تحقيقات وروبورتاجات

وفاق مقطع دوز … الوفاق مستمر والنجاح قادم لا محالة

في أول مواسمه ضمن الشرفي، وفاق مقطع دوز يصنع الحدث، يقارع الكبار، ويكتب قصة نجاح استثنائية لم تُكتب بمحض الصدفة، بل بسواعد رجال آمنوا بأن الإصرار لا يعرف المستحيل. لم يكن موسم وفاق مقطع دوز عادياً. لم تكن بدايته مثالية، بل على العكس، تخللها العديد من العراقيل والتعثرات التي كانت كفيلة بإحباط أي فريق حديث العهد. ولكن خلف هذه النتائج كان هناك إصرار صامت، وتحضير دقيق لم يظهر للعلن إلا مع مرور الجولات، حيث بدأ الفريق يستعيد توازنه ويحقق نتائج إيجابية بثبات وصبر حتى أصبح رقما صعبا في معادلة الصعود.

شهادة التميز من الخصوم قبل الأصدقاء

إحتل الوفاق المركز الثالث في ترتيب البطولة برصيد 54 نقطة، بفارق نقطة واحدة فقط عن صاحب المركز الثاني المؤهل للجهوي الثاني، وهو ما يؤكد أن الوفاق لم يكن بعيدًا عن تحقيق إنجاز تاريخي في أول موسم له بالشرفي.الفريق بصم على نتائج باهرة حيث حقق 16 انتصاراً و 6 تعادلات و 4 هزائم فقط بهجوم قوي سجل 48 هدفاً و بدفاع متماسك استقبل 25 هدفاً، أرقام لا تُظهر فقط التوازن، بل تعكس منظومة متكاملة اشتغلت بانضباط واحترافية نادراً ما تُرى في فرق صاعدة حديثًا. رغم حداثة عهده، أجمع معظم متتبعي الشأن الرياضي المحلي، وحتى مدربي الفرق المنافسة، على أن وفاق مقطع دوز هو الفريق الأفضل من حيث التنظيم الداخلي، الانضباط التكتيكي، والأسلوب الجماعي الجذاب. وهذا الاعتراف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل إداري وفني منظم، ودليل على أن الوفاق ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل مشروع رياضي حقيقي يُبنى على أسس متينة.

رئيس الوفاق عمود الفريق

تحية إجلال وتقدير لكل لاعب من لاعبي الوفاق، الذين قدّموا موسماً كبيراً، لم يبخلوا فيه بالعرق، ولم يترددوا في التضحية، حتى في أصعب الظروف. لم تقتصر تضحياتهم على أرضية الميدان، بل امتدت إلى الجوانب المادية، حيث تنازلوا عن منح المباريات في العديد من المناسبات حبًا في الشعار وإيمانًا بالمشروع.لقد كانوا نموذجًا في الانضباط والالتزام، وجسدوا روح الفريق الواحد الذي يقاتل من أجل هدف مشترك. رئيس النادي السيد مختار بن ونان إبراهيم لم يكن مجرد مسيّر، بل كان الأب الروحي للفريق، لا يكلّ ولا يملّ، صامدًا في وجه كل التحديات، مرافقًا للفريق في السراء والضراء، واضعًا مصلحة الوفاق فوق كل اعتبار. لقد قاد السفينة بحكمة وهدوء، وكان حاضراً في كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، وله يعود الفضل في الاستقرار الإداري والتوازن المالي رغم قلة الموارد.

بلعربي مدرب بدرجة صديق وأخ

المدرب بلعربي لم يكتفِ بدوره الفني، بل كان الصدر الحنون للاعبين، والمحفز الدائم في أوقات الشدة. زرع في المجموعة روح الانتصار والثقة بالنفس، وتعامل بحكمة مع كل مرحلة من الموسم. لم يتردد في الدفاع عن لاعبيه داخل وخارج المستطيل الأخضر، وكان قائدًا حقيقيًا لمسيرة الوفاق هذا الموسم.

الجمهور  نبض الفريق

أنصار وفاق مقطع دوز كانوا اللاعب رقم 12 بامتياز. لم يبخلوا بالحضور والدعم، سواء داخل الديار أو خارجها، رافقوا الفريق في كل الظروف، وهتفوا له من الأعماق، وكانوا السند الحقيقي في أحلك الأوقات. لقد صنعوا الفارق في العديد من المباريات، وكانوا مصدر إلهام للاعبين ومصدر خوف للمنافسين. من الإداريين إلى الطاقم الطبي، من مسؤولي العتاد إلى عمال الملعب البلدي، كل هؤلاء الجنود المجهولين كانوا في الموعد، يسهرون على راحة الفريق، ويوفرون له كل شروط النجاح دون ضجيج أو انتظار شكر. لهم كل الامتنان والتقدير، فهم جزء لا يتجزأ من هذه القصة البطولية.

الملعب البلدي حضن الوفاق وبيت جميع الفئات

لا يفوتنا أن نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير لمسيري الملعب البلدي، الذين احتضنوا الفريق بكل فئاته العمرية طيلة الموسم، وحرصوا على جاهزية الملعب، وسهروا على إنجاح كل مقابلات الفريق الرسمية، في صورة مثالية للشراكة بين المرافق الرياضية والنوادي المحلية. نغلق اليوم صفحة موسم رياضي مليء بالدروس والعبر، ونفتح صفحة جديدة عنوانها الطموح، العزيمة، والإصرار على بلوغ الجهوي الثاني. نعد جماهيرنا الوفية، وكل من آمن بمشروعنا، أننا سنعود أقوى، وسنستثمر في هذه التجربة لبناء فريق أكثر صلابة وتنظيماً.النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل أيضًا بالروح التي يُدار بها الفريق، وبالاحترام الذي يحظى به داخل وخارج الملعب. ووفاق مقطع دوز حصد الاحترام، وأثبت أن الطموح لا يحتاج إلى عمر طويل، بل إلى مشروع صادق وإرادة لا تُقهر.

سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى