هشام علام دكتور وطبيب جراح ورئيس الجمعية الوطنية للطب الرياضي: ” يجب على اللاعبين احترام البروتوكول الصحي وتطبيقه بصرامة لتفادي الإصابة “
مرحبا بك دكتور هشام.
” أولا وقبل كل شيء أشكر جريدة بولا على هذه الالتفاتة ، سرني تواجدي معكم من أجل تفعيل الحوار الصحفي حول موضوع جائحة كورونا وتأثيراتها على الساحة الرياضية الجزائرية في ظل الظرف الصحي “.
بداية من هو دكتور هشام؟
” أنا الدكتور علام هشام رئيس الجمعية الوطنية الجزائرية للطب الرياضي من مواليد 29 ماي 1983 بولاية سعيدة، طبيب جراح متحصل علي شهادة فيفا في الطب الرياضي، ومؤسس الجمعية الوطنية الجزائرية للطب الرياضي وعضو الاتحاد العربي للطب الرياضي”.
متى تأسست الجمعية؟
بخصوص الجمعية العامة كانت في 26 جوان 2016 بولاية سعيدة، ولنا عدة مكاتب في مختلف أنحاء الوطن، بهدف خدمة الطب الرياضي.”
رأيك حول إلزامية إجراء فحص الكشف عن كورونا للاعبين؟
“إن الوصول لمرحلة (pcr) معناه الوصول إلى مرحلة التشخيص النهائي للاعب المشتبه بإصابته لدى طبيب النادي، وهي مرحلة فاصلة في الحكم على اللاعب بالإصابة بالكوفيد 19 من عدمها، إلا أن هنالك حالات قد لا تظهر عليها الأعراض المرضية، وهاته الفئة أخطر، لأنهم يعدون ناقلين للوباء بين زملائهم في النادي، أما الاعبين الذين تظهر عليهم الأعراض المرضية فيستلزم منهم الخضوع لفحص (pcr) لتقييم مستوى الإصابة، والبدء في الخضوع لبرنامج علاجي احترازي كالحجز الصحي لمدة تقارب 20يوما، وذلك طبعا بعد المرور على الفحوصات الأولية التي يجريها الطاقم الطبي للفريق بشكل دوري قبل اللقاءات ب 48 ساعة وبعدها، وإلزامية تتبع برنامج أخذ الدواء اللازم وتناول الأغذية المتوازنة خلال فترة الحجر، وهنا ننوه على أهمية التحضير النفسي للاعب حتى لا تكون له تبعيات سلبية على اللاعب خلال فترة العلاج ” .
ماهي اقتراحاتكم للتقليل من الإصابات في الملاعب؟
” كانت لنا عدة اقتراحات قبل انطلاق البطولة ، باستعمال الكاشف الحراري واستخدام الكمامة والتباعد الجسدي ، وعليه فنحن نرى بأنه كانت هنالك استجابة من القائمين على الكرة الجزائرية لمقترحاتنا، وهذا ما لاحظناه فوق أرضية الميدان من احترام التباعد بين اللاعبين، ارتداء الكمامة، التعقيم المستمر للوسائل الرياضية قبل وبعد المقابلة، نظافة محيط الميدان الرياضي، غياب الجماهير التي نتمنى عودتها تدريجيا للمدرجات ربما بأعداد أقل تتوافق مع إجراءات السلامة المتخذة في هذه الظروف الاستثنائية وعودتها بشكل شبه كلي مقترن بشرط الامتثال للبروتوكول الصحي، وكل هذا طبعا في صالح الكرة الجزائرية لأن الوقاية خير من العلاج، كما نتمنى من الفاعلين في الرياضة الجزائرية الأخذ بكل الاقتراحات التي من شأنها أن تخدم الرياضة الجزائرية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وفي احتمال تفشي المرض لقدر الله اقترحنا الاكتفاء بأقل قدر من المباريات وتحديد الفائز بالبطولة حسب عدد الانتصارات المحققة، أو تفويج البطولة على ثلاثة أفواج، واقترحنا مقترح آخر يتمثل في نقل اللقاءات لتجرى في الملاعب الرياضية بالجنوب الجزائري مع تخصيص دور إقامة خاصة بالنوادي الرياضية، لأن الطقس في الجنوب يساعد على الوقاية من هذا الوباء، وهو ما يسمح بإنهاء البطولة الوطنية لكرة القدم في أحسن الظروف”.
لماذا انتشر الوباء بين اللاعبين؟ أهو استهتار ام عدم احترام التدابير؟
” يرجع سبب تفشي وباء الكوفيد 19 بين اللاعبين خلال الفترة التي سبقت انطلاق البطولة بأسابيع إلى الاستهتار بخطورة هذا المرض، والتراخي في الامتثال للبروتوكول الصحي، والحمد لله لم نسجل حالات خطيرة بقدر ما كانت إصابات عرضية عابرة، كما يرجع الأمر إلى تطور البنك المعلوماتي للمسجل حول الوباء، ففي بداية الجائحة لم نكن نملك المعلومات الصحية التامة حول الكوفيد 19 وكيفية انتقاله وأعراضه خاصة وأنه وباء يتطور من مرحلة لأخرى، وقد جاءت هذه الإصابات بشكل جماعي وفي توقيت واحد هو بداية الموسم، وما لهذا التوقيت الفصلي الانتقالي من مميزات فصلية، تسهم في ظهور بعض النزلات من البرد الجاف والحاد، يتم الشفاء منها حسب نوعية الجهاز للاعب واستجابته لنصائح وتوجيهات الطبيب، أما أعراض التعب والفشل الحركي للاعب فهي ناجمة عن تأثر عضلة اللاعب بتوقف النشاط الرياضي الطويل، خاصة لما طبق الحجر الكلي في الوطن، والنشاط الرياضي تأثر بهذا التوقف، لذلك فمن المنطقي أن تصحب عودة اللاعب إلى الميادين بعض الإصابات العضلية، كما لدينا وجهة نظر أخرى حول هذا الأمر ربما يعزى الأمر إلى انتقال العدوى للرياضيين من الوسط الخارجي الاجتماعي، فأغلب النوادي الرياضية لا تمتلك لمراكز إيواء الرياضيين، وحتى وإن وجدت فإن الرياضي لا يستطيع العيش بمعزل عن الألفة الأسرية لعائلته الكبيرة والصغيرة، لذلك يستلزم على الرياضيين في مختلف الأصناف التحلي بالبروتوكول الصحي لأنه في صالحهم، فوعينا يحمينا ” .
هل لازالت الجمعية متواجدة في الميدان خلال فترة كورونا؟
” إن الجمعية الرياضية الوطنية للطب الرياضي موجودة ودائمة الوجود في ظل الجائحة التي تشهدها بلادنا، ونحن في الخدمة دوما وأبدا بما يخدم الصالح العام عامة والشأن الرياضي خاصة، والجمعية هي منظومة من الكفاءات البشرية التي تزخر بها بلادنا وهم متواجدون ميدانيا في الصفوف الأولى إما على مستوى المراكز الصحية أو الفرق الطبية الرياضية أو المناضلين بمختلف المستويات، وهم على استعداد تام لتقديم كل كبيرة وصغيرة من شأنها مساعدة البلد على تخطي هذه الجائحة العالمية، ومؤخرا قمنا بتوزيع قرابة 3 آلاف كمامة ووسائل التعقيم على مختلف المؤسسات خاصة منها الإستشفائية والمدرسية، والقادم أفضل بحول الله”.
هل يوجد تفاؤل بزوال الوباء هذه السنة؟
” أكيد نحن متفائلون فلا يأس مع الحياة، خاصة في ظل الأخبار الدولية التي تناقلتها وسائل الإعلام حول مستجدات اللقاح، فالأخبار تبشر بالخير، وإن شاء الله فإن هذا الوباء يحتضر، وتفصلنا شهور لنطوي صفحته ويكون ذكرى من الماضي الأليم مرت على البشرية، وإلى ذلكم الحين إن شاء الله يجب على السلطات العليا في البلد على كل المستويات أن تواصل في فرض البروتوكول الصحي حتى نتمكن من الوقاية منه، والتحكم في انتشار الوباء ” .
نصيحة تقدمها إلى الرياضي في حال ما أصيب بالوباء؟
” هناك العديد من لاعبي كرة القدم دوليا أصيبوا بوباء كورونا وعلى رأسهم لاعب فريق جوفنتيس الإيطالي كريستيانوا رونالدو وكذلك في الفريق الوطني رياض محرز وأندري ديلور، اللذان سبق لهما وأن أصيبا بالكوفيد 19 والحمد لله تماثلا للشفاء منه، وعليه ننوه بقيمة الامتثال للبروتوكول الصحي لدى الرياضي (الحجر+ الدواء+ التعقيم+ التحضير النفسي) من أجل العودة السريعة للميادين، فالحديث عن البرتوكول الصحي هو أمر مستبعد لأنه يعد بديهيا بالنظر للمستوى المحترف في التسيير الرياضي ، لذلك ترجع أسباب الإصابة إلى العوامل الخارجية حيث أن لكل مقابلة ظروف خاصة ، وعليه ننوه بضرورة التحضير النفسي قبل وبعد الإصابة مع الامتثال للبروتوكول الصحي من أجل الوقاية”.
كلمة ختامية.
” في الأخير أشكر جريدة بولا على هذا اللقاء ونحن سعداء بفتح أواصر التواصل بين الجمعية والوسائل الإعلامية لما بات يلعبه الإعلام من دور مهم في انتشار الوعي الصحي بين شرائح المجتمع، متمنيين لكم مزيدا من التألق ونتمنى لوطننا الغالي النصر على هذه الظروف “.
أسامة شعيب