بولا، قدم المدرب خليل خوبستان، مدرب نادي السعادة، نظرة معمقة حول فلسفة النادي في العمل مع الفئات العمرية الصغيرة. أشار خوبستان إلى أن النادي لم يعرف فترة توقف منذ انتهاء الموسم الماضي، حيث تم الانتقال مباشرة إلى التحضيرات للموسم الجديد. وأوضح قائلاً: “نحن نؤمن بأهمية الاستمرارية في العمل. التحضيرات بدأت مبكرًا لأننا نسعى إلى بناء قاعدة قوية من اللاعبين الصغار، ونعمل بجد لتطويرهم كروياً وأخلاقياً.” خوبستان أكد أن الهدف الأساسي للنادي هو تكوين جيل موهوب يتمتع بالمهارات الكروية، لكن الأهم من ذلك هو التركيز على التربية الرياضية والأخلاقية. وأضاف: “نحن في نادي السعادة نضع الأساسيات في المقام الأول، لأننا نؤمن أن تعليم الأطفال أبجديات كرة القدم بطريقة صحيحة هو المفتاح لتحقيق النجاح في المستقبل. النتائج في هذه المرحلة ليست بنفس الأهمية التي نوليها للتكوين الصحيح للاعبين.” كما أكد أن النادي يعمل على غرس قيم التعاون، الانضباط، واحترام المنافسين لدى اللاعبين، مما يجعلهم ليس فقط لاعبين جيدين بل أشخاصاً يتحلون بأخلاق عالية.

 توفيق شعيب (مدرب الفريق):“خبرتي الكروية تحت تصرف الشبان”

 توفيق شعيب
توفيق شعيب

في تصريح لجريدة بولا ، أكد توفيق شعيب، مدرب نادي السعادة، أنه انضم إلى النادي بمشروع رياضي طموح يهدف إلى تكوين لاعبين مميزين رياضيًا وأخلاقيًا. وأوضح شعيب: “الهدف الرئيسي الذي أطمح لتحقيقه هنا في نادي السعادة هو تطوير جيل من اللاعبين الذين يتمتعون بمهارات رياضية عالية وأخلاق رفيعة. خلال السنوات الأخيرة، نجحت في تزكية حوالي خمسة وعشرين لاعبًا مميزًا، والذين ينشطون الآن في مختلف الأندية الوهرانية.” وأضاف: “أتطلع لأن أقدم في نادي السعادة الإضافة اللازمة في هذا المجال، حيث نعمل على خلق بيئة تدريبية تدعم تطوير اللاعبين على كافة الأصعدة، سواء من الناحية الفنية أو النفسية.”

بوحفصي مراد (رئيس النادي):“نعمل على تطوير المواهب”

بوحفصي مراد
بوحفصي مراد

صرح بوحفصي مراد، رئيس نادي السعادة، لجريدة بولا الرياضية. حيث إستهل حديثه ” لقد تأسس نادي السعادة عام 2003، وكان في البداية يُعرف بجمعية السعادة. ومنذ ذلك الحين أصبحنا نُعَدُّ من أبرز الأندية الهاوية المتخصصة في كرة القدم، حيث نعمل مع الفئات العمرية من أربع سنوات حتى 16 سنة. لقد صنعنا الحدث في وهران بفضل الجهود المستمرة والرؤية الواضحة التي نعمل بها. من بين الفخر الذي نشعر به هو أننا شهدنا انطلاق نجم مثل يوسف بلايلي، الذي ترعرع في هذا النادي منذ أن كان في سن صغيرة حتى عمر 11 سنة. لا يقتصر الفخر على بلايلي فقط، بل لدينا أيضًا فريفر وغرتيل وحمادي، وكلهم يعتبرون من اللاعبين المميزين الذين أبدعوا في الملاعب. نحن نركز على التربية والتكوين، ونستقبل كل شرائح المجتمع من أبناء الجزائر، دون أي تمييز أو تحيز.

لا يهم إن كانوا أغنياء أو فقراء، أو أبناء أي فئة، فمبدأنا هو أن نحترم الجميع ونوفر لهم الفرصة لممارسة كرة القدم.” واضاف قائلا  ” بصفتي رئيسًا للنادي، فإنني أعتز بلعبتي في نادي مولودية وهران وجمعية وهران والمنتخب الوطني، وأشعر بأنني هنا لأعيد ما تلقيته من هذه الأندية لأبنائنا لقد أسسنا هذا النادي مع المرحوم كشاملي مخطار، ونعمل جاهدين على احترام كل أبناء الجزائر، بما في ذلك أبناء المطلقات والأرامل والفقراء. نحن نؤمن بأن أبناءنا يحبون كرة القدم، ونحن هنا لتوفير كل الإمكانيات والدعم لهم.

هذا الموسم، عملنا بجد لإضافة كل من خليل خوبستان، وهو ابني الذي ترعرع في النادي، وكذلك توفيق شعيب، الذي أعتز بأنه قدّم لنا رؤية جديدة للنادي. إن عملنا مستمر في التطور، ورؤية توفيق في التكوين أضافت لنا الكثير من الإيجابيات، مما يجعلنا نفخر بجهودنا المستمرة. هناك نقطة مهمة أود التطرق إليها، وهي ضرورة أن يكون أولادنا تحت إشراف لاعبين قدماء، حيث إن هؤلاء اللاعبين يقدمون الدعم والتوجيه المناسب لهم. نحن نعمل على توفير بيئة تعليمية متكاملة، حيث يجمع الأطفال بين موهبتهم في الميدان ودراستهم النظرية في المعهد. هذا التوازن هو ما نسعى لتحقيقه، حيث نبني جيلًا جديدًا من اللاعبين الموهوبين الذين سيكون لهم تأثير كبير في المستقبل.”

نبيل شيخي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى