إمبراطورية السوشيال ميديا سلاح الأنصار الجديد …. هل تتحكم الجماهير في الكرة الجزائرية؟
عرف عالم كرة القدم إنتقال الصراع بين الجماهير والأندية من ملاعب كرة القدم لعالم الإنترنت الإفتراضي بسبب أنها أصبحت متنفس للجماهير التي باتت أكثر تعلقا باللعبة وباللاعبين عن ذي قبل. فمواقع التواصل الإجتماعي نقلت كرة القدم نقلة أخرى فبعدما كانت اللعبة مرتبطة فقط بالصحافة الورقية وشاشات التلفزيون إنتقلت لمواقع التواصل الإجتماعي التي صارت بديلة عن القنوات التي حاولت إحتكار أخبار الأندية وجعلها حكرا عليها فقط. وقررت الجماهير أن تكسر إحتكار تلك القنوات وتصنع مجالا مفتوحا لها عن طريق إستخدام بعض المواقع والصفحات لتصبح بذلك رقما جديدا فرض منطقه في عالم كرة القدم. واستطاع الأنصار غزو تلك الشبكات وأن يتعاملوا مع الأمر الواقع والتدخل في التسيير والتقرب أكثر من أمور النادي عن طريق إنشاء مواقع قوية لها من القوة والنفوذ ما يجعلها تفرض رأيها في أكثر المسائل حساسية.
الجماهير تفرض منطقها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
تشهد كرة القدم الجزائرية نفوذا كبيرا لجماهير مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت عنصرا مؤثرا في اتخاذ القرارات المصيرية للأندية. وباتت الحملات المنظمة ضد اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية بمثابة الروتين في كرة القدم الجزائرية خلال الأشهر الماضية. حيث شهدت السنوات الأخيرة انتشارا بدرجة أكبر لتلك الظاهرة، وهو ما جعل العديد من المسؤولين والمدربين يعزفون عن تحمل المسؤولية للهروب من ضغوطات مواقع التواصل الاجتماعي.
سلبيات بالجملة لهاته الظاهرة
وسائل التواصل الاجتماعي باتت عنصرا فعالا في الحياة اليومية خلال الوقت الراهن، باعتبارها تسمح بتسهيل التواصل وتمنح الفرصة للتعبير عن الرأي بكل حرية، ولكن بعض الأطراف، وبصفة خاصة جماهير كرة القدم، أساءت استعمال تلك الميزة، حيث أصبحت تروج لخطابات تنشر الكراهية والحقد، فضلا عن انتقاد جميع المتدخلين في الشأن الكروي بطريقة تفتقد للذوق السليم. ففي الجزائر مثلا، تشهد شبكات التواصل الاجتماعي في أعقاب كل حدث رياضي، حملة انتقادات واسعة تلاحق اللاعبين والمدربين والمسؤولين…هذه الحملات تخرج في أغلب الأحيان عن الجانب الرياضي لتشمل بعض الجوانب الشخصية دون أي اعتبار لخصوصيات الأفراد.
حملات مدفوعة الأجر
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة ناجعة لدى بعض الأطراف من أجل تحقيقها أهدافها على الصعيد الرياضي، وهو ما يجعلها تستعين ببعض الصفحات المؤثرة للقيام ببعض الحملات المدفوعة الأجر، على حد وصف بعض المسئولين واللاعبين. ويعد المدربين من أكثر الذين يتم استهدافهم من قبل بعض الصفحات، التي وصفت بـ”المأجورة” في الكثير من الأحيان، بحكم تعودها على انتقاد المدرب بشكل لاذع حتى بعد الفوز بالألقاب. لا يختلف إثنان بأن التكنولوجيا أصبحت تتحكم في كل مناحي الحياة، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرياضة عموما وكرة القدم بالخصوص أصبح واقعا لا مفر منه وعلى الجميع التسليم بهذا الأمر فالواقع أصبح متحكما به من المواقع.
سنينة مختار