مولودية البيض … الأنصار يتحدثون عن الفاجعة التي ألمت بفريقهم
تقربت جريدة بولا الرياضية من بعض أنصار مولودية البيض الذين تحدثوا لنا عن الفاجعة الأليمة التي عرفها فريقهم يوم الأربعاء الماضي. و أكد لنا العديد من أنصار المولودية بأنهم لم يصدقوا لحد الساعة فقدانهم لكل من حارس المرمى، بوزياني و مساعد المدرب، مفتاح.
فيصل بلعقون (عضو إدارة الفريق):“ندعو بالرحمة لبوزياني و مفتاح”
“تغمد الله روحَا فقيدينا بواسع مغفرته وجدد عليهم الرحمات وجعل البركة في أهلهما وذويهما وألهمهم الصبر والسلوان نحن أسرة الفقيدين الرياضية اخوة وآباء وأبناء هنا في هذا المقام وبالنيابة عن أهل الفقيدين وأقاربهما من قريب أو بعيد، نقول لكل من قدّم لنا واجب العزاء وواسنا في مُصابنا هذا في فقد أخوينا خالد و زكرياء جزاكم الله عنا خير الجزاء ونشكركم على مواساتكم لنا في عزائنا هذا سواء من خلال الرسائل عبر شتى أنواع التواصل الاجتماعي أو بالاتصال عبر الهاتف أو بحضور التشيع والصلاة على الجنازتين أو بحضور المأتم وتكبُّد عناء السفر والمشقة. كما نصل بالشكر كذلك كل الأسرة الرياضية والإعلامية داخل الوطن وخارجه بالتضامن معنا وتقديم العزاء لنا من لاعبين و صحافيين وغيرهم.
هكذا هي الأخوة وهكذا هي المحبة الظاهرة في حقوق بعضنا على بعض والمتمثلة في المودة والرحمة والتعاطف والمتجسدة في ديننا الحنيف ولله الحمد والمنة . هي كلمات نابعة من القلب لكوني عضو في الفريق ومناصر رغم ما نعيشه من لحظات مؤلمة لكن من واجبنا أن نرد الجميل للجميع ولو بالكلمة لأن المصاب ليس مصابنا فقط بل هو مصاب الشعب الجزائري وكل الرياضيين وتجلى ذلك من التعاطف والهبة التضامنية والتي تؤكد أننا شعب واحد نعيش في وطن واحد اسمه الجزائر موطن الأحرار في الأخير جزاكم الله عنا كل خير.”
عبد الوارث حمزة (مناصر):“أنا متأثر لما حدث لفريقنا”
في إتصال مع بعض من أنصار مولودية البيض للحديث حول الحادث الأليم الذي حل بفريقهم، حيث قال المناصر الوفي للمولودية عبدالوارث حمزة أنه ولحد الساعة لم يتجرع ذلك رغم انا هذا قضاء وقدر الصدمة كانت كبيرة عليهم بسبب الهلع الذي عاشوه بعد سماعهم للخبر لأنه في تلك اللحظة الأخبار كانت متفرقة حول عدد الوفيات والجرحى، خاصة وأن غالبية وسائل الإعلام لم تعطهم الرقم الحقيقي إلا بعد ساعة من الحادث مستشهدا بمراسل جريدة بولا الذي كان في عين المكان وهو المصدر الرسمي لكل الأحداث في المستشفى، حمزة قال أن فقدان الحارس بوزياني ومساعد المدرب مفتاح خالد هو خسارة كبيرة للفريق الذي كان عائلة واحدة كل له وزنه ومقامه،
لكن شاءت الأقدار أن تكون هكذا النهاية قبل لعب مباراة الجولة الحادية عشر والتي الكل كان ينتظر أن يعود الفرسان بنتيجة إيجابية من تيزي وزو لكنهم عادوا من منتصف الطريق يحملون نعش الفقيدين ما عسانا نفعل إلا الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة والصبر لذويهم وأهلهم وبالشفاء العاجل للمصابين، حمزة ختم حديثه إلينا بالشكر لكل من وقف بجانبهم في هذا المصاب مؤكدا أن كرة القدم لا تفرق بل تجمع بين أبناء الوطن الواحد والدليل هو أمامنا وهو الهبة التضامنية من سكان السوقر وتيارت عموما دون نسيان كل الشعب الجزائري قاطبة وهي سمة تثبت الروابط التي مهما كان لن تؤثر فيها نتيجة مباراة أو إختلاف بسيط.
فهد دريسي (مناصر):“ربي يرحم الفقيدين”
بنبرة من الحزن تحدث إلينا المناصر فهد دريسي الذي كان جد متأثر لما أصابهم من فاجعة وهذا بفقدان عنصرين من فريقهم وهما الحارس الخلوق بوزياني ومساعد المدرب مفتاح خالد، دريسي قال انه منذ سماع خبر الحادث وهم يعيشون حالة من الهلع ولم يصدقوا في البداية النبأ إلى غاية التأكد منه خاصة بعد تداول عدد الوفيات بعد المسافة وانقطاع الإتصالات خلف حركية غير طبيعية في تلك الليلة، لأن بعد المسافة لم يسمح لهم بالذهاب لعين المكان للوقوف على حجم الخسائر لكن سرعان ما تم تداول الخبر الصحيح وكان مؤسف ومحزن بالنسبة لهم كأنصار لأن الفريق هو عائلة واحدة وفقدان أي عنصر بمثابة كارثة بالنسبة لهما،
رغم كل هذا فهم مؤمنين بما أتى من عند الله وهذا إمتحان يجب تجاوزه رغم المرارة لكن ما بيدهم حيلة ولا يبقى إلا الدعاء بالرحمة والصبر لأهل الفقيدين لأن المصاب مصابهم جميعا، كما يطلب فهد الشفاء للاعبين المصابين الذين يعيشون حالة نفسية صعبة بعد الحادث، موجه في ختام كلامه الشكر والإمتنان لجميع من واساهم ووقف بجانب فريقه في هذه المحنة من سلطات محلية وعسكرية وانصار وكل الأندية التي بعثت بتعازيها مؤكدا أن الشعب الجزائري في الظروف الصعبة يلتف حول بعضه البعض.
سيد أحمد خديم (مناصر):“تلقينا الخبر بحزن شديد”
كما كان لنا كذلك إتصال مع أحد المناصرين ومحبي فريق مولودية البيض وهو سيد أحمد خديم الذي قال أن الحادث والخبر نزل كالصاعقة عليهم بعدما كانوا ينتظرون وصول الفريق لتيزي وزو وهم كأنصار يحضرون للتنقل من أجل مؤازرة وتشجيع زملاء القائد بركة، لكن ذلك لم يكتب لهم بعد الكارثة والحادث المأسوي الذي صادفهم وراح ضحيته محبوب الجماهير الحارس الخلوق بوزياني زكرياء وكذا خالد مفتاح مساعد المدرب الذي عاد مؤخرا للفريق بعد تجربة قصيرة في المدية لكن شاءت الأقدار أن يرحل عن الدنيا وهو ضمن تعداد الفرسان، خديم تطرق لحالة الهلع التي عاشوها في اللحظات الأولى من سماعهم للخبر، لأنه كما هو معلوم كانت الآراء متضاربة في البداية عن الوفيات ومن توفي ومن هو مصاب والحالات الخطيرة كلها جعلتهم في صدمة،
التي سرعان ما جاءهم الخبر اليقين عن كل المستجدات وبعدها خيم الحزن على الجميع لأن المصاب ليس سهلا تقبله ومع ذلك سلموا أمرهم لله، وبقي فقط التحلي بالصبر والدعاء للفقيدين ولأهلهم لأنهم فقيدي الرياضة عموما وليس أسرة مولودية البيض وما لقيوه من تعاطف وتضامن لأن مواساة كل من سمع بالحادثة هو في حد ذاته دافع للتخفيف من الصدمة، وفي آخر كلامه خديم يتمنى أن تمر هاته الأيام بسلام خاصة على نفسية اللاعبين الذين كانوا في الحادث لأنه ليس بالسهل نسيان ما حدث لهم ولزملائهم الذين تم فقدانهم إلى الأبد، موجها كذلك الشكر للجميع وكل المُعزين من داخل وخارج الوطن.
علاوي شيخ