أشغال القاعة فاقت 80 بالمائة … نادي العزم… مشروع رياضي جديد بروح المقاومة الفلسطينية
سنكون خلال أسابيع قليلة فقط على موعد مع افتتاح قاعة رياضية جديدة على مستوى الحي الشعبي المعروف في وسط المدينة “سان بيار” و تحديدا بشارع بلقندوز ميلود، حيث يشرف على هذه القاعة أحد قامات الرياضة في وهران و هو بطل الجيدو السابق فتحي نورين، إضافة إلى مجموعة أخرى من الأسماء الرياضية المحلية التي أبت إلا أن تدخل هذا المشروع الرياضي الجديد. وقد تم إطلاق اسم “النادي الرياضي الهاوي العزم” على هذه القاعة التي منحت من طرف والي وهران سعيد سعيود قبل حوالي عامين من الآن، بعدما كانت عبارة عن مستودع تابع لبلدية وهران، إلا أن المسؤول الأول عن الباهية فضل أن تتحول إلى منشأة رياضية بامتياز.
أشغال كبيرة استهلكت أموالا طائلة
وقد وجد القائمون على النادي الرياضي الهاوي العزم صعوبات كبيرة قبل الوصول إلى نسبة أشغال قاربت 80 بالمائة لحد الآن، وهذا بسبب أن هذا المستودع كان في حالة كارثية للغاية، واستدعى صرف مبالغ مالية كبيرة جدا من أجل تأهيله و جعله لائقا و صالحا لممارسة الرياضة، وهو السبب وراء استغراق كل هذه المدة قبل الافتتاح الرسمي الذي يتوقع له أن يكون في غضون أسابيع قليلة، وهذا بعد أن حصل أعضاء النادي الهاوي العزم على بعض السيولة المالية التي مكنتهم من استئناف الأشغال بعد توقف طويل.
قاعة للجيدو و أخرى لرفع الأثقال
وبحسب القائمين على هذا المشروع الرياضي الجديد، فان المنشأة تضم قاعتين، الأولى مخصصة لتكوين و تدريب مصارعي رياضة الجيدو مستغلين تواجد البطل العالمي فتحي نورين الذي سيشرف بنفسه على صناعة نجوم و مستقبل الجيدو في وهران، بالإضافة إلى قاعة أخرى سيتم افتتاحها في وقت لاحق و هي مخصصة لرفع الأثقال و هي بحاجة الآن للدعم المالي من أجل جلب الأجهزة و المعدات التي تتطلب أموالا كبيرة لا يملك النادي في الوقت الحالي الإمكانيات لاقتنائها، كما يوجد داخل القاعة مرشات للاستحمام تم بناؤها بطريقة عصرية حتى تضع كل الرياضيين في أحسن الظروف.
جدارية عند المدخل تعبر عن القضية الفلسطينية
وبالنظر إلى ما يجري حاليا في فلسطين المحتلة من إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني المحتل، فان القائمين على المشروع استعانوا بأحد الرسامين الذي قام برسم جدارية جميلة عند مدخل القاعة الرياضية، تصور مدينة القدس المحتلة، وفوقها علم فلسطين و هو يرفرف على أمل أن يتحرر مسرى الرسول عليه الصلاة و السلام قريبا من بين يدي الاحتلال الصهيوني الغاشم، وجلبت هذه الجدارية المعبرة انتباه كل المارين بشارع بلقندوز ميلود، وصار البعض منهم يلتقطون صورا أمامها مؤكدين عن تضامنهم و دعهم المطلق للقضية الفلسطينية.
القاعة يمكنها استقبال أكثر من 120 رياضي
وبحسب تقديرات المشرفين على نادي العزم فان قاعة الجيدو لوحدها يمكنها استقبال ما يفوق 120 رياضي يوميا، حيث سيسعى المدربون إلى وضع رزنامة دقيقة مقسمة على طول فترات النهار و لغاية ساعات متأخرة من الليل للسماح لأكبر عدد من الراغبين في الانخراط في هذه القاعة لتعلم رياضة الجيدو سواءا من الصغار أو الشباب من مختلف جهات و مناطق وهران، ويمكن أن يصبح العدد أكبر مع افتتاح قاعة رفع الأثقال التي ستصبح هي الأخرى متنفسا لسكان حي “سان بيار”، بل و كل سكان وهران.
المشروع سيساهم في إنقاذ الكثير من الشبان
ومما لا شك فيه، فان اختيار حي سان بيار الشعبي و هو أحد الأحياء الكبرى و القديمة في مدينة وهران سيكون له انعكاسات ايجابية للغاية على أبنائه بشكل خاص، فكما تعلمون فان هذا الحي العتيق على غرار بقية أرجاء وهران القديمة يعرف انتشار بعض المظاهر السلبية و الآفات الاجتماعية، ولهذا فان تواجد قاعة رياضية حديثة و مجهزة بكل الإمكانيات في قلب سان بيار سيكون مصدر جلب للشبان و الأطفال الصغار لممارسة رياضة الجيدو أو رفع الأثقال على حد سواء، والتقليل من أوقات الفراغ لديهم، بما يساهم في إنقاذهم من براثين الانحراف و الإدمان و الإجرام و غيرها من الآفات.
سكان حي سان بيار يستبشرون خيرا
“نشكر نادي العزم على اختياره حينا، وسنقف معهم”
من جهتهم فان سكان حي سان بيار و تحديدا شارع بلقندوز ميلود أين تقع القاعة الرياضية قد عبروا عن سعادتهم الكبيرة باختيار النادي الهاوي العزم لإقامة هذا المشروع الرياضي الواعد، مؤكدين بأن موقع القاعة كان عبارة عن مستودع مليء بالأوساخ و الجرذان و الروائح الكريهة، ليتحول بفضل هؤلاء إلى منشأة محترمة للغاية زادت الحي بهاءا، وأكد الجميع بأنهم سيقفون الى جانب المشرفين على القاعة و سيقدمون لهم كل الدعم.
حمادي عبد الكريم (تاجر):“كنت أول المرحبين بهذه الفكرة”
“أنا أحد سكان الشارع و منزلي يقع بمحاذاة القاعة، وعندما جاء المشرفون على النادي الرياضي العزم أبديت تأييدي التام للفكرة، وأكدت لهم بأنني جاهز لتقديم المساعدة بكل الطرق و الوسائل، فمن الجميل أن نملك قاعة رياضية تمكن أبناء حينا من التدرب و التعلم فيها، عوض الوقوع في فخ المخدرات أو السرقة، أو غيرها من الآفات.”
بوركبة مراد (عامل):“شارعنا أصبح أكثر جمالا بتواجد هذه القاعة”
“بصراحة يمكن القول بأن هذه القاعة مكسب كبير لحي سان بيار عامة و لشارعنا على وجه التحديد، لقد كان المستودع مبعثا للروائح الكريهة و الحشرات، والآن هناك اختلاف كبير، لا يسعني سوى أن أشكر فتحي نورين و بقية أعضاء النادي على المجهودات المبذولة، وكل أبناء الحي واقفون في صفهم، فهذا الأمر سيعود بالنفع الكبير على أبنائنا.
مغربي محمد (ميكانيكي):“هذا المشروع سيكون ناجحا إلى أبعد الحدود”
“هذه القاعة أصبحت محل فرحة الجميع في حي سان بيار، وكلنا ننتظر افتتاحها الرسمي بفارغ الصبر حتى ننخرط فيها أو ينخرط فيها أبناؤنا و أبناء حينا، أنا واثق من أن هذا المشروع سيكون ناجحا إلى أبعد حد، وسيسهم لا محالة في انتشال الكثيرين من مخالب الانحراف.”
عبادة مولاي (موظف):“كسبنا مرفقا رياضيا هاما لم نتعود عليه”
“أنا من بين السكان القدماء في هذا الحي، قضيت أكثر من 50 سنة من عمري في سان بيار لكن الحقيقة لم أشاهد يوما قاعة رياضية بهذه الجودة، ودون مبالغة أقول لكم بأننا كسبنا مرفقا مميزا للغاية و مهم، فموقعه أيضا لم يأت بمحض الصدفة، فسان بيار حي عتيق و كبير و أخرج رياضيين متميزين في مختلف المجالات، وحان الدور لأن يحصل أبناؤنا على فرصة تعلم الجيدو أو رفع الأثقال، فالرياضة تبقى مفيدة للصحة البدنية و العقلية أيضا.”
رامي.ب