تحقيقات وروبورتاجات

أساء إستخدامها بعض الحكام … تقنية الفيديو “نذير شؤم” عصف بأحلام الكرة الجزائرية

تعتبر كلمة «فار» «VAR» إختصاراً لثلاث كلمات بالإنجليزية، هي: «حكم الفيديو المساعد»، ويتكوّن فريق حكام «الفار» من 3 أو 4 حكام ويعاونهم تقني فيديو، ويجب أن تكون لهم جميعاً لغة مشتركة بعضهم مع بعض، ومع حكم المباراة أيضاً، وتنحصر مهمة حكام الفيديو في المراجعة السريعة للحالات المشكوك فيها وتقديم المشورة للحكم، سواء طلب أو لم يطلب، لكن القرار النهائي بيد حكم الساحة فقط.

ويحتاج تطبيق «الفار» 12 كاميرا، على أقل تقدير، في الملعب حتى تغطي كل الزوايا التي تمكن للحكام رؤية الحالة من خلالها. بقدر ما سهلت تقنية “الفار”، التي أصبحت معتمدة في جميع البطولات العالمية، مأمورية الحكام والتي من المفروض الالتجاء إليها للحسم في بعض الحالات المشكوك فيها، بقدر ما كانت في نفس الوقت فأل شؤم على بعض المنتخبات و النوادي ، والتي تعرضت لظلم كبير، نتيجة سوء تطبيق هذه العملية من طرف بعض أصحاب البدلة السوداء مثلما لاحظنا خلال مبارايات كأس أمم إفريقيا و حتى كأس أمم أسيا التي جرت في قطر، ناهيك عن عديد المباريات في مختلف المنافسات المحلية و الإقليمية والدولية.

المنتخب الوطني…الضحية رقم واحد لتقنية “الفار”

سؤال فرض نفسه بقوة على الشارع الكروي الجزائري، بعد الأحداث المثيرة للجدل التي عرفتها نهائيات بطولة أمم إفريقيا. وعادت أحداث هذه الدورة بعد الخروج المفاجئ و المخيب في نفس الوقت للمنتخب الوطني من الدور الأول و في ذيل ترتيب البطولة الثانية تواليا، والتي كان بطلها “الفار”، لتطرح سؤالًا عريضًا، حول مدى استفادة الكرة الجزائرية من تقنية “الفار”. وهناك إجماع كبير في الشارع الكروي للفنيين والخبراء في الجزائر و في العالم ، أن الكرة الجزائرية  ذهبت ضحية تقنية “الفار”، ولم تستفد منها.

واجه المنتخب الوطني خصمه الإنغولي في أولى مباريات الدور الأول ، وسجل الأخير هدفًا من ضربة جزاء ، احتسبها الفار بعد لجوء حكم الساحة و استجابته لنداء غرفة “الفار”. في حين تغافل “الفار” عن العودة و لو للقطة واحدة للمنتخب الجزائري ،و هو ما تسبب في ضياع فوز كان في المتناول. تعيين الحكم الغابوني “أتشو” للمباراة الثانية على التوالي في دور المجموعات هو أمر غريب لم يحدث في أي بطولة في العالم، كشف بما ليس فيه مجال للشك أن المنتخب الوطني تعرض لمؤامرة للحد من تقدمه في أدوار البطولة و محاولة التسبب في إخراجه من المنافسة مبكرا ، و هو ما تجلى في إحتساب هدف بوركينا فاسو و التي يظهر فيها المهاجم متسللا و لكن الفار احتسب الهدف ،و الكل شاهد تجاهل حكم اللقاء طلب المساعدة من حكم الفيديو المساعد في أكثر من لقطة ،و حتى هذا الأخير أكمل المهمة بنجاح بعد غض الطرف عن عديد اللقطات التي تستوجب تدخل الفار للفصل فيها ، وتعادل رفقاء عيسى ماندي  (2-2) ، ليضيع من الأفناك فوزًا مهمًا و حاسما للتأهل للدور الثاني.

لم تغفل جماهير الكرة الجزائرية أحداث المباراة المصيرية أمام موريتانيا ، في الجولة الثالثة من دور المجموعات بأمم إفريقيا ، حيث خسر الأفناك المواجهة بهدف نظيف. ورفض حكم المباراة الصومالي، العودة للفار للحسم في اللقطة التي لمست فيها الكرة يد المدافع الموريتاني داخل منطقة الجزاء بعد تسديدة أدم وناس.وأكدت الإعادة أن الكرة فعلا لمست يد المدافع.  و في لقطة أخرى لمست الكرة يد اللاعب الموريتاني زائد عرقلة من نفس اللاعب على أدم وناس، غير أن قاعة المراجعة لم تنبه لذلك، رغم وضوح اللقطة عند الإعادة.دون ذكر لقطات أخرى تعرض فيها مهاجمو المنتخب الوطني لأخطاء واضحة تستوجب التدخل من حكم “الفار”.

مخاوف مستقبلية

أصبح “الفار” يشكل مصدر شؤم للجزائريين، بسبب سوابقه التي لم تخدم مصالح الكرة الجزائرية، ولم يعد الشارع الكروي يطيق هذا الإسم. ولأن المنتخب الوطني و النوادي الجزائرية مقبلة على مواعيد هامة ، فإن الشارع الكروي يتساءل إن كان “الفار” سيواصل تأثيره السلبي على المنتخب المنتخب الوطني في قادم الأيام.

الفار من “نعمة” إلى “نقمة”

ومازالت تقنية الفيديو، والتي حتماً ستتطور لاحقاً، على الرغم من عيوبها، التي يجب التأقلم معها، وفي ظل ظهور نوع من “غض الطرف” حيال اللاعبين الكبار والفرق المميزة و المصنفة “بالكبيرة”، أصبح حكم الفيديو أساسيا مثله مثل بقية حكام المباراة.

سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P