موني يونس (مدرب فئة أقل من 19 سنة لسريع غليزان): “التكوين هو الطريق الأنسب لبناء فريق قوي”

تعيش الفئات الشبانية لسريع غليزان واحداً من أفضل مواسمها في السنوات الأخيرة، بعد النتائج المميزة التي حققتها الفئات الصغرى في مختلف البطولات المحلية، و في ظل هذا التألق كان لجريدة “بولا” حوار خاص مع موني يونس مدرب فئة أقل من 19 سنة، الذي قدّم صورة شاملة عن العمل المنجز، الأهداف المستقبلية، و التحديات التي تواجههم كمؤطرين مؤكدًا أن التكوين الجاد هو السبيل الأمثل لبناء فريق قوي و تنافسي.
“إختيار اللاعبين تم وفق معايير فنية”
استهل موني يونس حديثه بالإشارة إلى طريقة انتقاء اللاعبين في بداية الموسم، حيث أكد أن الطاقم الفني لفئة أقل من 19 سنة عمل وفق معايير محددة قائلاً: “في فترة التجارب الصيفية، ركزنا على الجوانب الفنية و البدنية لكل لاعب رغم ضيق الوقت ،وحرصنا على انتقاء العناصر التي تتماشى مع فلسفتنا الكروية، اخترنا أكثر من 20 لاعبا في هذه الفئة، جلهم من أبناء المدينة، و هم حاليا يشكلون مجموعة متماسكة قادرة على التطور و التألق مستقبلا” و أضاف: “الأهم من الانتقاء هو المتابعة اليومية و الحرص على تطوير مهارات اللاعبين و صقل مواهبهم بما يخدم مستقبل الفريق.”
“نتائجنا إيجابية و مستوى الشبّان مبشر”
وعن مشوار فئة أقل من 19 سنة هذا الموسم، عبّر موني عن رضاه التام لما تحقق مشيراً إلى أن النتائج كانت ثمرة التحضيرات الجادة و الانسجام الكبير بين الطاقم الفني و اللاعبين حين قال: “بكل صراحة، نحن راضون تماماً عن المسار الذي سلكناه هذا الموسم، اللاعبون تجاوبوا معنا منذ بداية التحضيرات و حققنا نتائج إيجابية في أغلب المواجهات و هو ما يعكس مدى انضباط المجموعة و إرادتها في التطور” و واصل: “ما يميز هذه الفئة هو امتلاكها لعدة لاعبين موهوبين، بعضهم قد يكون جاهزاً للدخول في حسابات الفريق الأول قريباً إذا تم منحه الفرصة و الدعم المناسب.”
“نرفض تكرار أخطاء الماضي”
كما تطرق موني يونس خلال الحوار إلى مسألة هجرة اللاعبين الشبان و تفريط النادي في بعض المواهب التي صنعت بعد ذلك أسماء لامعة في أندية أخرى و في هذا السياق، قال: “في الماضي فقدنا العديد من اللاعبين بسبب عدم تسوية وضعيتهم الإدارية أو غياب المتابعة الدقيقة لكن هذا لن يتكرر، نطالب بضرورة اعتماد جواز اللاعب على مستوى الرابطات خاصة لفئة أقل من 19 سنة، حتى نضمن حماية المواهب التي نكوّنها داخل النادي و نمنحهم الاستقرار النفسي و الرياضي.” رغم تحقيق نتائج إيجابية، شدّد موني على أن الطاقم الفني لا يضع النقاط و الألقاب هدفاً رئيسياً، بل يركّز أكثر على تطوير الفردية و الجماعية عند اللاعبين و أوضح: “نحن نؤمن بأن التكوين لا يعني الفوز فقط، بل صناعة لاعب قادر على التأقلم مع مستويات أعلى، صحيح أن النتائج الإيجابية تحفزنا طبعاً لكنها ليست مقياس نجاحنا، نحن نبحث عن بناء قاعدة قوية قائمة على أسس علمية لضمان استمرارية الأداء و الفعالية مع مرور الوقت.”
“علينا الإهتمام بالشبان لأنهم مستقبل الرابيد”
وفي ختام حديثه، وجّه موني يونس رسالة تحفيزية إلى كل الفاعلين في بيت سريع غليزان مشدداً على ضرورة الالتفاف حول الفئات الشبانية و دعم مشاريع التكوين حيث قال: “نحن نؤمن بأن شبان اليوم هم ركائز الغد و من واجبنا جميعاً أن نوفر لهم الظروف المناسبة للنمو و التطور، لأن العمل القاعدي هو حجر الأساس لأي نجاح مستقبلي و إذا واصلنا بنفس الإرادة و روح الفريق، فسنرى لاعبين من هذه الفئة يحملون قميص الأكابر بكل فخر قريباً، رسالتي هي أن نؤمن بأبنائنا و ندعمهم لأن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع ابتداءً من اليوم.”
نور الدين عطية