تحقيقات وروبورتاجات

نادي بارادو..نموذج للتكوين المحترف

في كل موسم، يُعيد نادي بارادو تأكيد مكانته كأحد أبرز المدارس الكروية في الجزائر، لكن هذه المرة جاء التميز من فئة أقل من 13 سنة، التي قدّمت عروضًا لافتة خلال مشاركتها في نهائي الدورة الوطنية لأكاديميات الأندية المحترفة. وصول هذه الفئة إلى محطة متقدمة في بطولة وطنية كبرى، وسط منافسة قوية من مختلف الأندية، لم يكن محض صدفة، بل انعكاس لمنهج تكويني صارم ومدروس، يُجسّد الرؤية الاحترافية التي يتميّز بها النادي.

تكوين يبدأ من الجذور

أداء أشبال بارادو خلال الدورة الوطنية لم يكن أقل من مبهر. طريقة اللعب الجماعية، التمركز الذكي، التحكم في نسق المباريات، بل وحتى التعامل مع الضغط، كلّها مؤشرات تدلّ على تكوين عالي المستوى. فهؤلاء اللاعبون، رغم صغر سنهم، أظهروا نضجًا تكتيكيًا يُحاكي من هم أكبر منهم سنًا وتجربة، ما جعل المتابعين يتوقعون لهم مستقبلًا واعدًا على المستويين الوطني والدولي. يعتمد نادي بارادو على فلسفة واضحة في التكوين تبدأ من الفئات السنية الصغرى، حيث لا تُركّز الأكاديمية فقط على الجوانب الفنية والبدنية، بل تشمل أيضًا التربية والانضباط والسلوك الرياضي. هذا التوازن بين المهارات الكروية والقيم الشخصية هو ما يجعل التكوين في بارادو مختلفًا، ويجعل من كل لاعب مشروع نجم متكامل، لا داخل الملعب فقط، بل خارجه أيضًا.

خبرة و كفاءة الطاقم

لا يمكن الحديث عن هذا المستوى دون الإشادة بالكفاءات التي تقف خلفه. الطاقم الفني لفئة أقل من 13 سنة يعمل وفق برنامج دقيق، يعتمد على أحدث الطرق التكوينية، ويحرص على تطوير كل لاعب حسب خصوصياته ومؤهلاته. الأسلوب المعتمد لا يُركّز على النتيجة فقط، بل على الأداء وتطوّر المستوى من مباراة إلى أخرى، وهي مقاربة تربوية ذكية تُخرج أفضل ما في اللاعبين من طاقة وقدرة. مشاركة بارادو في نهائي الدورة الوطنية لم تكن مجرد تجربة تنافسية، بل فرصة لصقل المهارات واختبار جودة التكوين. اللاعبون تعلّموا كيف يواجهون ضغوط المنافسة، كيف يُطبّقون التعليمات التكتيكية تحت الضغط، وكيف يمثلون مؤسستهم الكروية بأفضل صورة.

هذه التجربة، بما تحمله من دروس وعبر، ستبقى مرجعًا في مسيرتهم القادمة. ما تقوم به أكاديمية بارادو مع فئة أقل من 13 سنة ليس مجرد عمل ظرفي مرتبط ببطولة أو مناسبة، بل جزء من مشروع طويل المدى. الهدف هو مرافقة هؤلاء اللاعبين خلال مراحل تطورهم، وصقلهم باستمرار، حتى يكونوا جاهزين للانتقال إلى مراحل أعلى بأقل قدر من الفجوات. وفي ظل النجاحات السابقة للأكاديمية، التي أخرجت أسماء لامعة مثل يوسف عطال، هشام بوداوي وآخرين، فإن هذا الجيل الجديد يسير على نفس الخطى، وربما يحمل معه آمالًا أكبر.

شريف صابر عبد الكريم (رئيس الفئات الشبانية):“التكوين هو العمود الفقري لأي مشروع كروي ناجح”

شريف صابر عبد الكريم
شريف صابر عبد الكريم

“نحن فخورون جدًا بما قدمته فئة أقل من 13 سنة خلال مشاركتها في نهائي الدورة الوطنية لأكاديميات الأندية المحترفة. الوصول إلى هذا المستوى من المنافسة يؤكد مرة أخرى نجاح فلسفتنا التكوينية المبنية على العمل القاعدي المستمر، والانضباط داخل وخارج الملعب. لقد أظهر لاعبونا الشبان شخصية قوية، وتنظيمًا رائعًا، ووعيًا تكتيكيًا يعكس مدى جودة التكوين الذي نتبناه داخل النادي. نعتبر هذه المشاركة خطوة مهمة في مسارهم، وفرصة حقيقية لقياس مدى تطورهم واستعدادهم للمراحل القادمة. أهدافنا في نادي بارادو لا تقتصر على تحقيق نتائج آنية، بل نطمح لبناء لاعبين متميزين على المدى الطويل، قادرين على تمثيل أنديتهم مستقبلاً، وحتى المنتخب الوطني، بأفضل صورة ممكنة. نؤمن أن التكوين هو العمود الفقري لأي مشروع كروي ناجح، ولهذا نستثمر في الطاقم الفني، والمرافق، والمناهج الحديثة التي تواكب المعايير العالمية.  سنواصل دعمنا لهذه الفئة وجميع الفئات الشبانية الأخرى، مع العمل على تطويرهم بدنيًا، تقنيًا، ونفسيًا. طموحنا هو الحفاظ على مكانة نادي بارادو كأول واجهة وطنية للتكوين الكروي المحترف، وتخريج أجيال قادرة على حمل مشعل الكرة الجزائرية في المحافل الكبرى.”

 بن زيدان محمد رياض (لاعب فئة أقل من 13 سنة):“اللعب لنادي بارادو هو حلم بالنسبة لي”

 بن زيدان محمد رياض
بن زيدان محمد رياض

“أولًا، أحب أن أشكر كل الطاقم الفني والإداري في نادي بارادو على الثقة والدعم الكبير اللي عطوه لنا، وعلى كل شيء تعلمناه داخل الأكاديمية. اللعب مع بارادو هو حلم بالنسبة لي، لأننا نعيش تكوين حقيقي كل يوم، ونتعلم كيف نكون لاعبين منضبطين، محترفين، على أنفسنا المشاركة في الدورة الوطنية كانت تجربة مميزة جدًا. واجهنا فرق قوية، وتعلمنا كيف نكون مركزين في كل لحظة، وكيف نطبق التعليمات تحت الضغط. كل مباراة لعبناها زادتنا خبرة وثقة في النفس، أننا قادرين نذهب بعيدا في المستقبل إن شاء الله. حلمي أن نواصل التكوين في نفس الطريق، ونمثّل النادي بأفضل طريقة، ونوصل نلعب في الفريق الأول أو حتى في المنتخب الوطني يومًا ما. نعرف أن الطريق ليس سهل، لكن داخل الأكاديمية عندنا كل الظروف لكي ننجح وكلنا نعمل مع بعض كالعائلة. شكرًا لنادي بارادو على الفرصة، وإن شاء الله نفرح أكثر في السنوات القادمة.”

عايش كمال (مدرب فئة أقل من 13 سنة):“عملنا قائم على رؤية واضحة”

عايش كمال
عايش كمال

“العمل الأكاديمي داخل نادي بارادو قائم على رؤية واضحة واستراتيجية بعيدة المدى، هدفها الأساسي هو إعداد لاعبين متكاملين، ليس فقط من الناحية الفنية، بل أيضًا من حيث الذهنية والانضباط والسلوك داخل وخارج الميدان. نحن نؤمن أن التكوين يبدأ من القاعدة، ولهذا نولي اهتمامًا كبيرًا لكل التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق لاحقًا في المسار الكروي للاعب. مشاركتنا في الدورة الوطنية لأكاديميات الأندية المحترفة كانت تجربة مفيدة جدًا، سواء لنا كطاقم فني أو للاعبين. البطولة كانت قوية وتضمّ مستويات عالية من مختلف الأندية، وهو ما منح لاعبينا فرصة ثمينة للاحتكاك وتطبيق ما تعلموه في بيئة تنافسية حقيقية. بصراحة، الأداء الذي قدمه أبناؤنا في هذه الدورة كان مشرفًا. لمسنا فيهم الانضباط، التركيز، وروح المنافسة، وكلها مؤشرات إيجابية تعكس العمل القاعدي الذي نقوم به يوميًا داخل الأكاديمية. هذه المشاركات تُعدّ محطة تقييم حقيقية وتُحفز اللاعبين على التطور أكثر. نواصل العمل وفق منهج تكويني حديث، مستند إلى برامج علمية مدروسة، هدفها أن نُخرج جيلًا جديدًا من اللاعبين قادر على تمثيل بارادو والكرة الجزائرية بأفضل وجه، سواء في البطولة الوطنية أو في الاحتراف خارج البلاد. في النهاية، أشكر كل من يساهم في إنجاح هذا المشروع، من إدارة وطاقم طبي وتقني، ونؤكد أن ما نقوم به اليوم هو استثمار في مستقبل الكرة الجزائرية، وسيُؤتي ثماره قريبًا إن شاء الله.”

عبد الكريم مكالي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى