هلال سيق … الفريق يدخل الموسم بقوة ويعتلي الصدارة مبكرًا …الهلال في رحلة العودة إلى الواجهة
رغم الصعوبات التي مرّ بها، عاد هلال سيق هذا الموسم بروح جديدة وطموح متجدّد. فمنذ الجولة الأولى من البطولة، أظهر الفريق وجهًا مغايرًا، ودخل غمار المنافسة بقوة وثقة، ليعتلي بعد مرور أربع جولات الصدارة برصيد 10 نقاط، في مشهد أفرح الأنصار وأعاد الأمل إلى الشارع السيقلي المتعطش للانتصارات. المدرب رشيد عبدو نجح في إعادة التوازن داخل المجموعة، معتمدًا على مزيج من عناصر الخبرة والشباب، وهو ما منح الفريق هوية فنية واضحة، قائمة على الانضباط التكتيكي والروح القتالية.
مختار وارزين.. هداف الفريق
يُعدّ اللاعب مختار وارزين من أبرز نجوم الفريق هذا الموسم، حيث تألق بشكل لافت وتمكن من تسجيل أربعة أهداف في أربع مباريات، ليؤكد أنه ما زال يتمتع بحسّ تهديفي عالٍ وخبرة كبيرة في الخط الأمامي. وارزين، الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية للتشكيلة، قاد الهلال في لحظات صعبة، ويشكّل اليوم أحد أعمدة الفريق التي يعتمد عليها الطاقم الفني لتحقيق هدف الصعود.
دعم جماهيري كبير
النتائج الإيجابية أعادت الحياة إلى مدرجات ملعب سيق، حيث بدأ الجمهور يعود بأعداد معتبرة لدعم “الكرواسون”، الاسم الذي ارتبط تاريخيًا بالفريق. هذا الالتفاف الجماهيري، الذي افتقده الهلال لسنوات، أصبح اليوم من أهم أسلحته في مشوار العودة إلى الأضواء. الجماهير تؤمن أن الوقت قد حان لعودة فريقها إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. يعتمد الهلال هذا الموسم على تركيبة بشرية متوازنة تجمع بين لاعبين أصحاب تجربة وشبان طموحين يسعون لفرض أنفسهم. وتضم التشكيلة أسماءً معروفة على غرار محمد الأمين وارزين، الملقب بـ“مامي”، الذي يُعتبر من رموز الوفاء للفريق، إذ لم يغادر النادي رغم كل الأزمات، وما زال يخدم كرة سيق بإخلاص. الطريق نحو الصعود لن يكون مفروشًا بالورود، فالمنافسة شديدة والندية كبيرة بين الفرق الطامحة للظفر ببطاقة الصعود. هلال سيق اليوم لا يبحث فقط عن ثلاث نقاط في كل مباراة، بل عن استعادة هويته وتاريخه ومجده الرياضي. الأنصار يحلمون بعودة الكرواسون إلى مكانته الطبيعية، والإدارة تعمل بصمت، واللاعبون يقدمون كل ما لديهم فوق الميدان، في مشهد يُعيد الأمل ويزرع الثقة في أن سيق ستعود كما كانت… منارة كروية ومصنعًا للمواهب.
زيارة الوالي تعيد الأمل للتشكيلة
في بداية الموسم، قام والي ولاية معسكر فؤاد عايسي بزيارة إلى مقر النادي، أين التقى بالإدارة واللاعبين ووعد بتقديم الدعم والمساندة لهذا النادي العريق. هذه المبادرة لاقت استحسانًا كبيرًا لدى الأسرة الهلالية، واعتبرها الجميع نقطة تحول في مسيرة الفريق، إذ منحت اللاعبين دفعة معنوية قوية وخلقت جوًا من التفاؤل داخل المجموعة.
إسماعيل قاضي (لاعب الفريق):“سنضحي من أجل تحقيق الصعود”

عبّر اللاعب إسماعيل قاضي، أحد ركائز هلال سيق هذا الموسم، عن فخره واعتزازه بحمل ألوان الفريق العريق، مؤكدًا أن المجموعة عازمة على كتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي. وقال في تصريح خصّ به جريدة بولا: “اللعب لهلال سيق ليس أمرًا عاديًا، بل مسؤولية كبيرة لأننا نمثل نادٍ له تاريخ عريق ومجد كبير منذ تأسيسه سنة 1927. الفريق مرّ بظروف صعبة في السنوات الماضية، لكن الآن نحن جيل جديد نحمل راية التحدي ونعمل من أجل إعادة الهلال إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. كل اللاعبين متحدون وراء هدف واحد هو الصعود وإعادة الهيبة لنادينا.”
وأضاف قاضي متحدثًا عن الأجواء داخل الفريق: “منذ بداية التحضيرات، لمسنا جدية كبيرة من الجميع، سواء من الطاقم الفني بقيادة المدرب رشيد عبدو أو من الإدارة التي وفّرت كل ما هو ممكن، وحتى من الأنصار الذين عادوا بقوة إلى المدرجات. هذا الدعم المعنوي جعلنا نلعب بحماس مضاعف ونمنح كل ما لدينا فوق الميدان.
الأجواء إيجابية ومليئة بالروح الجماعية، والجميع يؤمن أن النجاح لن يأتي إلا بالانضباط والعمل.” وتحدث أيضًا عن المنافسة في البطولة قائلاً: “البطولة هذا الموسم قوية جدًا، وهناك فرق محترمة تلعب على نفس الهدف، لكننا نحترم الجميع ولا نهاب أحدًا. نركز فقط على أنفسنا وعلى تطبيق تعليمات المدرب فوق الميدان. لدينا تشكيلة متوازنة تجمع بين الخبرة والشباب، وهذا يمنحنا توازناً كبيراً. نعلم أن الطريق طويل وشاق، لكننا مستعدون للصمود حتى النهاية.” وختم إسماعيل قاضي حديثه برسالة إلى الأنصار قائلاً: “رسالتي لجمهور الهلال الوفي: أنتم القلب النابض لهذا النادي. دعمكم يصنع الفارق داخل الميدان، وحضوركم يمنحنا القوة. نعدكم أننا سنقاتل في كل مباراة من أجل إسعادكم، وسنعمل بكل ما نملك حتى نعيد الكرواسون إلى الواجهة الكروية ونكتب فصلًا جديدًا من أمجاد سيق التي نفتخر بالانتماء إليها.”
مختار وارزين (لاعب الفريق):“هدفنا هو إسعاد الأنصار”

أعرب اللاعب مختار وارزين، أحد أبرز ركائز هلال سيق وهداف الفريق هذا الموسم، عن فخره الكبير بالعودة القوية للنادي العريق، مؤكّدًا أن ما يقدّمه الفريق من نتائج ليس صدفة، بل ثمرة عمل جماعي وروح عالية داخل المجموعة. وقال وارزين في حديثه لـبولا: “هلال سيق ليس فريقًا عاديًا، بل مؤسسة كروية لها تاريخ طويل في الكرة الجزائرية. أن تحمل قميص هذا النادي العريق يعني أنك تتحمل مسؤولية كبيرة أمام جماهير سيق التي لا تقبل إلا بالمنافسة على المراتب الأولى.
هذا الموسم دخلنا بعزيمة جديدة، والهدف كان واضحًا منذ البداية: إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية في الأقسام العليا. الحمد لله البداية كانت موفقة، واحتلالنا للريادة بعد أربع جولات يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح.” وأضاف الهداف المتألق الذي سجّل أربعة أهداف منذ انطلاق الموسم: “تسجيل الأهداف أمر جميل، لكنه ثمرة عمل جماعي منظم. لدينا زملاء في الدفاع والوسط يقدمون مجهودًا كبيرًا من أجل تهيئة الكرات للمهاجمين، وأنا أعتبر نفسي جزءًا من منظومة كاملة تعمل من أجل هدف واحد. الأهم بالنسبة لي هو أن يواصل الفريق تحقيق النتائج الإيجابية وأن نحافظ على ديناميكيتنا الهجومية في كل مباراة.”
وتحدث وارزين عن الأجواء السائدة داخل الفريق قائلاً: “الروح داخل المجموعة ممتازة، الكل يعمل بروح تضامنية عالية. المدرب رشيد عبدو يقوم بعمل كبير من حيث التحضير النفسي والتكتيكي، والإدارة وفرت ما يمكن توفيره رغم الصعوبات. نعيش أجواءً أسرية داخل الفريق، وهذا ما يصنع الفارق على أرضية الميدان.” وعن دعم الأنصار ودورهم في النتائج الأخيرة، قال النجم السيقلي: “عودة الأنصار إلى المدرجات كانت أجمل ما حدث هذا الموسم. صراحةً، حين تسمع هتافات الجمهور وتشاهد الأعلام الزرقاء في المدرجات، تشعر أنك تلعب من أجل مدينة بأكملها. دعمهم يمنحنا طاقة مضاعفة، ونحن نعدهم بأن نبذل كل ما في وسعنا لإسعادهم وتحقيق حلم الصعود.”
هشام بن قادة (لاعب الفريق):“روح المجموعة هي سر قوتنا”

أكد اللاعب هشام بن قادة، أحد العناصر البارزة في تشكيلة هلال سيق هذا الموسم، أن ما يعيشه الفريق من انتعاشة ليس وليد الصدفة، بل نتيجة عمل منظم وروح جماعية تسود كل مكونات النادي، مشيرًا إلى أن الجميع في الفريق متحدون حول هدف واحد وهو إعادة الهلال إلى الواجهة. وقال بن قادة في تصريح خصّ به بولا: “نحن نعيش مرحلة مميزة في هلال سيق، بعد سنوات صعبة مرت على النادي، لكن الأمور بدأت تتغير بفضل تضافر الجهود. المجموعة متماسكة جدًا، وهناك انسجام كبير بين اللاعبين، وهذا ما صنع الفارق في الجولات الأولى. كل واحد فينا يلعب من أجل الشعار ومن أجل اسم الهلال الذي نحمله في قلوبنا قبل القمصان.”
وأضاف اللاعب الشاب الذي يُعتبر من أبناء النادي: “منذ انطلاق التحضيرات، شعرنا أن الموسم سيكون مختلفًا. المدرب رشيد عبدو بث فينا روح الانتصار، والإدارة تعمل بصمت لتوفير الاستقرار، أما نحن كلاعبين فقد تعاهدنا على تقديم موسم يكون بمثابة الانطلاقة الجديدة لهلال سيق. هدفنا واضح، وهو الصعود وإسعاد جماهيرنا التي انتظرت طويلًا رؤية فريقها ينافس من جديد.” وتحدث بن قادة عن الصعوبات التي تواجه الفريق في هذا القسم قائلًا: “نعلم أن البطولة الجهوية الثانية ليست سهلة، فهناك ملاعب صعبة وظروف معقدة، لكننا نملك الإرادة لتجاوز كل التحديات. قوتنا الحقيقية تكمن في الروح الجماعية والانضباط، وكل مباراة نخوضها وكأنها نهائي من أجل الحفاظ على الصدارة.”
نبيل شيخي




