نادي منار الباهية … مشروع كروي واعد
يبرز نادي منار الباهية كنموذج حيّ للطموح الرياضي الهادف في ولاية وهران. هذا النادي الفتي الذي ينشط على ملاعب حي فلاوسن، استطاع في فترة وجيزة أن يفرض اسمه ضمن الجمعيات الرياضية الواعدة، بفضل العمل القاعدي المنظم الذي يقوم به تحت إشراف رئيسه الشاب قازة معالي، الذي آمن منذ البداية بأن الاستثمار في الأطفال هو الطريق الأنجع لبناء جيل كروي مميز. يركّز نادي منار الباهية على التكوين القاعدي في مختلف الفئات الشبانية، من مواليد 2009 إلى غاية 2020، حيث يضم النادي أكثر من 150 لاعباً موزعين على فئات أقل من 6 سنوات، 9 سنوات، 11 سنة، 12 سنة، 13 سنة و14 سنة. هذه الفئات تتلقى تكويناً مستمراً وفق برنامج تدريبي دقيق يشرف عليه نخبة من المربين والمشرفين الأكفاء، الذين يسهرون على تطوير المهارات الفردية والجماعية للاعبين الصغار، مع ترسيخ قيم الروح الرياضية والانضباط السلوكي لديهم.
مشاركات مكثفة داخل وخارج وهران
رغم أن النادي لا يشارك هذا الموسم في البطولة الولائية بسبب العبء المالي الكبير الذي تتحمله إدارته الشابة، إلا أن نشاطه لم يتوقف. فقد واصل نادي منار الباهية حضوره القوي من خلال المشاركة في العديد من الدورات الكروية الودية داخل وخارج وهران، ما أتاح للاعبيه فرصة الاحتكاك بمواهب أخرى واكتساب الخبرة والتجربة الميدانية. وإلى جانب المشاركة، يحرص النادي على تنظيم دورات كروية خاصة به في كل المناسبات الوطنية، ما جعل ملاعب حي فلاوسن تتحول إلى فضاء نابض بالحياة الرياضية على مدار السنة، يجمع بين المنافسة، الترفيه، وغرس روح الانتماء للوطن. ما يميز منار الباهية أنه لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل يحمل رسالة اجتماعية نبيلة تسعى إلى إبعاد الأطفال عن الآفات والانحرافات التي تهددهم في الأحياء الشعبية. فالنادي يعمل على احتضان الصغار وتوجيههم نحو النشاط الرياضي، من خلال بيئة آمنة يسودها الاحترام والانضباط والتعاون.
نحو مستقبل مشرق
وراء هذا النجاح المتنامي يقف فريق إداري وتقني متفانٍ، يسهر على تسيير يوميات النادي بكل انضباط وتنظيم. روح العمل الجماعي، العزيمة، والإصرار على تحقيق الأهداف هي الركائز التي يقوم عليها نادي منار الباهية، الذي أصبح مثالاً يُحتذى به في مجال العمل القاعدي الجاد والتكوين الصحيح. ورغم الصعوبات المالية التي حالت دون مشاركته الرسمية هذا الموسم، إلا أن طموح النادي لا يعرف التراجع. فكل المؤشرات تؤكد أن الموسم القادم سيكون موعداً جديداً للتألق والمشاركة الرسمية بكل الفئات العمرية، في بطولة وهران الولائية.
ميهوب بوعلام (مدرب فئة أقل من 14 سنة):“هدفنا هو التكوين”

أكد ميهوب بوعلام، مدرب فئة أقل من 14 سنة في نادي منار الباهية، أن العمل القاعدي الذي يقوم به النادي أصبح مثالاً يُحتذى به في وهران، بفضل التنظيم المحكم والرؤية الواضحة في التكوين الرياضي والتربوي. وقال في تصريح لجريدة بولا: “نحن نعمل وفق خطة مدروسة تهدف إلى تكوين لاعبين يفكرون بعقلية احترافية منذ الصغر. نركّز على الجوانب التقنية والتكتيكية، لكننا في الوقت نفسه نولي أهمية كبيرة للسلوك والانضباط، لأن اللاعب الناجح هو من يجمع بين المهارة والأخلاق.” وأضاف ميهوب أن فئة أقل من 14 سنة تمثل المرحلة الحاسمة في التكوين، إذ يبدأ فيها اللاعب في فهم عمق اللعبة وتطبيق التعليمات التكتيكية بذكاء، مشيراً إلى أن النادي يوفّر كل الظروف المواتية للتطور بفضل العمل الجماعي والروح الإيجابية داخل الطاقم الفني. وختم ميهوب بوعلام حديثه قائلاً: “نملك في هذه الفئة مواهب واعدة تستحق المتابعة، وإذا تواصل هذا الدعم وهذا التنظيم، فإن منار الباهية سيكون خلال السنوات القادمة من بين أهم المدارس الكروية في وهران.”
بودينار علاء الدين (لاعب فئة أقل من 14 سنة):“الإنضباط والعمل الجاد هما طريق النجاح”

يُعتبر اللاعب الشاب بودينار علاء الدين من بين أبرز العناصر في فئة أقل من 14 سنة بنادي منار الباهية، حيث أبان منذ التحاقه بالنادي عن موهبة فنية مميزة وروح قتالية عالية جعلته نموذجاً يُحتذى به بين زملائه. وقال في تصريح خص به جريدة بولا: “في نادي منار الباهية تعلمت الكثير، ليس فقط في كرة القدم، بل في الانضباط والعمل الجماعي. المدربون يشجعوننا دائماً على الاجتهاد والالتزام، لأن النجاح لا يأتي إلا بالتضحية. أطمح لتمثيل وهران في أعلى المستويات مستقبلاً، وأرفع اسم النادي الذي تربيت فيه.” وأضاف علاء الدين أن الأجواء داخل الفريق تحفّز على التطور المستمر، بفضل التنظيم الجيد وحب اللاعبين لبعضهم البعض، مؤكداً أن التدريبات اليومية تمنحه ثقة كبيرة في نفسه وقدرة أكبر على التحكم بالكرة واتخاذ القرارات السليمة داخل الميدان. وختم قائلاً: “منار الباهية هو البداية الحقيقية لحلمي… وسأبذل كل جهدي لأكون خير سفير للنادي في المستقبل.”
بن وذان أنس (لاعب فئة أقل من 13 سنة):“أحلم بالوصول إلى النجومية”

من جهته، عبّر اللاعب الواعد بن وذان أنس عن فخره الكبير بالانتماء إلى نادي منار الباهية، الذي اعتبره المكان الذي صقل موهبته وعرّفه على المعنى الحقيقي لكرة القدم. وقال في حديثه لجريدة بولا: “منار الباهية هو بيتي الثاني. هنا تعلّمت كيف أعمل مع الفريق، كيف أحترم المدرب وزملائي، وكيف أقاتل من أجل الفوز. التدريبات صعبة أحياناً، لكنها ممتعة لأنها تجعلنا نتطور كل يوم. أحلم أن أصل إلى النجومية وأشرّف النادي الذي منحني الثقة.” وأضاف أنس أن العمل مع المدرب معلي محمد منحه الكثير من الخبرة رغم صغر سنه، مؤكداً أن المجموعة تعيش أجواء رائعة يسودها الانضباط والروح الجماعية، وأن كل اللاعبين يسعون لتشريف ألوان النادي داخل وخارج وهران. وختم قائلاً بابتسامة: “سأواصل العمل بجد لأحقق حلمي وأثبت أن مدرسة منار الباهية قادرة على إنجاب أبطال المستقبل.”
معلي محمد (مدرب فئة أقل من 13 سنة):“التدريبات تتواصل في ظروف جيدة”

أشاد معلي محمد، مدرب فئة أقل من 13 سنة بنادي منار الباهية، بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها إدارة النادي من أجل إنجاح المشروع القاعدي، مؤكداً أن العمل مع هذه الفئة العمرية يتطلب رؤية واضحة وصبراً كبيراً لبناء لاعبين متكاملين من جميع الجوانب: “في منار الباهية لا نكتفي بتعليم الكرة فقط، بل نعمل على تكوين لاعبين يملكون فهماً كروياً وسلوكاً راقياً داخل وخارج الميدان. نغرس فيهم مبادئ الالتزام والانضباط، ونعلّمهم كيفية التفكير داخل اللعبة. هدفنا أن نُخرج جيلاً يعرف كيف يلعب، ويفهم لماذا يلعب.” وأضاف معلي أن فئة أقل من 13 سنة تُعتبر المرحلة الذهبية في مسار التكوين، حيث يبدأ اللاعب في فهم أسس التكتيك والعمل الجماعي. كما ثمّن دور الإدارة والمدربين الآخرين الذين يعملون في انسجام تام من أجل منح كل لاعب الفرصة لإبراز موهبته في أفضل الظروف، مؤكداً أن مستقبل منار الباهية سيكون مشرقاً بفضل هذا العمل القاعدي المنظم.
بودينار (مدرب فئة أقل من 7 سنوات):“النادي يوفر بيئة مثالية للتكوين”

أكد بودينار، مدرب فئة أقل من سبع سنوات بنادي منار الباهية، أن العمل مع هذه الفئة العمرية الحساسة يتطلب صبرًا كبيرًا وحبًا حقيقيًا للأطفال، لأن الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو غرس حب كرة القدم وروح اللعب الجماعي أكثر من التركيز على النتائج أو الجوانب التقنية: “في فئة أقل من سبع سنوات، نركز على جعل الأطفال يحبون المجيء إلى الملعب ويستمتعون باللعب. نعلّمهم الانضباط، التعاون، والاحترام، لأن هذه القيم هي الأساس في تكوين أي لاعب ناجح مستقبلاً. في هذا السن، نزرع حب الكرة قبل تعليم تقنياتها.” وأضاف بودينار أن النادي يوفر بيئة مثالية للتكوين والتربية الرياضية، بفضل التنظيم الجيد والاهتمام الكبير من إدارة منار الباهية، مشيرًا إلى أن رؤية المشروع القاعدي للنادي تبشر بمستقبل مشرق مليء بالمواهب التي ستتدرج بثبات نحو التألق.
جياح محمد عماد الدين (لاعب فئة أقل من 9 سنوات):“أعشق رياضة كرة القدم”

أبدى اللاعب الصغير جياح محمد عماد الدين، أحد المواهب الصاعدة في فئة أقل من 9 سنوات بنادي منار الباهية، سعادته الكبيرة بالانتماء إلى هذا الفريق الذي وصفه بـ”البيت الثاني” له: “أنا سعيد جداً باللعب في منار الباهية، لأننا نتدرّب بانتظام ونتعلم أشياء جديدة كل يوم. المدرب يشجعنا على اللعب بروح الجماعة واحترام زملائنا. أحب كرة القدم كثيراً وأتمنى أن أصبح نجماً في المستقبل لأشرف فريقي وعائلتي.”
بن قرينات نزيم محمد (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“هنا نتعلم الكرة، الإحترام و الإنضباط”

عبّر اللاعب الصغير بن قرينات نزيم محمد، أحد أبرز عناصر فئة أقل من 11 سنة في نادي منار الباهية، عن سعادته الكبيرة بالانتماء إلى هذا النادي الذي اعتبره مدرسته الأولى في عالم كرة القدم: “أنا فخور بأنني ألعب في منار الباهية، هنا نتعلم الكرة، الاحترام، والعمل مع الفريق. مدربونا يشجعوننا دائماً على الاجتهاد والتطور. أحلم أن أصبح لاعباً كبيراً في المستقبل وأشرف ألوان النادي الذي أعتبره عائلتي الثانية.”
محمد بن قابو (مدرب فئة أقل من 9 سنوات):“أهدافنا تتعدي الجانب الرياضي”

قال محمد بن قابو، مدرب فئة أقل من تسع سنوات في نادي منار الباهية، إن العمل القاعدي الذي يقوم به النادي ليس مجرد تدريب على كرة القدم، بل هو مشروع تربوي متكامل يهدف إلى غرس القيم والأخلاق في نفوس الأطفال منذ الصغر. وأضاف قائلاً: “في فئة أقل من تسع سنوات، نركّز على تعليم اللاعبين أساسيات الكرة بطريقة ممتعة وسلسة، مع الحرص على بناء شخصيتهم واحترامهم لزملائهم وخصومهم. نحن لا نكوّن لاعبين فقط، بل نربي جيلاً يحمل قيم الرياضة والانضباط.”
نبيل شيخي




