صنع أفراح الجزائريين في العشرية السوداء … وداعاً يا عميد الرؤساء… وداعاً حناشي
انتقل إلى رحمة الله الرئيس الأسطوري لنادي شبيبة القبائل وعميد رؤساء النوادي الجزائرية لكرة القدم محند شريف حناشي صباح أمس الجمعة، بالمستشفى العسكري بعين النعجة، عن عمر ناهز 70 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. وعانى فقيد الكرة الجزائرية من مرض تلف الكبد، كما أصيب بفيروس كوفيد 19 مؤخراً، ما جعل حالته الصحية تتدهور، لتفيض روحه لبارئها صباح أمس، ما شكل صدمة كبيرة لعائلة كرة القدم الجزائرية التي بكت حناشي وتذكرت أبرز المواقف البطولية للرئيس الأكثر تتويجاً في الجزائر، كاتباً اسمه بأحرف من ذهب خالص في تاريخ كرة القدم الجزائرية، بعد مسيرة حافلة مع نادي شبيبة القبائل الذي قاده لمعانقة المجد القاري والتربع على عرش كرة القدم الإفريقية والوطنية.
صنع أفراح الجزائريين في عز العشرية السوداء
ويبقى حناشي من الأطراف الفاعلة التي صنعت ربيع “الكناري” على مدار ربع قرن كرئيس، وسنوات طويلة كلاعب ومسير في النادي، كما كانت له بصمته في الظفر بألقاب إفريقية ووطنية نوعية في عز العشرية السوداء، والبداية كانت بكأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس عام 1995، حين قلب المخضرم جمال مناد الموازين في نهائي تابعه جمهور 5 جويلية على الأعصاب، كما تألقت الشبيبة في عهد حناشي، حين فازت 3 مرات بكأس “الكاف” وذلك سنوات 2000 و2001 و2002، في سابقة هي الأولى من نوعها لدى الأندية الجزائرية. وفي الشق المحلي فازت الشبيبة بـ 4 بطولات وطنية، وذلك أعوام 1995 و2004 و2006 ثم 2008، يضاف إلى ذلك كأس الجمهورية في مناسبتين، الأولى كانت عام 1994 وأخرى منذ 6 سنوات، وهي إنجازات نوعية سمحت للشبيبة ببعث الفرحة وسط الأنصار في 10 مناسبات تاريخية.
ترأس الشبيبة سنة 1993 وقادها نحو المجد القاري والوطني
وترأس حناشي الشبيبة في عام 1993، ليكون سادس رئيس بعد كل من عبد القـادر خالف، أومنية حاج آرزقي، بن قاسي، عمر بلحوسين، رشيد باريس. وقد حقق الفريق تحت قيادته 10 ألقاب، 4 كؤوس إفريقية، و4 بطولات وطنية، ولقبان لكأس الجزائر. وعرفت رئاسة حناشي لشبيبة القبائل، مرحلتين فارقتين، المرحلة الأولى تميّزت بالتألق وتحقيق الألقاب والإنجازات على المستوى المحلي والقاري، حينما استهلها بعد عام واحد بالتتويج بكأس الجزائر 1994، ليصل بالفريق إلى مرحلة التوهج بعد سنتين من مجيئه، بتحقيق ثنائية البطولة الوطنية وكأس الكؤوس الإفريقية عام 1995. وظل فريق شبيبة القبائل يزاحم دوما على المراتب الأولى على المستوى المحلي، لكنه تألق بشكل غير مسبوق على المستوى القاري من خلال تحقيقه للثلاثية التاريخية في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أعوام 2000 و2001 و2002.وبعد التألق القاري عاد “الكناري” ليخطف المشعل في البطولة المحلية، وتوّج 3 مرت بطلا للجزائر أعوام 2004 و2006 و2008، فضلا عن تتويجه بكأس الجزائر عام 2011، وهو آخر لقب يحققه الفريق في عهد حناشي، لتبدأ مرحلة جديدة، ميّزتها الإخفاقات والنكبات، حيث تحوّل الفريق إلى مثابة الرجل المريض الذي يلعب كل موسم على تفادي السقوط بعدما كان يلعب على الألقاب والتتويجات.
“تتويجات الشبيبة هي تتويجات الجزائر” و ” الفوز من أجل رفع راية الوطن” تؤكد وطنيته
و يشهد البعيد قبل القريب من موح شريف حناشي وطنيته الكبيرة، و سعيه لرفع راية الجزائر عالياً في مختلف المحافل الدولية، ومن بين المواقف والتصريحات التي تحسب لحناشي، هو تأكيده في كل محفل قاري بأن شبيبة القبائل تمثل الجزائر في المقام الأول، حيث تنصهر حينها حسب قوله كل الجزئيات، حيث ظل يؤكد أن التتويجات القارية هي تتويجات كل الجزائريين و ليس أنصار شبيبة القبائل فقط، و أن الفوز هو فوز الجزائر، حيث ظل يحرص على رفع راية الجزائر عالياً في مختلف التظاهرات، و هذا ما يحسب للرجل الذي كان خاليا من أي نوع من أنواع الجهوية، و تاريخه الكبير يشهد على ذلك.
بمقبرة إيغيل تازارت….حناشي سيوارى الثرى بعد ظهر اليوم
سيوارى رئيس شبيبة القبائل الراحل محند شريف حناشي الثرى، بدشرة إيغيل تازارت بعد صلاة الظهر، ومن المنتظر أن يتم نقل جثمان الراحل اليوم السبت، إلى الأربعاء نايث إيراثن وبالضبط إلى دشرة إيغيل تازارت في حدود الساعة الثامنة صباحا. وفي المقابل يقام العزاء ببيته بالمدينة الجديدة في تيزي وزو، بحيث سيصل جثمانه في حدود الساعة الثانية زوالا، وانتقل حناشي الى رحمة الله بالمستشفى العسكري بعين النعجة.
جراد وخالدي قدّما التعازي لعائلة الفقيد
قدم الوزير الأول عبد العزيز جراد، تعازيه لعائلة الرئيس التاريخي لنادي شبيبة القبائل، المرحوم محند الشريف حناشي، الذي وافته المنية صباح أمس، وورد في رسالة التعزية التي نشرها الوزير الأول عبر صفحته الرسمية في فيسبوك: “رحل عنا وعن الأسرة الرياضية رئيس شبيبة القبائل سابقاً، محند شريف حناشي، رحمه الله، الذي ترك بصماته في تاريخ الكرة الجزائرية لاعباً ثم مسيراً للنادي القبائلي، وقاده إلى إحراز العديد من البطولات الوطنية والألقاب القارية. تعازينا الخالصة إلى أسرة الفقيد، ولكل أنصار الشبيبة، وأدعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان”. ومن جهته، فإن وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي قدّم التعازي هو الآخر لعائلة الفقيد وجماهير شبيبة القبائل، حيث نشر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك:”تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ انتقال الرئيس الأسبق لفريق شبيبة القبائل العريق إلى جوار ربه، وأمام هذا المصاب الجلل، أتقدم بخالص التعازي وأصدق مشاعر المواساة لأسرة الفقيد وأحبته وكل العائلة الكروية والرياضية. برحيل محمد شريف حناشي تفقد كرة القدم الجزائرية واحدا من أبرز أعمدتها الذي أفنى حياته في خدمتها وصنع العديد من الألقاب التي ستخلد اسمه في سجل إنجازات الفريق. وإذ أقاسم عائلة المرحوم وفريق شبيبة القبائل حزنهم على ما ألمّ بهم، فإني أدعو العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عائلة كرة القدم الجزائرية تبكي حناشي
سارعت عائلة كرة القدم الجزائرية لرثاء الفقيد محند شريف حناشي الذي غادر الحياة صباح أمس، كما انتشرت صور المرحوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، و تقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتعازيها الخالصة، وجاء في التعزية : ”بهذا المصاب الجلل يتقدم الرئيس وكل أعضاء الاتحاد بخالص العزاء لعائلة الفقيد، ونادي شبيبة القبائل ولكل الأسرة الكروية الجزائرية”، كما ذرف رئيس الرابطة الوطنية عبد الكريم مدوار الدموع و هو يتحدث عن المرحوم في تصريحات صحفية حيث قال: “حناشي هو الذي أفرح الشعب الجزائري في الأوقات الصعبة وهو رئيس ليس ككل الرؤساء… ربي يرحمو ويوسع عليه”. وأضاف: “حناشي رئيس محترم هو جزء لا يتجزأ من كرة القدم الجزائرية… هو عميد رؤساء الأندية الجزائرية”. وتابع: “ربي يرزق عائلته الصبر والسلوان إن شاء الله وعظم الله أجرهم”. كما تقدمت كل النوادي الجزائرية بتعازيها لعائلة شبيبة القبائل وأسرة المرحوم، بالإضافة إلى عديد لاعبي البطولة الوطنية وكذا اللاعبين الدوليين السابقين، ما يؤكد المكانة التي كان يحظى بها حناشي في قلوب العائلة الكروية الجزائرية.
خليفاوي مصطفى