وضع خبرة السنوات تحت تصرف الشبان.. الحاج بلخير يُعيد إحياء رياضة الملاكمة بغليزان

بعد سنوات من التراجع و الغياب عن الساحة تعود رياضة الملاكمة لتنبض من جديد في ولاية غليزان بفضل مجهودات البطل الأولمبي السابق الحاج بلخير، هذا الأخير الذي سطع نجمه قاريا و عربيا و شارك في الألعاب الأولمبية بأثينا سنة 2004 قرر اليوم أن يضع خبرته الكبيرة تحت تصرف الشبان الراغبين في تعلم أصول الملاكمة حيث يؤكد الحاج بلخير أن مشروعه يتعدى مجرد فتح قاعة تدريب بل هو حلم حقيقي يرمي لإحياء رياضة ظلمت طويلاً في الولاية، و بدأ العمل فعلياً بقاعة “نجمة بن عودة” التابعة لمركب زوقاري الطاهر حيث تنطلق الحصص التدريبية بوتيرة منتظمة.
قاعة “نجمة بن عودة” تحتضن المواهب
تجري التدريبات بشكل منتظم بقاعة “نجمة بن عودة” داخل ملعب زوقاري الطاهر، و هي القاعة التي تحولت إلى فضاء حيوي يحتضن العشرات من الشبان المتحمسين لتعلم الملاكمة و أوضح الحاج بلخير أن الباب مفتوح أمام الجميع دون استثناء مشدداً على أن الهدف الأساسي هو التكوين ثم التنافس وصولاً إلى تمثيل الولاية في مختلف المحافل سيما و أن القاعة مجهزة بالحد الأدنى من المستلزمات في انتظار دعم أكبر من السلطات، و رغم ذلك فإن الطموح كبير و العمل يجري بحماس شديد ما يعكس الرغبة في بناء جيل جديد من الملاكمين.
الشبان يثمنون المبادرة و يؤكدون على حلم البروز
تشهد قاعة “نجمة بن عودة” التابعة لملعب زوقاري الطاهر حركية لافتة منذ انطلاق الحصص التدريبية، حيث توافد عدد معتبر من الشبان الذين أبدوا حماسًا كبيرًا لاكتشاف عالم الملاكمة من بوابة بطل أولمبي سابق و يؤكد المتتبعون أن الجو العام يسوده الانضباط و الجدية كما أن التأطير الفني الدقيق ساهم في خلق بيئة محفزة للتعلم و التطور، حيث أبدى الشباب المشاركون ارتياحهم الكبير لظروف التدريب و يعتبرون وجود رياضي خبير إلى جانبهم دافعًا معنويا قويا للتمسك بأحلامهم و تحقيق ذواتهم رياضيًا، كما أن القاعة التي طالما افتقدتها الولاية باتت اليوم فضاءً حيًا يزرع الأمل في نفوس المتدربين الذين عبّروا عن رغبتهم في مواصلة العمل و الارتقاء بمستواهم.
دعم الإدارة و السلطات ضروري لإنجاح المشروع
رغم البداية المشجعة، إلا أن مشروع إعادة بعث الملاكمة بغليزان يحتاج إلى دعم فعلي من السلطات المحلية و الجهات الوصية حيث أكد الحاج بلخير أن الدولة وفرت له منصب رياضي نخبة و هو ما سمح له بالعودة إلى الميدان لكن المعدات و الدعم المالي يبقيان عامليْن حاسمين لإنجاح المشروع، كما وجه شكره لمدير ديوان مركب زوقاري الطاهر بخدة محمد على توفير القاعة مطالباً بالمزيد من المرافقة كما أن الشبان بدورهم يأملون في تنظيم دورات و مباريات ودية للمزيد من الاحتكاك و هو ما يتطلب تنسيقا أكبر على المستوى المحلي.
الحاج بلخير (مدرب):“أضع خبرتي تحت تصرف الشبان”

عبّر البطل الأولمبي السابق الحاج بلخير عن فخره الكبير بعودته إلى الساحة الرياضية في ولايته الأصلية غليزان مؤكدًا أن هدفه الرئيسي هو إعادة الاعتبار لرياضة الملاكمة التي عانت كثيرًا من الإهمال و قال بلخير: “أضع خبرتي تحت تصرف الشبان و هدفنا إحياء رياضة الملاكمة بغليزان كما أشكر مدير ديوان مركب زوقاري الطاهر بخدة محمد الذي وفر لنا القاعة من أجل الشبان، و يعد بلخير أحد أعمدة الرياضة الجزائرية في تخصص الملاكمة بعدما شرّف غليزان بمشاركته في الألعاب الأولمبية و توّج بعدة ألقاب عربية و إفريقية حيث أن عودته إلى الميدان كمؤطر ضمن منصب رياضي نخبة تعد مكسبًا كبيرًا لشباب المنطقة كما أن التكوين الذي يشرف عليه يسير بخطى ثابتة نحو استعادة مجد الملاكمة الغليزانية.
سطال وائل (ملاكم):“نتعلم يوميا أشياء جديدة”

من جهته تحدث الملاكم الشاب سطال وائل عن الفارق الكبير الذي أحدثه الحاج بلخير منذ بداية الحصص التدريبية مؤكدًا أن كل حصة تعتبر درسا جديدا لهم و قال: “نتعلم يوميا أشياء جديدة و نستفيد من خبرة الحاج نعمل بجد و نشعر بأننا في بيئة محفزة على النجاح” و أضاف سطال أن الأجواء داخل القاعة إيجابية جدا و التوجيهات التقنية التي يقدمها بلخير ساعدتهم على تصحيح العديد من الأخطاء.
بلحاج جلول منصف (ملاكم):“وجود بطل أولمبي معنا يمنحنا الثقة“

أما الملاكم بلحاج جلول منصف فقد عبر عن امتنانه لهذه المبادرة قائلاً: “وجود بطل أولمبي معنا يمنحنا الثقة و نحن مستعدون للعمل بجد، هذا المشروع أعاد الأمل لنا.”و أشار منصف إلى أن عودة الملاكمة إلى غليزان لم تكن ممكنة لولا دعم الحاج بلخير و هو ما يجعلهم أكثر التزاما وحرصا على الاستفادة القصوى من التدريبات.
منديل نذير(ملاكم):“القاعة فتحت لنا الأمل من جديد”

أما الملاكم الصاعد منديل نذير فقد تحدث عن القيمة الرمزية للمكان نفسه حيث قال: “القاعة فتحت لنا الأمل من جديد و نتمنى الاستمرارية، كنا نفتقد الفضاء المناسب و اليوم نحس بأننا في الطريق الصحيح.” و أضاف نذير أن الانضباط في التدريبات جعله يعيد التفكير في أهدافه الرياضية و يتطلع للمشاركة في المنافسات الجهوية ثم الوطنية.
إعداد: نور الدين عطية