الأولىتحقيقات وروبورتاجات

” الفيفا” يُسقط أحمد أحمد بالضربة القاضية …الملغاشي يعكس حجم الفساد داخل أعلى هيئة كروية قارية

أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم عن أن الغرفة القضائية للجنة الأخلاق بالاتحاد قررت معاقبة أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الملغاشي أحمد أحمد بالإيقاف لمدة خمس سنوات عن ممارسة جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم ،حيث أشار البيان إلى أن التحقيق يتعلق بسلوك السيد أحمد أحمد في منصبه كرئيس للاتحاد الإفريقي خلال الفترة من 2017 إلى 2019، فيما يخص قضايا الحوكمة المتعلقة بالكاف بما في ذلك تنظيم وتمويل حج العمرة إلى مكة ومشاركته في تعاملات الإتحاد الإفريقي مع شركة المعدات الرياضية “تاكتيكال” وأنشطة أخرى . كما جاء أيضاء في البيان “بعد جلسة استماع مطولة قضت الغرفة القضائية بناءً على المعلومات التي جمعتها غرفة التحقيق بأن أحمد أحمد قد أخل بواجب الولاء وقدم الهدايا والمزايا الأخرى وأساء إدارة الأموال وأساء استغلال منصبه كرئيس للكاف وفقًا لمدونة فيفا للأخلاقيات .ونتيجة لذلك وجدت الغرفة القضائية أن أحمد قد انتهك المواد 15 و 20 و 25 من الإصدار الحالي من مدونة الفيفا للأخلاقيات وكذلك المادة 28 من نسخة 2018، ومعاقبته بمنعه من جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم إداريًا أو رياضيًا أو أي نشاط آخر على المستويين الوطني والدولي لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى تغريمه غرامة قدرها 200 ألف فرنك سويسري ،حيث أكد الفيفا في بيانه أنه تم إخطار رئيس “الكاف” بالقرار وهو التاريخ الذي يدخل فيه الحظر حيز التنفيذ.

شبهات مالية في التعاقد مع شركة ” تاكتيكال” الفرنسية كانت سببا للإطاحة بالملغاشي

وتعود فصول القضية التي أطاحت بالملغاشي أحمد أحمد إلى ديسمبر من سنة 2017، عندما ألغى الـكاف طلبا بقيمة مالية كبيرة من شركة “بوما” الألمانية للملابس الرياضية وتقدم بطلب آخر بديل إلى شركة “تاكتيكال ستيل” الفرنسية بقيمة مالية أقل  مع خصم يصل لنسبة 60 في المئة على اتفاق الشركة الألمانية، وهو ما أثار جدلا كبيرا داخل أروقة الجهاز الكروي القاري، كما تساءل الراحل المصري عمر فهمي، السكرتير العام السابق، عن خبايا هذه العلاقة الجديدة، حينئذ كان الكاف قد قرر التحول إلى معدات رياضية مختلفة عبر مصدر جديد يعتبر مغمورا لدى القائمين على الشأن الكروي القاري، حيث تفاجأ البعض من اقتناء المنتوجات عبر طرف ثالث بدلا من التعاقد مباشرة مع شركات تصنيع كبرى لمعدات رياضية كما كان يحدث بانتظام قبل سنة 2017، حين تولى الملغاشي أحمد أحمد الرئاسة.

كل شيء بدأ يتضح خلال كأس إفريقيا للمحليين بالمغرب

تداعيات الفساد الذي فاح من علاقة أحمد أحمد مع الشركة المذكورة ظهرت خلال بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين “الشأن” الذي احتضنها المغرب سنة 2018، حيث أظهرت بعض الوثائق المسربة إلى أن الاتفاق مع شركة “بوما” كان على شراء أكثر من 15 ألف منتج، فيما كان الاتفاق مع شركة “تاكتيكال ستيل” على شراء نحو 22 ألف منتج في الوقت الذي صرح فيه أحمد أحمد لموقع عالمي شهير  أن “اتفاق بوما كان على شراء 13,378 من المنتجات غير الموسومة بعلامات الشركة المصنعة وأن اتفاق تاكتيكال ستيل كان على شراء 35,460 من المنتجات الموسومة” ،حيث أن ورطة أحمد أحمد، زادت حدتها بعد دق مقربين من إدارة الـكاف لناقوس الخطر، مما دفع إلى تعميق البحث والتحقيقات في بعض المعاملات المالية، خاصة مع بروز اتهامات باستغلال العلاقات الشخصية بين الملغاشي أحمد أحمد وإدارة الشركة المتخصص في تجهيز الصالات الرياضية، التي تتخد منطقة “لاسين سور مير”، على مقربة من تولون جنوبي فرنسا مقرا لها.

سلفه الكاميروني عيسى حياتو غادر من نفس الباب في وقت سابق

وكان الكاميروني عيسى حياتو قد تولى منصب رئيس الاتحاد الإفريقي لمدة 30 عامًا وثبت تورطه مع اثنين من أعضاء “فيفا” في قضية فساد والحصول علي رشاوى من وكالة اتصالات متخصصة في التسويق الرياضي لبيع الحقوق الحصرية لكأس العالم ،وتتعلق هذه الوثائق الخاصة بالمؤسسة بـ157 دفعة غير قانونية في الفترة الممتدة بين 1989-1999، بقيمة 100 مليون دولار ،حيث تورط عيسى حياتو في الكثير من قضايا الفساد سواء ماليًا أو إداريًا خلال فترة رئاسته للاتحاد الإفريقي كذلك تم اتهامه بالفساد فيما يتعلق بملف استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، تقديم الهدايا والمال لدعم ترشيح قطر لاستضافة المونديالو .وفي مارس 2017، أحال النائب العام المصري “حياتو”، للمحكمة الاقتصادية، بتهمة مخالفة قانون المنافسة المصري بشأن حقوق بث البطولات القارية.

ملف ترشحه لعهدة جديدة يسقط في الماء

وتأتي العقوبة المسلطة على أحمد أحمد لتمنعه من الترشح لولاية ثانية على رأس الهيكل المشرف على الكرة الإفريقية، مثلما كان يخطط قبل ثبوت المخالفات المنسوبة إليه، وكان المسؤول الملغاشي قام، في وقت سابق بتقديم أوراق ترشحه، بعد أن نجح في الحصول على دعم واسع من قبل معظم رؤساء الاتحادات المحلية في القارة السمراء.

رئاسة “الكاف” تنحصر بين هذا الرباعي

وباتت المنافسة على رئاسة “الكاف” منحصرة بين الرباعي المكون من باتريس موتسيبيه رئيس نادي صنداونز الجنوب إفريقي، وأحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، فضلا عن جاك أنوما عضو المكتب التنفيذي السابق للاتحادين الإفريقي والدولي، وأوجستين سينجور رئيس الاتحاد السنغالي للعبة، وكل منهم لديه حظوظه لخلافة أحمد أحمد الذي لم يعمر طويلا لخلافته عيسى حياتو.

نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P