حوارات

هشام قوراس (مدرب أولمبيك جيجل): “الجزائر ستكون مفاجأة البطولة العربية لكرة السلة”

في خضم أجواء البطولة العربية لكرة السلة المُقامة حالياً بالبحرين، وبعد بداية لافتة للمنتخب الجزائري تُوجت بفوز هام على المنتخب التونسي، التقينا بالمدرب والمستشار الرياضي هشام قوراس، اللاعب السابق بفريق لهزيل ومؤسس فريق OMJ المايك بمدينة جيجل. قوراس، الذي قاد فريقه للتتويج بكأس الجمهورية لفئة الشباب عام 2009 وتحقيق الصعود التاريخي إلى المستوى الأول سيدات والمستوى الثاني رجال، يُقدم لنا رؤيته حول أداء “محاربي الصحراء” وحظوظهم في هذا المحفل العربي.

بداية، كيف يغير الفوز على منتخب بقيمة تونس، وفي المباراة الافتتاحية، من سقف طموحات المنتخب الجزائري وحظوظه في المضي قدماً نحو التتويج باللقب؟

“لا شك أن هذا الانتصار الذي حققناه على منتخب بقيمة تونس، وفي مباراة افتتاحية تُعد بمثابة بوابة العبور للمعنويات، هو أكثر من مجرد ثلاث نقاط. إنه فوز معنوي هائل يُعيد الهيبة والثقة للمنتخب الوطني على الصعيدين العربي والدولي، والأداء الذي قدمه محاربو الصحراء في تلك المواجهة الافتتاحية كان مبهراً بحق. ونجح في جذب أنظار غالبية متابعي كرة السلة، ليؤكد أن هذا الجيل يمتلك ما يلزم من عزيمة وإمكانات لتقديم مستويات عالية والمنافسة بقوة على اللقب.”

ما هي أبرز نقاط القوة التي أظهرها المنتخب الجزائري في مباراته الافتتاحية؟ وما هي التحديات الفنية أو التكتيكية التي تنتظره في الأدوار المتقدمة أمام خصوم مختلفين؟

“تتعدد نقاط قوة المنتخب الجزائري، لكن أبرزها بلا شك يكمن في مرونة وتنوع منظومتنا الدفاعية، لقد طبقنا في المباراة الافتتاحية تحولات ذكية بين أنماط الدفاع، بدأنا بدفاع، رجل لرجل (Man-to-Man) لننتقل بسلاسة إلى دفاع المنطقة الضاغط (Zone Press)، وصولاً إلى الدفاع المناطقي المتخصص بنظام “البوكس آند وان” (Box-and-One). هذا التكيف السريع والقدرة على تطبيق أنظمة دفاعية معقدة يُعد أمراً بالغ الصعوبة على أي خصم، إلى جانب ذلك، تُشكل الرميات الثلاثية ورقة رابحة حقيقية، فقد كانت نسبتها في المباراة الأولى مبهرة، حيث تجاوزت 50%، مما يمنحنا أفضلية هجومية واضحة ويُربك دفاعات المنافسين.”

 بعد هذه البداية القوية، ما هي الإستراتيجية الأنسب التي يجب على الطاقم الفني تبنيها للحفاظ على الزخم وتطوير الأداء من مباراة لأخرى؟

“الإستراتيجية الأنسب للمضي قدماً في بطولة بهذا الحجم تكمن في التعامل مع كل مباراة على حدة، بنهج تحليلي دقيق، فلكل منتخب خصوصيته في الأداء وطريقة لعب مميزة، مما يستلزم تحليلاً معمقاً لكل خصم قبل المواجهة، كما فعلنا تماماً في الإعداد لمواجهة المنتخب التونسي. ولحسن الحظ، يمتلك المنتخب الجزائري طاقماً فنياً بقيادة مدرب ذي كفاءة عالية، يجمع بين الفكر التكتيكي الرائع والقدرة على قراءة المباريات، وقد أبان عن قدراته الفذة التي تؤكد أنه بالفعل من المدربين الكبار على الساحة القارية، وهو ما سيُساعدنا في التكيف مع ضغط الأدوار الإقصائية.”

هل يمتلك المنتخب الوطني العمق اللازم على مستوى التشكيلة والجاهزية البدنية والنفسية للحفاظ على هذا المستوى من الأداء طوال منافسات البطولة الشاقة؟

“في ظل هذه البداية المبهرة، وكل المعطيات التي بين أيدينا، أنا على ثقة تامة بأن المنتخب الجزائري سيكون مفاجأة هذه الدورة بامتياز. لقد أظهر الفريق إمكانيات هائلة، سواء على الصعيد الدفاعي القوي أو في الفاعلية الهجومية. والمثير للإعجاب حقاً هو أن هذا المستوى يُقدم رغم صغر سن غالبية اللاعبين، حيث أن معظمهم تحت 26 سنة، وعدد كبير منهم لم يحظَ بالشهرة الكافية على الساحة الدولية بعد، هذه التركيبة الشابة، إضافة إلى وجود طاقم فني رائع وذو كفاءة عالية، يزيل أي مخاوف تتعلق بقدرتهم على الاسترجاع البدني والمحافظة على النسق طوال منافسات البطولة الشاقة.”

في الختام… ما هو موقع المنتخب الوطني الحقيقي حالياً على خارطة كرة السلة العربية والإفريقية؟

“للأسف، لا يمكننا إنكار أن المنتخب الوطني قد فقد جزءاً من مكانته الذي كان يتمتع به على الصعيد الدولي، والإفريقي، والعربي في كرة السلة خلال السنوات الماضية. ولكن، مع هذا الجيل الواعد من اللاعبين، وبتوجيه من هذا المدرب الشاب والكفؤ الذي أبان عن طموحاته الكبيرة وقدراته القيادية في وقت قصير جداً، أنا على يقين بأننا سنستعيد مكانتنا المستحقة. هذا الجيل يمتلك الإرادة والإمكانات، وأعتقد أننا سنُقدم مفاجأة سارة ونُعيد كرة السلة الجزائرية إلى الواجهة من جديد، لتتبوأ المكانة التي تليق بتاريخها العريق في هذه الرياضة.”

حاورته: مها.ك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى