الأولىحوارات

الإعلامي مصطفى فؤاد بوعزة:  “نجاح الألعاب سيكون ضربة موجعة لمن كان يشكك في قدرات الجزائر “

بعد انطلاق العد التنازلي لألعاب البحر المتوسط المزمع تنظيمها بوهران من 25 جوان إلى غاية 06 جويلية، ستخصص جريدة بولا هذه الصفحات لهذه الألعاب التي تكتسي من الأهمية، ليس من الجانب الرياضي فقط، بل في كل الجوانب، ما يجعل كل القطاعات، الإعلامية منها، تنتفض في سبيل انجاح التنظيم و إظهار وهران و الجزائر في أحسن صورة ممكنة..

في البداية نود من ضيفنا الكريم التعريف بنفسه..

” الصلاة والسلام على رسول الله. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد طب القلوب و دوائها و نور الأبصار و ضيائها و عافية الأبدان و شفائها. أما بعد، أوجه تحية أخوية لكل الزملاء العاملين بجريدة بولا و التي أصبحت علامة مميزة و إضافة نوعية للساحة الإعلامية الرياضية الهادفة.  بوعزة مصطفى فؤاد إعلامي  من ولاية وهران “.

كيف حالك استاذ فؤاد؟ 

” نحمد الله و نشكره ما دام في القلب نبض و في العقل فكر و في البدن روح و في الجسد صحة و ما دامت الجزائر بخير نحمد الله “.

متى كانت أولى خطواتك في الإعلام؟

“طبعا خطواتي في مجال الإعلام اعتقد انها بدأت منذ أن وطأت قدماي قسم الإعلام والاتصال بجامعة وهران سنة 1999 آنذاك كان القسم حديث النشأة بوهران بعدما كان كل من يريد أن يدرس الإعلام مجبرا للتنقل إلى غاية العاصمة الجزائر. فأعتقد أنى كنت من بين المحظوظين الذين تزامن حصولهم على شهادة البكالوريا مع تدشين هذا التخصص بوهران. فكانت دفعتي أعتقد هي ثاني دفعة أو ثالث دفعة على مستوى الولاية. وبالتالي كان القسم جهوي يستقطب العديد من الطلبة من مختلف الولايات. فكانت لي رغبة جامحة في ولوج عالم الصحافة من بابه الواسع. بعد الدراسة الأكاديمية وبعد تحصلي على شهادة ليسانس في الإعلام والاتصال شهر جويلية من سنة2004 التحقت مباشرة بصفوف الجيش الوطني الشعبي في سبتمبر من ذات السنة. وتعمدت أن أذكر هذا الحدث الهام والمحطة الفاصلة لأني اعتبرها أولى مراحل حياتي المهنية التي اكتسبت من خلالها ثقة بالنفس وقدرة على تحمل المسؤوليات والتعامل مع مختلف العقليات باعتبار أنه تم اختياري حسب التخصص لأكون أستاذا بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال لمادة تقنية الاتصال في إطار الخدمة العسكرية. ما جعلني اقفز خطوات عملاقة واكتسب الثقة اللازمة وبعدها التحقت بديوان ولاية وهران سنة 2007 وإلى غاية 2009 بخلية الإعلام والاتصال. من خلال هذه التجربة الرائعة اكتشفت العمل الإداري مع الاحتكاك بإطارات ذات كفاءة ومسؤولية كما كنت اتعامل مع أصدقائي وزملائي الصحفيين من زاوية مختلفة غير أني سرعان ما اكتشفت ان العمل الصحفي يتطلب النزول إلى الميدان انطلاقا من رغبة جامعة في الخوض في تجربة جديدة وتحدي جديد وكنت أتوق دائما إلى رفع التحديات والخوض في تجارب جديدة “.

ماهي الوسائل الإعلامية التي عملت بها منذ بدايتك؟ 

“كان لي شرف تقديم حصة دينية بالمؤسسة العمومية للتلفزيون في شهر رمضان من سنة 2013 بعنوان الطريق إلى الله. بعد إجراء كاستينغ تحصلت من خلاله على المرتبة الأولى. هي محطة أعتبرها من أهم المحطات التي عشتها باعتبار أني اكتسبت من خلال البرنامج جمهورا رائعا كان يشجعني ويدفعني نحو تقديم الأفضل. وبما أن الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، في أواخر سنة2013 التحقت بمجمع الشروق أين وجدت كل الدعم والترحاب آنذاك “.

هل مهنة الصحافة صعبة؟ 

“في ردي على سؤالكم حول صعوبة مهنة الصحافة، أعتقد أن الإجابة واضحة باعتبار أنها مهنة المتاعب و مهنة الميادين و كل ذلك ينجم عنه احتكاك يومي بالمسؤول و المواطن على حد سواء. أما الصحفي الذكي فأعتقد أنه هو الذي يتميز بالحيادية والموضوعية ويبتعد عن الذاتية في معالجة الأخبار والمواضيع، بذلك سينال احترام الجميع. لكن مهما يكن المهنة من متاعب فمن وجهتي نظري الخاصة المتاعب في سبيل بناء الجزائر أعتبرها شخصيا راحة بال وفي سبيل أبناء وطني أعتبرها دعاء صادق وصدقة جارية. وكما يقول الشعر بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وإن ضنوا على كرام “.

انت عشت أولى مراحل الصحافة المستقلة بعد التعددية كيف كان ذلك؟

“أعتقد أن التعددية الإعلامية هي مفتاح تطور و إزدهار الأمم باعتبار أن الإعلام الخاص و خاصة في الجزائر هي حلقة وصل بين المسؤول و المواطن المتواجد في أماكن الظل التي تحدث عنها مؤخرا رئيس الجمهورية السيد تبون. وبالتالي الإعلام المستقل كان له دور كبير في تنوير الرأي العام ونقل انشغالات المواطنين، كما يعتبر شريك أساسي للدولة في تحقيق التنمية و تحقيق الأمن و الاستقرار و محاربة الآفات الاجتماعية بمختلف أشكالها، غير أن الإعلام المستقل يحتاج إلى قوانين تحدد مسؤولياته و تكفل له حقوقه”.

ما هو أصعب موقف عشته خلال تغطيتك لأهم الأحداث؟

“أعتقد أن كل من يمتهن الصحافة إلا و هو معرض لعديد المواقف المحرجة و الصعبة، و لكن أعتقد أن المواقف الصعبة لا تتعلق بالمضايقات بل هي ما تعلقت بظروف قاهرة يعيشها المواطن فتجد نفسك تغطيها بألم شديد. فأعتبر أن كل ما يتعلق بالسكن والأمراض والفقر ومختلف الظروف الاجتماعية الأخرى تترك أثرا بليغا ولهذا لا أريد أن أخصص بل هناك العشرات من الأمثلة التي تجعلني أتألم لمواقف اشتغلت عليها وتأسفت لوجودها في بلد مثل الجزائر “.

سنوات من العمل ماذا قدم لك الإعلام؟ 

“أعتقد أن الصحافة هي شغف قبل تكون مهنة. فبعد تجربة دامت أكثر من 18 سنة، أكبر إضافة في مساري المهني هي حب وتقدير الناس الذين يتواصلون معي وأتواصل معهم يوميا تشجيعا لي لتقديم الأفضل إن شاء الله “.

غبت عن الساحة الإعلامية منذ سنة ما سبب ذلك؟

“فيما يخص غيابي عن الساحة الإعلامية، فهو ظرفي وأعتبره نقطة تحول في مساري المهني الذي يشارف على العقدين من الزمن. لكن أعتقد أن الساحة الإعلامية بمكوناتها الحالية، أقصد بذلك التأطير الفعلي البشري لم يعد يقدم لي الإضافة في المجال. فباستثناء بعض الوجوه الإعلامية التي أكن لها كل الاحترام والتقدير أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له والتي شوهت وسممت المشهد الإعلامي خاصة على مستوى ولاية وهران وأضحت تسيئ إلى المهنة بتصرفات لا تليق بمهنة كان يفترض أن تكون بمثابة همزة وصل بين المسؤول والمواطن وتوجه الرأي العام بكل موضوعية وأمانة. الأمر الذي حاز في نفسي كثيرا ما دفعني إلى الانسحاب بعد أن أصبحت الحقوق مهضومة، أما الواجبات فأصبحت في خبر كان وتحولت المادة الإعلامية إلى تصفية حسابات شخصية بتوصيات أو بغير توصيات فتحول المشهد الإعلامي إلى مرتع للدخلاء باستثناء بعض العناوين والصحفيين الذين يحافظون على كرامة المهنة وتأنيب الضمير خدمة للوطن والمواطن “.

حدثنا عن قناتك باليوتوب؟

“إرتأيت في هذا الضرف أن أقوم بخطوة أخرى  في مساري المهني المتواضع بإنشاء  قناة خاصة على اليوتيوب تحمل إسم الإعلامي فؤاد بوعزة و التي أحاول من خلالها أن أقدم مادة إعلامية مميزة و هادفة بكل أمانة و موضوعية تراعي الحساسيات و تراعي قيم و مبادئ المجتمع فأردت من خلالها أن أستثمر في تجربتي الإعلامية بتقديم برامج متنوعة كنت أقدمها من قبل في بعض القنوات التلفزيونية و التي حققت نسبة مشاهدة عالية و الحمد لله. الأمر الذي شجعني لمواصلة المسيرة و التوجه نحو الإعلام البديل لمواكبة التطورات التكنولوجية و مسايرة العصر دون التنازل عن قيمنا الوطنية و الدينية “.

هل ستكون لك قناة إلكترونية في المستقبل؟

“أعتقد أن الحديث عن قناة إلكترونية أمر سابق عن أوانه لأن الأمر يتطلب إمكانيات مادية وترخيص من السلطات. لكن مسافة المائة ميل تبدأ بالخطوة الواحدة اما الطموح فيبقى مشروع و الإحتمالات واردة ما دام الشغف بمهنة الصحافة ساريا في العروق “.

ماهي أجمل واسوأ ذكرى لك؟

“أعتبر أن أجمل ذكرى في حياتي المهنية هي ولوجي مجال التقديم التلفزيوني من بوابة التلفزيون العمومي بمحطة وهران سنة 2013 بعد نجاحي في اجتياز الكاستينغ والحصول على شرف تقديم برنامج ديني يحمل عنوان ” الطريق إلى الله ” والذي كان يبث في شهر رمضان المبارك، أما أسوء ذكرى في مساري المهني هي وفاة الرئيس المدير العام لمجمع الشروق الأستاذ علي فضيل والتي جاءت بعد ارتدادات كبيرة عاشها مجمع الشروق والذي كنت أنتمي إلى عائلته الكبيرة لمدة سبع سنوات كاملة. فرحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته “.

ماهي رياضتك المفضلة؟ 

“الرياضة المفضلة التي أهوى ممارستها و مشاهدتها هي كرة القدم. غير أني فقدت شهية مشاهدة مباريات البطولة المحلية لعدة اعتبارات ناهيك عن المستوى الباهت الذي أصبحنا نشاهده والفضائح الكثيرة. أكتفي حاليا بمشاهدة مباريات المنتخب الوطني وبعض البطولات الأوروبية “.

من هو لاعبك المفضل؟ محليا  وعالميا …

“عندما يتعلق الأمر باختيار أفضل لاعب في البطولة الوطنية، أعتبر ذلك أصعب مهمة لأن المستوى متقارب جدا و لا أرى أن هناك لاعبا يصنع التميز و الاستثناء. أما على مر التاريخ فأعتبر أن لخضر بلومي يعتبر واحدا من أحسن ما أنجبت الكرة الجزائري بفنياته التي لا يزال يبدع بها في مختلف المناسبات والدورات الكروية. عالميا فتنقسم الإجابة إلى شطرين، فالشق العاطفي يميل الى رياض محرز الذي أصبح علامة فارقة ومميزة في البريمرليغ الانجليزية، أما الشطر الثاني فأعتقد أن مسيرة رونالدو بعد 36 سنة من العطاء هي أحسن مثال وأجمل قدوة للشباب عندما يتعلق الأمر بالانضباط فالأمر لا يتعلق بالتاريخ والموهبة بقدر ما يتعلق بالعمل والنجاح لتصبح قدوة لغيرك وهو ما حققه رونالدو دون غيره “.

سبق وأن احتضنت وهران تظاهرات رياضية في الماضي. كيف تقيم ذاك؟ 

“لا يختلف أن وهران تعتبر عاصمة الغرب الجزائري فهي العاصمة الاقتصادية والسياحية كما تعتبر الوجهة المفضلة للكثير من الجزائريين. إحتضان وهران لبعض الأحداث الرياضية لم تكن في مستوى ولاية بحجم وهران التي تزخر بمقومات كبيرة على مختلف الأصعدة. كما أن التغطيات الإعلامية لم تعطي الوجه المشرف ولم تقدم الإضافة للمدينة وحتى للأحداث الرياضية التي أقيمت على مستوى إقليم الولاية”.

وهران على أبواب احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط هذه الصائفة.. في رأيك هل هي جاهزة؟

“تعتبر ألعاب البحر الأبيض المتوسط ثاني تظاهرة رياضية كبرى ستحتضنها الجزائر بعد كأس أمم أفريقيا سنة1990. هي مناسبة كبيرة لإعطاء صورة مغايرة وتقديم الوجه الحقيقي للجزائر. أما اختيار مدينة وهران لاحتضان هذا الحدث فيعود إلى عدة ارتباطات لما تزخر به المدينة من مقومات طبيعية وهياكل قاعدية، تضاف إليها حسن الضيافة التي يتميز بها سكان الولاية. أما فيما يخص الهياكل الجديدة التي استفادت منها وهران فهي إضافة نوعية ستعود بالفائدة على الشباب للرقي بمختلف الرياضات ومحاربة مختلف الآفات الإجتماعية من خلال الحث على ممارسة الرياضة والاستعداد الجيد لمختلف المحطات الرياضية المقبلة الإقليمية والدولية. أجزم أن الألعاب المتوسطية في طبعتها 19و التي ستقام بمدينة وهران ستعكس الوجه الحقيقي الجزائر كوجهة سياحية ومنارة ثقافية وحضارة تاريخية وهو ما الترويج له والاستثمار فيه “.

كيف تستطيع المشاركة في إنجاح الألعاب؟

“أعتقد أن المشاركة في إنجاح الألعاب المتوسطية التي ستقام بوهران لا تقتصر في الحصول على منصب مالي فقط أو بريستيج بروتوكولي. فكل واحد من موقعه يستطيع تقديم الإضافة من موقعه، وهو الأمر الذي أسعى إليه شخصيا من خلال تقديم مادة إعلامية تليق بمستوى الحدث وإعطاء صورة مشرفة للجزائر من خلال إبراز كل ما تزخز به وهران في مختلف المجالات “.

كصحفي رأيك حول الاحتفالية الكبرى التي أقيمت قبل انطلاق الألعاب المتوسطية ب 100يوم؟

“هي إحتفالات رمزية ورسائل موجهة لمن كان يظن أن الجزائر غير قادرة على احتضان مثل هكذا تظاهرات. أعتقد أن المسؤولية أصبحت أكبر على عاتق المسؤولين وكل الفاعلين للتحضير الجيد ووضع آخر اللمسات لتحقيق الهدف وإنجاح الألعاب المتوسطية وإعطاء صورة تليق بهذا البلد العظيم “.

كلمة أخيرة..

“كآخر كلمة، أعتقد أن الحدث الرياضي الذي ستحتضنه الباهية وهران، شهر جوان المقبل، سيضعنا أمام تحد كبير ومسؤولية تاريخية. فالأمر يتعلق بسمعة الجزائر وقدرة مسؤوليها على تحمل المسؤوليات ومواجهة مختلف التحديات. وهي البداية الحقيقية لعهد جديد أمام بلد يعتبر القلب النابض للمغرب العربي، بوابة إفريقيا ولعل نجاح الألعاب سيكون بمثابة الضربة الموجعة لمن كان يشكك في قدرات الجزائر على احتضان كبرى المناسبات وفي مختلف المجالات “.

حاوره: أسامة شعيب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P