حوارات

ڨريوة سميرة (رباعة المنتخب الوطني لرفع الأثقال لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة): “أتطلع لرفع الراية الوطنية في فرنسا”

كان لجريدة بولا الرياضية حوار خاص مع رباعة المنتخب الوطني لرفع الأثقال لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ڨريوة سميرة، صاحبة ال38 سنة، التي طالما تألقت في المحافل الإفريقية، العربية و العالمية. ڨريوة سميرة، التي رفعت عاليا الراية الوطنية بإنجازاتها وألقابها، فتحت لنا قلبها وتحدث عن الكثير من النقاط التي تخص مسيرتها الرياضية.

بداية، عرفي نفسك للجمهور الرياضي..

 “بسم الله الرحمن الرحيم، أنا ڨريوة سميرة من مواليد 13 مارس 1984 بولاية قسنطينة. رباعة في الفريق الوطني للاحتياجات الخاصة من 2010 إلى يومنا هذا، وبالتحديد في تخصص رفع الأثقال.”

كيف كانت بداياتك مع رياضة رفع الأثقال؟

 “أحب الرياضة بكل أنواعها، وأعشق تخصص رفع الأثقال. مسيرتي الرياضية بدأت يوم قررت أن أتحدى نفسي كفتاة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، واخترت هذه الرياضة، التي تقريبا كانت موجهة للرجال فقط. بدايتي كانت عام 2010، أتذكر أول يوم ذهبت فيه للقاعة الرياضية في قسنطينة، وقوبلت بالرفض والطرد، ولكن لم أفشل ورجعت في اليوم التالي إلى نفس المكان واستطعت أن أرفع التحدي، حيث تم قبولي بعد إصراري الشديد.”

 

هل تتذكرين أول مشاركة لك في منافسة رسمية؟

 “أول بطولة ومشاركة لي كانت في أول سنواتي الرياضية، أي سنة 2010، أين تم استدعائي للمنتخب الوطني، وهذا من أول مشاركة وطنية.  بعدها تأهلت إلى البطولة العالمية، عقب مشاركتي في البطولة المغاربية المفتوحة، أين تحصلت على المرتبة الثانية. هنا كانت بداية مشواري الرياضي في المنتخب الوطني.”

ما هي الصعوبات التي واجهتيها في بداية مسيرتك الرياضية؟

 ” كانت بداية صعبة نوعا ما، خاصة فيما يخص التنقل من مكان إقامتي إلى مكان التدريب، و التي تبتعد بحوالي 20 كلم. عائلتي وصديقتي هما أول من وقفا إلى جانبي وقدموا لي الدعم اللازم.”

حديثنا عن أبرز الألقاب التي تحصلت عليها؟

 ” لقد فزت بعدت بطولات عالمية وتحصلت على عدة ألقاب و مراتب مشرفة، بداية من لقب بطلة إفريقيا في 2015 في الألعاب الإفريقية. كما رشحت كأول رياضية من ذوي الاحتياجات الخاصة في تخصصي تتأهل إلى الألعاب الشبه أولمبية في البرازيل سنة 2016 أين تحصلت على المرتبة السادسة. بعدها تركت بصمتي في عدة بطولات عالمية وكنت دائما ما أتواجد في المرتبة الرابعة أو الخامسة. كما حصلت أيضا على المرتبة الثانية في كأس العالم سنة 2019. تأهلت للألعاب الشبه أولمبية لثاني مرة في مسيرتي سنة 2020 بطوكيو أين تحصلت على المرتبة الرابعة. بعدها مباشرة كانت لي مشاركة مشرفة ببطولة العالم التي حرمت فيها من الميدالية البرونزية بسبب الظلم التحكيمي، في سنة 2022 شاركت في البطولة الإفريقية المفتوحة التي أقيمت في مصر مؤخرا، أين تحصلت على ميداليتين ذهبيتين في الفردي والمجموع وفضيتين في الفردي والمفتوح. وبعد شهر تحصلت على الميدالية الذهبية في ألعاب العالم التي أقيمت في البرتغال.”

ما هو اللقب الغالي في مسيرتك الرياضية؟

“كل الألقاب التي حققتها عزيزة على قلبي. فكل لقب يعني لي الكثير، وكل بطولة تذكرني بمدى صعوبة مسيرتي الرياضية من معاناة وإصابات التي كنت أتفوق عليها بنفسي وبإرادتي.”

ما هي أهدافك المستقبلية؟

“أنا الآن بصدد التحضير للمشاركة في تصفيات بطولة العالم سنة 2023 التي ستقام هذا الشهر بدبي. التي تقام هذا الشهر والمؤهلة إلى بطولة العالم والألعاب شبه الأولمبية بباريس 2024. الطموح والرغبة يجعلك تعملين بجد من أجل رفع العلم الجزائري في فرنسا. هذا أكبر شيء يحفزني من أجل الوصول لتحقيقه، خاصة إذا تلقيت الدعم اللازم من كل الجهات المعنية.”

ما الذي يحول ضد بلوغ أهدافك؟

“الإرادة، المثابرة، حب العمل والسعي وراء تحقيق أهدافك لا يكفي من دون مساعدة ودعم وتوفر كل المتطلبات الرياضية والصحية للرياضيين. فكل هذه عوامل تساعد على النجاح والتطور خاصة في رياضة رفع الأثقال. فالمستوى العالي يتطلب الكثير والكثير. فالدعم المعنوي وحده لا يكفي، فالجانب المادي يلعب دور كبيرا في نجاح أي رياضي، مثل تهيئة أماكن ومراكز التدريب، خاصة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة. فكما تعلمون، فإن رياضة رفع الأثقال لدوي الاحتياجات الخاصة تعتبر من أصعب الرياضات. أتمنى من الجميع الالتفاف بأصحاب ذوي الهمم، ودعمهم ماديا ومعنويا من أجل تشريف الراية الوطنية إن شاء الله.”

هل لديك رسالة معينة إلى جهة معينة؟

“رسالتي إلى السلطات الوصية التي أطالبهم من خلالها بالارتقاء بالرياضيين من فئة ذوي الهمم. فالدعم المعنوي لا يكفي ونحتاج إلى الدعم المادي. فالرياضيين من فئة ذوي الهمم ذاقوا النجاح وعرفوا ما معنى الوصول لأعلى المراتب، وأصبحوا واعيين بمسؤولياتهم، بل باتوا مثالا يحتذي به في الصبر، المثابرة، القوة والعزيمة. كما رسخنا في أذهاننا تشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية.”

كلمة أخيرة..

“أشكر كل من ساعدني وساندني من قريب أو بعيد. كما أقدم من هذا المنبر كل الشكر والتقدير والعرفان لمدربي القدير، بن عطاء محمد صلاح الذي ضحى معي كثيرا من أجل الوصول إلى أعلى المراتب.  شكرا جزيلا لجريدة بولا الرياضية على هذا الاهتمام، وتحياتي لقرائها الأوفياء.”

حاورها: نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى