نواري محمد العربي (لاعب إتحاد فرناكة): “”كل من آمن بقدراتي سأجعله يفتخر بي”

في زمن لا يرحم سوى المجتهدين، يبرز اسم نواري محمد العربي كأحد الأسماء الشابة التي تحمل في طموحها وهجًا لا يخبو. شاب من واد ريزان، يشق طريقه بثبات في عالم الكرة، مؤمنًا بأن الحلم لا يكفي، بل يحتاج إلى عمل مستمر، انضباط، وتضحيات. في هذا الحوار الخاص، يفتح لنا قلبه، ويحكي لنا عن رحلته، طموحاته، والصعوبات التي واجهها بروح لا تعرف الانكسار:
عرفنا عن نفسك؟
“أنا نواري محمد العربي، من مواليد 5 ديسمبر 2006، أنحدر من منطقة واد ريزان. منذ صغري وأنا أعشق كرة القدم، كنت أتابع المباريات بشغف، وأتخيل نفسي يومًا ما بين الكبار على المستطيل الأخضر. بدأت اللعب في الشوارع ثم التحقت بالأندية، وأنا اليوم أعيش هذه التجربة بكل جدية. حلمي كبير، وأنا مستعد للعمل والتضحية في سبيله. الكرة بالنسبة لي ليست مجرد رياضة، بل أسلوب حياة وهُوية.”
ما هي الفرق التي لعبت لها حتى الآن؟
“بدايتي كانت مع اتحاد الحسيان، وهناك تعلمت أولى أبجديات الكرة . كان فريقًا بسيطًا لكن مليئًا بالشغف، وكنت محظوظًا بأن أكون بين مجموعة تؤمن بالعمل. بعدها انتقلت إلى اتحاد فرناكة، وهناك بدأت أكتشف مستواي الحقيقي، وأفهم أكثر أهمية الانضباط والتكتيك. في كل فريق مررت به، كنت أتعلم شيئًا جديدًا، سواء من الزملاء أو الطاقم الفني، وهذا ساعدني على التطور خطوة بخطوة.”
من هم المدربون الذين تركوا بصمتهم في مشوارك؟
“المدرب يعقوب المشري هو أول من آمن في موهبتي، أعطاني الثقة، وكان دائمًا يشجعني على عدم التوقف عن الحلم. ثم جاء طيب عبد الرحمن، الذي علّمني كيف أكون لاعبًا ذكيًا داخل الملعب، لا أعتمد فقط على المهارة، بل على الفهم العميق للعبة، واللعب الجماعي. كلاهما كان لهما أثر كبير في تكويني، وأدين لهما بالكثير.”
من هم الأشخاص الذين ساندوك في رحلتك الكروية؟
“النجاح لا يُبنى وحده. كان لديّ سند قوي من بعض الأشخاص الذين آمنوا بي ووقفوا إلى جانبي في الأوقات الصعبة. حامدي علال، سعادة بلقاسم، ويعقوب نصر الدين، هؤلاء الثلاثة كانوا بمثابة العائلة الثانية لي. دعمهم المعنوي وحرصهم على مصلحتي جعلني أؤمن أكثر بنفسي، خاصة في اللحظات التي شعرت فيها بالتعب أو التردد.”
ما هي أصعب مباراة لعبتها حتى الآن؟
“من دون شك، المباراة التي جمعتنا بفريق أولاد بوغالم. كانت مباراة قوية بدنيًا وتكتيكيًا، واجهت فيها لاعبين بمستوى عالٍ، ولم يكن من السهل التفوق عليهم. لكن رغم صعوبتها، أعتبرها محطة مهمة في مسيرتي، لأنها أظهرت لي نقاط ضعفي وساعدتني على العمل لتقويتها.”
ما هي حصيلتك هذا الموسم؟
“الحمد لله، سجلت 4 أهداف، وقدمت 7 تمريرات حاسمة. الأرقام لا تعكس كل شيء، لكني سعيد بها لأنها نتيجة مجهود جماعي من الفريق، وتركيزي الشخصي على التطور. أطمح لتحسين هذه الأرقام في المواسم القادمة، لأنني أؤمن أن اللاعب يجب أن يتحدى نفسه قبل أي أحد آخر.”
ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها في مسيرتك؟
“لدي الكثير من الذكريات الجميلة، لكن تبقى لحظات اللعب في اتحاد الحسيان من بين الأجمل. كنا نلعب أمام جمهور يحبنا ويشجعنا بقوة، وكان ذلك يمنحني طاقة لا توصف. كنت أشعر بالفخر والسعادة في كل مرة أدخل فيها الملعب، وكأنني أمثل مدينة بأكملها.”
هل هناك لحظات حزينة أثرت فيك؟
“لكل لاعب محطات صعبة، لكنني أؤمن أن حتى اللحظات الحزينة تحمل في طياتها دروسًا ثمينة. لم أعش لحظة حزينة مؤلمة بشكل خاص، لكن مررت بفترات شك وإصابات بسيطة أثرت على نفسيتي. رغم ذلك، لم أسمح للحزن أن يُضعفني، بل استعملته كوقود للاستمرار.”
ما هي الفرق التي تشجعها محليًا وعالميًا؟
“محليًا أنا من محبي مولودية الجزائر، النادي العريق الذي يمثل تاريخًا كبيرًا. كما يعجبني نادي بارادو بفلسفته وتكوينه الممتاز. أما عالميًا فأنا مشجع وفيّ لـبرشلونة، النادي الذي يجسد اللعب الجميل، والمهارات، والروح الجماعية.”
من هو اللاعب الذي تعتبره قدوتك؟
“قدوتي هو النجم الصاعد لامين يامال. أرى فيه ما أطمح أن أكون عليه: لاعب موهوب، ذكي، يملك شخصية قوية رغم صغر سنه. يعجبني كيف يتعامل مع الضغوطات، وكيف يُظهر نضجًا كبيرًا داخل وخارج الملعب.”
ما هو هدفك الأكبر في المستقبل؟
“هدفي الأول والأهم هو أن أصبح لاعبًا محترفًا يمثل الجزائر في المحافل الدولية. أريد أن أكون مثالًا للشباب الطموح في بلدي، وأبرهن أن النجاح ممكن لمن يعمل بجد ويؤمن بنفسه.”
ما الذي يميزك كلاعب داخل الملعب؟
“أعتقد أن أهم ما يميزني هو الرؤية الجماعية للعب، أحب التمرير وصناعة اللعب أكثر من تسجيل الأهداف. كذلك أمتاز بالذكاء التكتيكي، الحماس، والانضباط. أحب أن أتعلم من كل مباراة، وأطور من نفسي باستمرار.”
ما النصيحة التي تقدمها لزملائك في الفئات الشبانية؟
“أنصحهم بالصبر، الانضباط، والإيمان بالذات. النجاح لا يأتي بسرعة، ويحتاج لتضحيات. التدريب الجاد، احترام المدربين، والتواضع، هي مفاتيح النجاح الحقيقي. لا تفكر فقط في اليوم، بل فكّر في مستقبلك.”
كلمة أخيرة؟
“أقول لكل مدرب أشرف عليّ شكرًا من القلب. لولا توجيهاتكم، لما كنت على ما أنا عليه. ولكل من آمن بي، أعدكم بأن أواصل الطريق بكل قوة، حتى أجعلكم تفتخرون بي. طريقي لا يزال في بدايته، لكن بإذن الله، القادم أجمل.”
حاوره: سنينة. م