الأولىتحقيقات وروبورتاجات

وفاة لوكار تعيد الشكوك حول مصداقية الملفات الطبية السكتة القلبية… القاتل الصامت و صانع المآسي في ملاعب كرة القدم

أعادت وفاة لاعب و قائد مولودية سعيدة لوكار سفيان يوم 25 ديسمبر 2021 بملعب الحبيب بوعقل بوهران خلال مباراة جمعت بين فريقه و جمعية وهران إلى السطح قضية رحيل لاعبين في عمر الزهور جراء تعرضهم لسكتات قلبية، والتي باتت بمثابة القاتل الصامت الذي يحصد الأرواح دون رأفة، ويحول لعبة ممتعة اسمها كرة القدم إلى مصدر للمآسي والألم، فتقلب حياة عائلات بأكملها رأسا على عقب. رحيل لوكار بتلك الطريقة المفجعة ليست الأولى، ولا ينتظر أن تكون الأخيرة في ملاعبنا، وان كان ذلك مرتبطا بالأجل المسمى، وقضاء الله و قدره، لكن ذلك لا يمنعنا عن  تسليط الضوء، وإيجاد مكامن الخلل و محلات التقصير الذي يحول كل توقف لنبضات قلب أي لاعب بمثابة موت حتمي لا مفر منه، دون الأخذ بالأسباب و توفير الإمكانيات اللازمة للتدخل السريع و الناجع في مثل هذه الحالات المعقدة و الخطيرة.

أين الـ200 جهاز صدمة كهربائية الذي وعدت به الفاف؟

وان كان الأطباء و المسعفون الذين تواجدوا بملعب الحبيب بوعقل قد قاموا بكل ما في وسعهم لإنقاذ حياة لاعب مولودية سعيدة سفيان لوكار، إلا أن هناك جانبا آخر من القضية يجب إخراجه من الظل إلى العلن، وهو غياب جهاز الصدمات الكهربائية، أو كما يسميه البعض بمنظم ضربات القلب، والذي لا يتعدى سعره 20 مليون سنتيم، إذ لا يساوي ذلك راتبا شهريا واحدا تدفعه فرق الهواة للاعبيها،  فالاتحادية السابقة بقيادة خير الدين زطشي كان قد أعلنت بعد أحد اجتماعات المكتب الفدرالي المنتهية عهدته عن إطلاق مناقصة وطنية من أجل اقتناء ما لا يقل عن 200 جهاز صدمات كهربائية و توزيعها على مختلف ملاعب الوطن، لاستعمالها في مثل هذه الحالات، لكن عهدة زطشي انقضت، وبدأت حقبة جديدة مع رئيس الفاف الجديد شرف الدين عمارة، وبقيت هذه القرارات حبرا على ورق، وبطبيعة الحال فان نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج.

جهاز بثمن بخس يرفع  نسبة الإنقاذ إلى 80 بالمائة

وكان رئيس اللجنة الطبية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ياسين زرقيني خلال آخر خرجاته الإعلامية قد أكد على أهمية تواجد جهاز الصدمات الكهربائية في كل الملاعب، مشيرا إلى أن استعماله خلال الدقائق الخمسة الأولى من حدوث السكتة القلبية يمكن من الناحية العلمية أن يرفع نسبة عودة القلب للعمل مجددا إلى 80 بالمائة، وهو رقم مهم للغاية، يقلل من حجم المآسي التي تحدث في مباريات كرة القدم في ملاعبنا.

سيارات الإسعاف أضحت مجرد وسيلة نقل..

وما يجب تسليط الضوء عليه بشكل كبير، هو عدم احترام الأندية و القائمين و المشرفين على تنظيم المباريات للبروتوكولات و اللوائح المعمول بها من ناحية توفير سيارات الإسعاف، فخلال المواجهات الرسمية يشترط أن تكون عند مدخل النجدة سيارة إسعاف طبية تابعة لمصلحة الاستعجالات، ومجهزة بكل الوسائل و العتاد من بينها جهاز الصدمات الكهربائية، والأكسجين، والأدوية المستعملة في الإنعاش، بالإضافة إلى تواجد طبيب مختص في التدخل السريع، لكنه و للأسف الشديد كل هذه التعليمات تضرب بشكل متكرر و مستمر عرض الحائط مع كل مباراة و مع كل جولة، وفي معظم الملاعب تتواجد فقط سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية، وهي التي تفتقر لأدنى المعدات و الوسائل الضرورية، ليصبح حالها كحال أي سيارة عادية تستعمل لنقل البضائع.

تلاعبات في الملفات الطبية … إلى أين؟!

ويقودنا كل ما ذكرناه لتسليط الضوء أيضا على جدية و مصداقية الفحوصات الطبية التي يقوم بها اللاعبون قبل بداية الموسم، فالكثير من الشهادات تؤكد بأن هناك تلاعبات بالجملة تقوم بها النوادي في مختلف الأقسام دون حسيب و لا رقيب، وتبقى صحة اللاعبين في آخر اهتمامات رؤساء و مسيري الفرق، فالبعض يلجأ إلى جمع بطاقات تعريف لاعبي الفريق، والتوجه بها إلى أقرب طبيب مختص في أمراض القلب، ومنحه مبلغا من المال من أجل تحرير شهادات طبية تؤكد سلامتهم من دون حضورهم، وخضوعهم لتخطيط القلب، و بقية الاختبارات و التحاليل،  وفي نهاية المطاف وبمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، وبتواطؤ من بعض الأطباء الذين باعوا شرفهم و ضميرهم تزيد نسب حدوث المزيد من المآسي  داخل ملاعب كرة القدم الجزائرية.

9 رياضيين توقف قلبهم خلال شهر ديسمبر فقط

وللتأكيد على خطورة السكتة القلبية، واعتبارها ظاهرة عالمية، فان الإحصائيات تشير إلى تعرض 9 رياضيين من  مختلف دول المعمورة إلى سكتات قلبية أدت إلى وفاتهم، ويتعلق الأمر بكل من:

-اللاعب الجزائري لوكار سفيان

-اللاعب الأمريكي روبي روبر

-اللاعب الكرواتي مارين كاسيتش

-اللاعب العماني مخلد الرقادي

-حارس المرمى المصري أحمد أمين

-المدرب المصري أدهم السلحدار

-الحارس الأندونيسي توفيق رمزي

-مقاتل رياضة الفنون المختلطة المغربي سليمان محمد

-مقاتل الفنون المختلطة الأمريكي جوردان يونغ

إعداد: رامي.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P