ألعاب البحر المتوسط 2022الأولى

وهران المتوسطية … مدينة تقع بين تقاليد التاريخ الغني ومواكبة الحداثة

وهران، الباهية، الأسدان، العديد من الأسماء للتعريف بالعاصمة الثانية للجزائر والعاصمة المستقبلية للرياضة المتوسطية. عند الوصول إليها من الشمال، يمد حصن سانتا كروز والتمثال الموجود أعلى كنيسة نوتردام أذرعهم إٕليك كرمز للترحيب. وهران، في المخيلة الجزائرية، تعزز هذه الفكرة الراسخة بأن وهران هي مدينة الرفاهية التي توفرها la Grande Bleue التي تمتد على طول الواجهة البحرية بأكملها. تتجه هذه المدينة بحزم نحو الحداثة من خلال الهندسة المعمارية العصرية لكن لا تنسى جذورها التي تعود إلى ألف عام. وهران الأندلسية، وهران الإسبانية، وهران العثمانية ثم الأوروبية. أخيرا وهران الجزائرية. ذكرى أمة.. كل هذا لقول أن هذه المدينة لها تاريخ طويل يشكل اصالة البحر الأبيض المتوسط. بسبب هذا المزيج الثقافي العميق، ومثل المدن الرئيسية في شمال إفريقيا، تعد وهران مدينة إقليمية متعددة اللغات حيث تختلط فيها اللغات العربية والفرنسية والإسبانية وحتى الأمازيغية بانسجام. حتى أن عبقرية الشعب أوجدت لغة شارع دارجة، حيث نجد فيها كل اللغات المذكورة أعلاه. ثقافيا، وهران مهد ما هو مشهور عالميا: موسيقى الراي، بالإضافة الى الملحون، وهي موسيقى تلامس فيها النصوص الشعرية الحواس. أغنية شعبية لا تنفصل عن ذاكرة وهران الموسيقية. وهران هي كذلك المسرح الذي أشاد به المرحوم علولة. في مجال الطبخ، لا يمكن إنكار طبق الكارنتيكا الشهير، وهو في الأصل الطبق المفضل للمفلسين ويحظى كذلك على تقدير العديد من سكان وهران وهكذا وبفضل جمالها وسحرها، في 27 أوت 2015، في بسكارا بإيطاليا، عرفت الباهية كيفية إغواء أعضاء اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط​​، من خلال الفوز إلى حد كبير بالتصويت الخاص بتعيين المدينة المنظمة في الدورة التاسعة عشرة للألعاب المتوسطية بحصولها على 51 صوتا، مقابل منافستها التونسية صفاقس.

أسامة شعيب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى