هل أرغم زرواطي على الإستقالة ومغادرة شبيبة الساورة؟
مثلما كان منتظرا، وكانت “بولا” السباقة للإشارة إليه، رسم محمد زرواطي في اليومين الماضيين، إستقالته من رئاسة النادي الهاوي لفريق شبيبة الساورة، خلال جمعية عامة إستثنائية جرت صبيحة الأربعاء الماضي في مقر الفريق، وكذلك من رئاسة مجلس إدارة الشركة الرياضية بمناسبة الإجتماع الإسثنائي للمجلس الذي جرى صبيحة أول أمس الخميس عبر تقنية التحاضر عن بعد.
السرعة في التنفيذ طرحت أكثر من علامة إستفهام
إن كانت نية الرئيس محمد زرواطي في الإستقالة من منصبه، أمر تعودنا عليه في كرة القدم الجزائرية، وخصوصا في فريق شبيبة الساورة، بسبب الغضب أو النتائج السلبية، أو المشاكل المتراكمة، فإن إستقالة المعني هذه المرة مختلفة تماما، وهذا نتيجة السرعة المذهلة التي تمت بها إجراءات الإستقالة، سواء على مستوى النادي الهاوي، أو الشركة الرياضية، ودون أي إعتراض لا من طرف أعضاء الجمعية العامة للنادي الهاوي ولا مجلس إدارة الشركة الرياضية، لفريق الساورة، ولا السلطات المحلية لولاية بشار، ممثلة في والي ولاية بشار أو مديرية الشبيبة والرياضية، مثلما كان عليه الأمر في المرات السابقة التي كان يستقيل فيه المعني طيلة 16 سنة التي ترأس فيها النادي وكم كانت كثيرة.
هل هي إستقالة أم أوامر بالرحيل والمغادرة نهائيا؟
السرعة التي تمت بها إجراءات تنحي محمد زرواطي من رئاسة شبيبة الساورة، ومحيط الفريق بشكل نهائي، سواء النادي الهاوي أو الشركة الرياضية، جعل علامات الإستفهام تحوم كثيرا حولها، وأسئلة الأنصار أيضا، بخصوصها، وهو ما تجلى بشكل واضح في مختلف صفحات “الساوريست” على مواقع التواصل الإجتماعي، أين كان السؤال المطروح بقوة، هو هل فعلا زرواطي إستقال بمحض إرادته، أو أنه تلقى أوامر بالإستقالة والمغادرة نهائيا؟ بالنظر إلى المعطيات التي وقف عليها الجميع طيلة الأسبوع الماضي، منذ إنفراد جريدة “بولا” بخبر نيته في الرحيل.
حضور “الديجياس” شخصيا عزز فرضية الأمر بالإستقالة
ثاني المؤشرات التي عززت فرضية الإقالة أو الأمر بالتنحي من محيط شبيبة الساورة، بعد السرعة في التنفيذ، هي حضور مدير الشبيبة والرياضة لولاية بشار هني عبد الحليم شخصيا، أشغال الجمعية العامة الإستثنائية للنادي الهاوي، وهو الأمر غير المتعود عليه في الجمعيات العامة لفريق شبيبة الساورة ومختلف الجمعيات والنوادي في الجزائر، أين في الغالبية يحضر ممثل عن مديرية الشبيبة والرياضة للولاية وليس المدير شخصيا.
عدم إعتراض”إينافور” وتعيين خليفته بسرعة عامل آخر
المؤشر الثالث على أن إستقالة الرئيس محمد زرواطي من رئاسة شبيبة الساورة، لم تكن بمحض إدارته بنسبة كبيرة جدا، هي موافقة “شركة إينافور” صاحبة أغلبية الأسهم في الشركة الرياضية لفريق شبيبة الساورة، على إستقالة الرجل وعدم تقديمها لأي إعتراض، أو ترجي للرجل من أجل العدول عن قراره مثلما كان عليه الأمر في المرات السابقة، بل أكثر من ذلك فإن الشركة طالبت بالإسراع في إجراءات الإستقالة، وحتى تعيين خليفته بسرعة البرق على رأس مجلس الإدارة، وكأن الأمر يتعلق بإستقالة عضو عادي وليس رئيس يرجع له الفضل الكبير في ظهور فريقه إسمه شبيبة الساورة وبروزه على الساحة الوطنية والإفريقية والعربية في ظرف وجيز جدا.
تصريحات زرواطي جعلت أصابع الإتهام توجه ل”إينافور”
المؤشر الرابع والذي جعل أنصار شبيبة الساورة والشارع الرياضي في ولاية بشار كلل، يقطع الشك باليقين، بأن إستقالة الرئيس محمد زرواطي، من شبيبة الساورة ومحيطها، لم تكن عادية، هي التصريحات التي أطلقها الرجل في الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الفريق صبيحة أول أمس الخميس بعد إستقالته من رئاسة مجلس إدارة شبيبة الساورة، وحديثه عن مدير شركة “إينافور” وطلبه من الصحفيين، طرح سؤال أسباب إستقالته له شخصيا لأنه يعرف الجواب بحسبه، وعدم وقوف الجميع معه في بشار، وهي الكلمات التي كانت بمثابة رسائل مشفرة، فهمها بشكل واضح “الساوريست” وتجلت بشكل واضح في تعليقاتهم، على أن شركة “إينافور” ومديرها العام يقفون وراء مغادرة محمد زرواطي لشبيبة الساورة.
حمزة.ع