وداد تلمسان … موسم للنسيان
هو واحد من بين المواسم الصعبة التي عاشها فريق وداد تلمسان في تاريخه ، فبعد سبع سنوات من الغياب عن حظيرة الكبار والتي عاد إليها مع بداية الموسم المنقضي ، وجد فريق الزيانيين نفسه يتخبط في مشاكل عديدة كادت أن تعصف به إلى القسم الأدنى ،والدليل أنه استطاع أن ينجو من شبح النزول إلى الرابطة الثانية للهواة بشق الأنفس ،حيث ظل ينتظر بفارغ الصبر اللقاء الذي جرى ببشار بين الشبيبة المحلية و ضيفها جمعية عين مليلة ، حتى يعرف إذا ما كان سيواصل لموسم إضافي على الأقل ضمن حظيرة الكبار أو العكس، كون أن الفوز على وفاق سطيف لم يكن كافيا وحده ،وهو ما يعكس معاناة كبيرة عاشها ممثل الولاية الـ 13 ،بعدما كان في سابق عهده من بين الفرق التي يحسب لها ألف حساب ليتقهقر في المواسم الأخيرة بسبب المشاكل المادية وسوء التسيير .
نتائج متذبذبة سجلها الفريق
وبتحليل مشوار الفريق خلال هذا الموسم ،فإن المتتبع يقف على ضعف النتائج المسجلة من طرف تشكيلة الوداد التي ضيعت العديد من النقاط داخل الديار مما جعلها تنهي البطولة في المركز 16 برصيد 45 ،وهو الأمر الذي كاد أن يعصف بالفريق إلى القسم الثاني لولا نزاهة فريق شبيبة الساورة التي كان لها الفضل الكبير في بقاء الزرقاء بعد إطاحتها بجمعية عين مليلة الذي غادر الرابطة المحترفة الأولى .
سجل 12 انتصارا
وبالحديث عن نتائج الفريق المحققة خلال الموسم المنقضي فقد تمكن من تسجيل 12 انتصارا، 4 انتصارات منها كانت خارج القواعد حين أطاح بالجار اتحاد سيدي بلعباس في مرحلة الذهاب وهي المباراة التي استفاق فيها الوداد بعد عدة جولات من السبات، ليطيح بعدها بكل من جمعية عين مليلة، شبيبة سكيكدة وشباب أهلي البرج.
…مقابل 9 تعدلات
وفي مقابل هذا فإن الوداد قد حقق 9 تعادلات ، 6 منها جاءت داخل أسوار ملعب العقيد لطفي حيث كانت بمثابة الانهزامات التي عقدت من مهمته وهي النقاط التي ندم عليها في نهاية الموسم .
تلقى 17 هزيمة
ولعل الحظ الأوفر في مشوار الوداد كان للهزائم ،حيث انقاد الوداد إلى تلقي 17 انهزاما، وهو ما جعله يعتبر بمثابة واحد من أكثر الفرق تعرّضا للخسارة بعد الرباعي النازل إلى الدرجة الثانية.
سجل40 هدفا في مقابل تلقيه لـ 46 هدفا
وبالنظر إلى عدد الهزائم في مقابل الانتصارات استطاع أبناء عاصمة الزيانيين أن يسجّلوا 40 هدفا، غير أن القاطرة الخلفية تلقت 46 هدفا.
ضيع 27 نقطة داخل الديار
ولعل النقطة التي جعلت الفريق يقترب من السقوط هو تضييعه للعدد الهائل من النقاط ،لو حافظ عليها كان بإمكانه ضمان البقاء بأريحية حيث ضيع الفريق 27 نقطة داخل الديار مما جعله يصنف رابع أسوأ الفرق داخل الديار بجمعه لـ 30 نقطة فقط من أصل 57 ممكنة.
الإضرابات ضرّت الفريق
ومن أبرز الأسباب التي تفسر ضعف نتائج الفريق ،هي الإضرابات التي كان لاعبو الوداد يشنونها في كل مرة احتجاجا على مستحقاتهم المالية ، والدليل الإضراب الأخير الذي دام أكثر من ثلاثة أسابيع خلال فترة توقف البطولة وهو ما عاد بالسلب على الجانب البدني للتشكيلة الأمر الذي ظهر جليا خلال كل لقاءات مرحلة الذهاب رغم محاولات الطاقم الفني تعديل ما يمكن تعديله .
ثلاث مدربين تداولوا على العارضة الفنية
هذا وتداول على قيادة العارضة الفنية 3 مدربين هذا الموسم، حيث كانت البداية مع عزيز عباس الذي غادر الفريق في الجولة السابعة بعد سلسلة من النتائج السلبية ، ليواصل مساعده يادل جواد المهمة في الجولتين الـ 8 والتاسعة أين تعثر بتلمسان أمام جياسكا ، وعاد بفوز ثمين من سيدي بلعباس في الجولة التاسعة ليتولى بعدها جمال بن شاذلي العارضة الفنية في المباراة التي أطاح فيها بمولودية العاصمة قبل أن يغادر في مرحلة العودة بعد المشاكل التي عرفها الفريق رغم النتائج التي سجلها ، ليقوم عمراني بدور المنقذ بعد الجولة 21.
عمراني نفذ مهمته بنجاح
وعلى الرغم من صعوبة الاوضاع التي تولى فيها العارضة الفنية وهو ما جعله يلوح بالاستقالة في عدة مناسبات ،إلا أن المدرب عمراني قد نجح في المهمة التي جاء من أجلها
حيث تمكن من قيادة الوداد للوصول إلى الهدف الرئيسي، بعد أن قاده نحو تحقيق 8 انتصارات، مقابل الانهزام في نفس العدد، ولعل النقطة الإيجابية في مشوار الوداد هو أنه استطاع أن يطيح بثلاثي مقدمة الترتيب شباب بلوزداد، وفاق سطيف وشبيبة الساورة داخل القواعد، وهذا ما عجزت عنه حتى بعض الفرق التي تتواجد أعلى سلم الترتيب.
… وغادر مرفوع الرأس
وبعد تحقيقه البقاء رغم صعوبة المهمة والمشاكل العديدة التي اعترضت طريقه ،أكد ابن الفريق عبد القادر عمراني في ندوة صحفية عقدها نهاية الأسبوع أنه قد غادر الفريق رسميا ،وبهذا يكون الكوتش قد نفذ المهمة بنجاح وكتب اسمه في سجل تاريخ الزرقاء مرة أخرى بأحرف من ذهب كيف، لا وأنه أنقذ الوداد في الوقت الذي نفر منه بعض المدربين ،وتخلى عنه المحيطون ،حيث عاد لبيته وقد قبل مهمة انتحارية ،نفذها بنجاح، زيادة على أنه لم يشترط مبالغ مالية نظيرها ،وهو المعروف الذي لن ينسى على مر التاريخ .
الفريق مهدد بهجرة جماعية
وعلى الرغم من تحقيقه البقاء إلا أن فرحة محبي الزرقاء لم تكتمل ،وذلك بما أنهم يعلمون أن مستقبل الوداد لن يكون أفضل حال من الموسم المنقضي ،حيث أنه مقبل على هجرة جماعية ،فبالإضافة إلى العناصر التي انتهت عقودها وأمضت في فرق أخرى قبل نهاية الموسم ،فهناك الكثير من العناصر التي باتت على وشك الرحيل ،وذلك بعدما أودعت شكوى لدى لجنة المنازعات بسبب المستحقات العالقة ،حيث تشير الأصداء أن أكثر من 12 لاعبا قام بهذا الإجراء ،وهو ما يرجح إمكانية تسريحهم من طرف اللجنة ،خاصة وأنهم لم يتلقوا رواتبهم طيلة 7 أشهر. مقابل هذا فإن الفريق لن يقدر على القيام بعملية الانتدابات إلا في حالة تسديده لـ 2مليار و 200 مليون ،وهي الديون المتعلقة بمستحقات خماسي الموسم الماضي بورحلة وبن شريفة وبلحمري بوفليح والحاج بوقاش ، الذي كسب قضيته ضد الوداد لدى لجنة المنازعات زيادة على ديون المدرب السابق عزيز عباس المقدرة ب300 مليون سنتيم .
ياسين