حوارات

نجيب معمر (بطل إفريقيا رياضة في كمال الأجسام): “الصيام لا يمنعني من مواصلة التدريبات”

يعد نجيب معمر واحدًا من أبرز الأسماء في رياضة كمال الأجسام في الجزائر، حيث حقق العديد من الإنجازات على الصعيدين الوطني والدولي، أبرزها تتويجه بلقب بطل الجزائر سنة 2021، وتتويجه الإفريقي مع المنتخب الوطني الجزائري. بعد 16 سنة من الممارسة والتحديات، مر بفترة غياب عن التدريبات استمرت سبعة أشهر، لكنه اليوم يسعى للعودة بقوة وإعادة تأهيل نفسه تحضيرًا للبطولات الوطنية القادمة.

كيف تعرّف نفسك لقراء يومية بولا؟

“أنا نجيب معمر، رياضي في كمال الأجسام منذ 16 سنة، وبطل وطني سنة 2021، كما كنت جزءًا من المنتخب الوطني الجزائري في البطولات الإفريقية. أحب هذه الرياضة لأنها علّمتني الصبر والانضباط والعمل الجاد. إلى جانب ذلك، أنا أيضًا طباخ محترف، وهي مهنة أمارسها بشغف وإتقان. حاليًا، بعد فترة من الغياب عن التدريبات، أسعى للعودة بقوة إلى المنافسات الوطنية وتحقيق المزيد من الألقاب.”

نجيب، بعد 16 سنة في كمال الأجسام، كيف ترى تأثير شهر رمضان على الرياضيين في هذه الرياضة؟

“شهر رمضان يفرض تحديات خاصة على رياضيي كمال الأجسام، خاصة فيما يتعلق بالتغذية والتدريبات. من المعروف أن زيادة الكتلة العضلية تتطلب تغذية متوازنة وكافية، وهو أمر يصبح صعبًا أثناء الصيام بسبب قصر فترة الأكل وانخفاض استهلاك السعرات الحرارية. لهذا، في رمضان أركز أكثر على الحفاظ على اللياقة البدنية بدلًا من محاولة بناء المزيد من العضلات، وأحرص على تجنب فقدان الكتلة العضلية التي بنيتها خلال السنوات الماضية.”

كيف توفق بين عملك كطباخ، التدريبات و الصيام خلال رمضان؟

“عملي كطباخ يتطلب مني مجهودًا بدنيًا كبيرًا، خاصة في تحضير الأطباق وتحمل ضغط المطبخ خلال فترة ما قبل الإفطار. رغم ذلك، أحاول إستغلال وقتي في العبادة وقراءة القرآن. بعد الإفطار وصلاة التراويح، أخصص وقتًا للتدريبات للحفاظ على لياقتي. من المهم جدًا إيجاد التوازن بين العمل، العبادة، والرياضة خلال هذا الشهر الكريم.”

بعد غيابك عن التدريبات لمدة سبعة أشهر، كيف تخطط للعودة إلى مستواك السابق؟

“الهدف الآن هو إعادة تأهيل نفسي بدنيًا وذهنيًا، واسترجاع القوة واللياقة التي فقدتها خلال فترة التوقف. أبدأ بتمارين خفيفة ومتدرجة حتى لا أتعرض للإصابات، مع التركيز على التغذية السليمة لتعويض النقص الذي حصل في الفترة الماضية. أطمح للعودة إلى المنافسات الوطنية قريبًا، وأعمل على أن أكون في أفضل جاهزية ممكنة عند انطلاق البطولات القادمة.”

ما هي أهم النصائح التي تقدمها للرياضيين في رمضان للحفاظ على مستواهم؟

“أولًا، يجب التركيز على التغذية الجيدة بين الإفطار والسحور، وتعويض السوائل المفقودة بسبب الصيام. أنصح بتناول البروتينات الجيدة مثل صدور الدجاج، السمك، والبيض، مع كميات متوازنة من الكربوهيدرات مثل الأرز، البطاطا، والشوفان. لا يجب إهمال الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، لأنها تعطي طاقة طويلة الأمد. ثانيًا، يجب أن تكون التدريبات بعد الإفطار، ويفضل بعد ساعتين منه، حتى يكون الجسم قد استعاد طاقته ويستطيع الأداء بشكل جيد. وأخيرًا، النوم الجيد ضروري جدًا للراحة والتعافي، لذلك يجب الحرص على النوم لساعات كافية ليلًا وعدم السهر لساعات متأخرة.”

ما هو أفضل وقت لممارسة التدريبات في رمضان؟

“أفضل توقيت هو بعد الإفطار بساعتين تقريبًا، حيث يكون الجسم قد استعاد بعض الطاقة من الطعام والسوائل. بالنسبة لمن لا يستطيعون التدريب ليلًا، يمكنهم القيام بتمارين خفيفة قبل الإفطار مباشرة، لكن دون إجهاد مفرط حتى لا يتسبب ذلك في الجفاف أو فقدان الطاقة بسرعة.”

ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها خلال رمضان للرياضيين؟

“يجب تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية لأنها تسبب الشعور بالخمول والتعب. كما أن المشروبات الغازية والسكريات المكررة تؤثر سلبًا على مستويات الطاقة وتجعل الأداء الرياضي ضعيفًا. يجب أيضًا الابتعاد عن الأكل بكميات كبيرة دفعة واحدة، لأن ذلك يرهق الجهاز الهضمي ويؤثر على جودة التمارين.”

كيف ترى أهمية الصيام في الرياضة؟

“الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو اختبار حقيقي للإرادة والتحكم في النفس، وهما عاملان أساسيان في أي رياضة. كرياضي، تعلمت من رمضان الكثير عن الصبر والانضباط، وهذا يساعدني في تطوير مستواي بشكل كبير. عندما تستطيع التحكم في طعامك، وتدريباتك، وحياتك اليومية خلال الصيام، فإنك تكتسب قوة ذهنية تجعلك قادرًا على مواجهة أي تحدٍ رياضي أو شخصي.”

ما هي طموحاتك المستقبلية في كمال الأجسام؟

“هدفي هو العودة بقوة إلى البطولات الوطنية والمنافسة على المراتب الأولى مجددًا. أريد أن أرفع اسم الجزائر عاليًا في المحافل الدولية، وأطمح للمشاركة في بطولات إفريقية وعالمية. سأواصل العمل بجد، والاهتمام بجسدي ولياقتي حتى أحقق أهدافي وأصل إلى القمة مرة أخرى.”

كلمة أخيرة…

“أقول لكل الرياضيين: لا تجعلوا الصيام عذرًا للتوقف عن التدريبات، بل استغلوه كفرصة لاختبار إرادتكم وتعزيز انضباطكم. حافظوا على تغذيتكم، وتمرنوا بذكاء، واستغلوا رمضان في العبادة والتقرب من الله. وأتمنى للجميع رمضان مبارك، مليئًا بالنجاح والصحة والسعادة.”

حاوره: نبيل شيخي

تصوير: عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى