حوارات

يحي يوسف (مدرب سريع المحمدية لأقل من 19سنة): “حلم عشته هذا الموسم ولن أنساه ما حييت”

في حوار مطول، فتح لنا المدرب يحي يوسف قلبه وتحدث بكل صراحة وصدق عن مسيرته في عالم التدريب، وعن تفاصيل موسم استثنائي قضاه رفقة فئة أقل من 19 سنة لفريق سريع المحمدية، الذي توّج فيه فريقه بلقب البطولة الجهوية و”البلاي أوف” الجهوي. حديثه تميز بالواقعية والامتنان، وبحلم كبير يسكنه في مستقبل التدريب. إليكم تفاصيل الحوار.

كيف تعرّف جمهورنا الرياضي بشخصك؟

“الاسم الكامل يحي يوسف، من مواليد مدينة المحمدية. حاليًا أعمل كمدرب لفئة أقل من 19 سنة في فريق سريع المحمدية. بدأت رحلتي في عالم التدريب سنة 2017 بعد مسيرة كلاعب مع فرق شبانية، وكانت البداية الحقيقية من بوابة وفاق الصحاورية.”

كيف دخلت عالم التدريب؟ ومن كان له الأثر الأكبر في هذا القرار؟

“دخلت عالم التدريب بدافع الشغف أولًا، ثم بفضل تشجيع شخص مميز في حياتي الكروية وهو عبد القادر خير، الذي كان له أثر بالغ في توجيهي وإلهامي. تعلمت منه الكثير، سواء عندما كنت لاعبًا أو بعد تحولي إلى التدريب. هو من جعلني أؤمن أن التدريب رسالة قبل أن يكون وظيفة.”

حدثنا عن تجربتك كلاعب سابق؟

“كنت ألعب كمهاجم أيسر، وكنت أتمتع بالسرعة والحس التهديفي. لعبت في صفوف أواسط سريع المحمدية، وسجلت العديد من الأهداف التي أفتخر بها. كانت تجربة مهمة صنعت مني شخصًا يعرف خبايا الميدان، وساعدتني كثيرًا عندما تحولت إلى مدرب.”

ما سر التألق اللافت لفريقكم هذا الموسم؟

“السر هو العمل الجماعي والانسجام الكبير بين الطاقم الفني واللاعبين. كنا نشتغل كأسرة واحدة، الكل يحترم دوره. اللاعبون كانوا على قدر المسؤولية، ملتزمين ومنضبطين، وهذا جعلنا نحقق موسمًا مميزًا بكل المقاييس.”

من هو اللاعب الذي فاجأك بأدائه هذا الموسم؟

“بصراحة، كل اللاعبين قدموا موسمًا رائعًا، ولكن اللاعب الذي فاجأني بالفعل هو  بن عيسى محمد المدعو “بابي”. كانت هذه أول تجربة له في مشواره، لكنه أظهر نضجًا كبيرًا، أداءه أذهلني، وكأن له سنوات من الخبرة.”

هل كنت راضيًا عن مستوى التكوين في الفريق؟

“نعم، إلى حد بعيد. مستوى التكوين كان جيدًا ويتماشى مع تطلعاتنا، وهناك مجهودات كبيرة تُبذل من أجل تطوير قدرات اللاعبين. لا أنسى أن أوجه شكرًا خاصًا للمدرب ياسين بن جلول، الذي قدم لي دعمًا كبيرًا وساعدني في الكثير من المحطات.”

هل كان هناك تنسيق بينك وبين مدرب الأكابر خلال الموسم؟

“نعم، تم التنسيق بطريقة جيدة. كان هناك تواصل مستمر مع مدرب الأكابر، خاصة في ما يخص تصعيد بعض اللاعبين، وتبادل المعلومات التقنية حول الأداء. هذه العلاقة ساهمت كثيرًا في خلق نوع من الاستمرارية بين الفئات.”

ما هو طموحك في عالم التدريب؟

“أحلم بأن أصل يومًا إلى تدريب فرق في المستوى العالي، سواء على الصعيد الوطني أو حتى خارج الوطن. أؤمن أن الاجتهاد والعمل الدؤوب يفتحان كل الأبواب. أريد أن أطور نفسي أكثر، وأتعلم من كل تجربة.”

ما هو الدرس الأهم الذي تعلمته هذا الموسم؟

“تعلمت أن النجاح لا يأتي إلا بالتضحية والانضباط. عشت لحظات صعبة وأخرى جميلة، لكنني خرجت منها أقوى. هذا الموسم كان بمثابة حلم تحقق، ولن أنساه طوال حياتي.”

كيف كانت علاقتك باللاعبين؟

“علاقة أخوية. كنت قريبًا مAنهم، أستمع لهم، أوجههم، وأحيانًا أعاقب عند الحاجة. لكن دائمًا بنيت علاقتي معهم على الثقة والاحترام. وبدوري تعلمت منهم الكثير.”

هل واجهت صعوبات خلال الموسم؟

“أكيد، لا يوجد طريق مفروش بالورود. واجهتنا صعوبات تنظيمية أحيانًا، وبعض الظروف الميدانية، لكننا كنا دائمًا نواجهها بالإرادة والعمل الجماعي. دعم الإدارة والمحبين خفف الكثير من تلك التحديات.”

من تود أن توجه له الشكر في نهاية هذا الموسم؟

“أشكر من قلبي كل من ساندنا، وعلى رأسهم الإدارة بقيادة سفيان، الذي كان السند الحقيقي لنا. لم يبخل علينا بشيء، ووقف معنا وقفة رجولية في كل الأوقات. كما لا أنسى الجمهور الوفي، الذي كان دائمًا في الموعد.”

هل هناك مشروع مستقبلي تعمل عليه؟

“نعم، هناك مشروع نشتغل عليه تحضيرًا للموسم المقبل. نأمل أن ينجح وأن يكون في مستوى طموحات الفريق والأنصار. هناك عمل يُبذل في الكواليس وسنعلن عنه قريبًا إن شاء الله.”

ما الرسالة التي توجهها للاعبين بعد هذا الموسم؟

“رسالتي لهم ،أنتم رجال وولاد فاميليا. صنعتم موسمًا استثنائيًا لن يُمحى من الذاكرة. افتخرت بكم في كل لحظة، وأتمنى أن تواصلوا بنفس الروح والاجتهاد، فالمستقبل أمامكم واعد.”

من هو قدوتك في عالم التدريب؟

“هناك الكثير، لكن أعجبني كثيرًا أسلوب دييغو سيميوني في الصرامة والتنظيم، وبيب غوارديولا في الإبداع والمرونة. أما محليًا، فأحترم كثيرًا عبد القادر خير الذي كان قدوتي منذ البداية.”

كلمة أخيرة لجمهور سريع المحمدية؟

“أنتم كنزنا الحقيقي. كنتم معنا في كل لحظة، لم تتخلوا عنا حتى في أصعب الأوقات. محبتكم ودعمكم أعطانا القوة لنواصل ونحقق هذا الإنجاز. من القلب، شكرًا لكم.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى