واقع التكوين في الكرة المحلية … أهداف بلا مشاريع

لا يزال الجدل قائما حول موضوع التكوين في كرة القدم بالجزائر، وهو الملف الذي غالبا ما يعود إلى الواجهة بعد كل إخفاق لدى الفئآت الشبانية، فرغم أن المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة حقق تأهلا تاريخيا للمرحلة النهائية، لـ”كان” 2021 بعد إحتلاله صدارة الترتيب لدورة إتحاد شمال إفريقيا المؤهلة إلى كأس إفريقيا “لوناف” التي جرت في الجزائر، إلا أن ذلك لم يشفع لطي صفحة الإخفاقات التي مست باقي الفئات الأخرى خلال السنوات الفارطة. ويعتبر التكوين في كرة القدم والاستثمار في المواهب الشابة لترقية رياضة النخبة أهم الأهداف المسطرة التي سعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” لتحقيقها.

الواقع المر يصدم الجميع

إلا أن الواقع المر حال دون نجاح هذه المشاريع أمام تضارب المصالح، بين مختلف الفاعلين في رياضة كرة القدم الجزائرية الذين راهنوا منذ البداية على فشل هذه المشاريع التي اعتبروها بالعرجاء، خصوصا وأن التكوين القاعدي يكون على مستوى الأندية التي تمنح للشبان الاحتكاك مع المنافسات.

ضرورة إعطاء “البعد المستقبلي” للتكوين

ويأمل متابعوا الساحرة المستديرة في الجزائر ، ألا تتوقف عملية التكوين وأن لا تنحصر في نادي بارادو فقط، بعد أن ثبتت نجاحها خلال السنوات الأخيرة، و يرو ان نجاح اي مشروع لا بد أن يرتكز على النظر في الأفق من خلال دراسة جميع الجوانب لتفادي العقبات التي يمكن ان تؤدي الى الفشل و بالتالي العودة إلى نقطة البداية. ويرى المحللون أن “إنشاء الأكاديميات جاء من خلال إرادة “الفاف” للتصدي في أسرع وقت ممكن للفجوات على مستوى الأندية في مجال التكوين لكنها ليست الوسيلة المثالية لان الشبان بحاجة للمنافسة ،ووضعهم في الأكاديميات قد يؤدي إلى تحطيمهم” و”حتى نضمن منتخبا وطنيا قويا يجب أن نحوز على لاعبين مكونين جيدا في أنديتهم”.على غرار لاعبي بارادو. وهو الرأي الذي شاطره العارفون.

الأندية تتبرأ من التقصير في مجال التكوين

من جهتهم، دافع رؤساء الأندية عن مواقفهم مبرزين في هذا الصدد “نقص المرافق الرياضية في الجزائر” ما يعد عائقا كبيرا بالنسبة لهم لتحقيق تكوين نوعي”. كما أن هذه الفئات الشبانية تحضر في ظروف سيئة بسبب النقص الفادح في الهياكل الرياضية، حيث يتدرب احيانا هؤلاء الشبان في ربع الميدان للسماح لفرق أخرى بالتدرب في نفس الملعب”. ويرى التقنيون أن “هذا المشكل تعاني منه أغلب الأندية”.

بوعلام مرسلي (مكون فيدرالي):“لا زلنا متأخرين في مجال التكوين”

أشار المكون الفيدرالي بوعلام مرسلي أن “الكرة المحلية لا تزال متأخرة في ميدان التكوين”، قائلا “علينا الاعتراف بأننا لا زلنا متأخرين في ميدان التكوين. وليعلم الجميع أن هذا الملف ليس من صلاحيات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم”، ليضيف “يتوجب على الأندية أن تقوم بدورها في التكوين، و أن لجوء الاتحادية لإنشاء أكاديميات لكرة القدم، فإنها إضطرت لذلك بعدما لاحظت تقصير الأندية في هذا الجانب”. من جانب أخر أضاف بوعلام مرسلي أن”الفاف” رفعت التحدي عندما قررت بناء مراكز التكوين  كما صرح “إنه تحد كبير ومهم، لأن التكوين هو أساس أي نجاح” ليضيف “ليس هناك أحسن من التكوين، لابد أن يكون الجميع على كلمة واحدة، من أجل أن يكون التكوين هو حجر الأساس”.

سنينة مختار