نادي جيل يغموراسن … فئة أقل من 15 سنة … تتويج مستحق بالبطولة الولائية

نجح نادي جيل يغموراسن لكرة القدم في إنهاء موسمه الرياضي على أفضل وجه، بعد تتويج فئة أقل من 15 سنة بلقب البطولة الولائية. هذا التتويج جاء نتيجة عمل دؤوب وجهود متواصلة بذلها الطاقم الفني والإداري، ويعد مؤشرًا قويًا على نجاعة سياسة التكوين التي يعتمدها النادي. طوال الموسم، أظهرت هذه الفئة انسجامًا ملحوظًا، وأداءً تقنيًا متميزًا، إلى جانب انضباط تكتيكي عالٍ. وقد عبّر المتابعون عن إعجابهم بطريقة لعب الفريق الصغير، الذي واجه فرقًا أكثر خبرة وأكبر دعمًا، لكنه تمكن من فرض نفسه بفضل روح المجموعة والاستعداد الجيد.
رهان ناجح على التكوين
يعتمد نادي جيل يغموراسن على سياسة بعيدة المدى تركّز على التكوين القاعدي للفئات الشبانية، في ظل قناعة تامة بأن الاستثمار في الفئات الصغرى هو السبيل الأمثل لبناء نادٍ مستدام ومنافس. وقد حرص القائمون على النادي على توفير ظروف تدريب مناسبة، رغم محدودية الموارد، مع اعطاء أهمية كبيرة للجوانب التربوية والانضباط السلوكي. النادي يعمل وفق رؤية واضحة تُدمج بين الجانب الرياضي والبعد التربوي، حيث يتم تأطير اللاعبين ليس فقط بدنيًا وتقنيًا، بل أيضًا من حيث السلوك والانخراط في العمل الجماعي واحترام الآخر. وهو ما جعل النادي محل إشادة واسعة من محيطه المحلي.
التحضير المبكر للموسم القادم
بالتوازي مع نهاية الموسم الحالي، باشرت إدارة النادي التحضير للموسم المقبل عبر برنامج مسطر يتضمن توسيع قاعدة الممارسين، واستقطاب مواهب جديدة، مع تحسين ظروف التدريب من خلال إعادة هيكلة الجدول الزمني للحصص التدريبية، وتوفير معدات رياضية إضافية. البرنامج يركز أيضًا على تطوير الجانب البدني والنفسي للاعبين، عبر دورات موجهة في التغذية والتحضير الذهني، بالإضافة إلى فتح المجال أمام التكوين المستمر للأطر الفنية العاملة داخل النادي. كما توجد نية لتنظيم دوريات ودية على المستوى الجهوي، لاختبار جاهزية اللاعبين ورفع مستواهم التنافسي. من أبرز القرارات التي اتخذتها إدارة جيل يغموراسن، الانخراط بفئة الأكابر في البطولة الولائية ابتداءً من الموسم المقبل. هذه الخطوة تُعتبر تتويجًا لمرحلة أولى من البناء القاعدي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام اللاعبين الشبان الذين تدرجوا في الفئات الصغرى. الفريق الأول سيتكوّن بنسبة كبيرة من لاعبين نشئوا داخل النادي، ما يمنحه هوية واضحة، ويؤسس لفكرة الاستمرارية والاعتماد على أبناء المنطقة. كما ستُمنح الفرصة لعناصر ذات خبرة محدودة لدعم التشكيلة وتوجيه الجيل الجديد داخل الميدان، مما يُعزز من توازن الفريق.
مشروع يستحق المتابعة والدعم
يُعد نادي جيل يغموراسن اليوم مثالًا حيًا على أن النجاح الرياضي لا يتطلب إمكانيات ضخمة بقدر ما يتطلب رؤية واضحة، والتزامًا مستمرًا، وبيئة حاضنة. ما تحقق هذا الموسم هو ثمرة سنوات من العمل في صمت، وتحدٍ للواقع بمجهود جماعي مشترك. ومع التتويج الولائي لفئة أقل من 15 سنة، والتوجه نحو تأسيس فريق أكابر، تتعزز مكانة النادي كفضاء رياضي وتربوي واعد، يستحق الدعم والتثمين، ويعطي نموذجًا يُحتذى به في مجال التكوين القاعدي لكرة القدم في الجزائر.
سيد أحمد إلواج (رئيس النادي):“نحن سعداء بهذا التتويج”

“نعتبر تتويج فئة أقل من 15 سنة تتويجًا لمشروع بدأ منذ سنوات، مشروع آمنّا فيه بالتكوين القاعدي كأساس حقيقي لبناء نادٍ قوي ومستدام. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهود جماعية متواصلة، انطلقت من روح الانتماء والعمل الميداني الجاد، بمرافقة فنية وتربوية متوازنة. اليوم، نفتح صفحة جديدة من خلال الانخراط بفئة الأكابر في البطولة الولائية، وهي خطوة مدروسة تهدف إلى منح الاستمرارية للاعبينا الشبان، وتوفير فضاء تنافسي يُحفّزهم على البروز.
لن نُراهن على النتائج الفورية بقدر ما نُراهن على التأسيس لفريق يحمل هوية النادي وقيمه. كما نُحضّر لبرنامج موسمي متكامل يشمل دعم الفئات القاعدية، تحسين الظروف البيداغوجية، وتوفير تكوين متواصل للمؤطرين. نطمح لتوسيع قاعدة الممارسين، وتعزيز البعد التربوي في منظومتنا، لأننا نؤمن أن اللاعب الجيد هو نتاج بيئة صحية، رؤية واضحة، وعمل منتظم.”
عبد الكريم مكالي