الأولىحوارات

مجيد بوطمين ( إعلامي جزائري): “الصحافة الرياضية مساهم فعّال في نجاح الدبلوماسية الرياضية”

بداية، كيف ترى الإعلام الرياضي في الجزائر؟

“لاشك أن الجزائر تزخر بطاقات  شبابية رائعة في مجال الصحافة الرياضية على اختلاف تخصصاتها من السمعي البصري إلى الصحافة المكتوبة و الإلكترونية، فهناك وجوه شبابية جميلة تظهر على الشاشة و أصوات رائعة نسمعها في الإذاعات و أقلام مميزة في الصحافة المكتوبة أو في التدوينات الإلكترونية التي أخذت حيزا كبيرا من الصحافة المكتوبة.”

ألا ترى أن الميدان اليوم تتخلله العديد من النقائص؟

“صحيح، الواقع اليوم يشير إلى العديد من النقائص و الفوضى في الممارسة و الصراعات، و كل ذلك يحتاج إلى معالجة فورية و تخطيط من أعلى السلطات نحو النهوض بقطاع  الإعلام  عموما والصحافة الرياضية كأحد فروعها و جعله مساهما فعالا  في نجاح ما بات يعرف اليوم بالدبلوماسية الرياضية  التي أصبحت تضاهي الدبلوماسية السياسية بل إن نجاحات الدبلوماسية السياسية لبلادنا أصبح من الضروري أن يوازيها نجاح الدبلوماسية الرياضية و الفاعل الحقيقي في هذه الأخيرة هو الإعلام  الرياضي لذلك أقول أن لدينا كل الإمكانيات البشرية والمادية كي تخطو الصحافة الرياضية خطوات عملاقة إلى الأمام  ونحو أدوار دولية تساهم في هيبة الدولة الجزائرية على الصعيد العالمي و تحمي حقوقها بشتى الطرق.”

ما هي  سبل الارتقاء به إلى مصاف الإعلام العالمي في رأيك؟

“من خلال نجاح العديد من الأسماء الجزائرية المعروفة في الصحافة الرياضية على الصعيد العربي و العالمي يجعلني شخصيا من أشد المتفائلين بنجاح الصحافة الرياضية الجزائرية التي تراجع مستواها في السنوات الأخيرة و ذلك أرجعه لعدة عوامل..”

ما هي هذه العوامل؟

“أولا التكوين الجامعي و يبدو أن تزايد  أعداد الطلبة في معاهد الإعلام  قد عقد نوعا من نوعية و جودة التعليم الجامعي فأصبح الطالب يتخرج وهو لا يحسن أحيانا كتابة جملة واحدة خالية من الأخطاء الإملائية مثلا و عليه من أهم أسباب النجاح التأطير الجيد في الجامعة قبل ولوج عالم الصحافة في الميدان.

ثانيا التحكم في اللغة العربية فالصحفي الذي لا يتحكم في اللغة العربية من الصعب عليه ان يسمي نفسه صحفيا رياضيا أو أن يحلم بالنجاح فكل من يشعر بالضعف في هذا الجانب  عليه بالاجتهاد و اخذ الدورات و تحسين لغته بالتدريج كي يسهل عليه العمل في هذا المجال. و اللغة، حيث هناك فوضى في الممارسة و طغت  ما بات يعرف ب اللغة التي أصبحت هي لغة الحوار و التقديم و النقاش  فمن أكبر  الأخطاء التي وقعنا فيها التساهل في استعمال اللغة و استبدلناها بالدارجة و خليط بين الفرنسية و العربية و مفردات من الشارع أصبحت توظف و نسمعها في الحوارات  التلفزيونية  لذلك فبرامجنا التي تصل إلى الخارج لا أحد  يفهمها مع الأسف لأنها  خليط بين اللغات و اللهجات و لابد علينا من لغة سليمة للتقديم و الحوار و النقاش إذا أردنا الارتقاء بالصحافة الرياضية .

دون نسيان التحكم في اللغات الأجنبية و  على الصحافي الرياضي إذا اراد النجاح و أن تُفتح له الآفاق عليه بتعلم اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية لان الفرنسية التي هي لغة الغالبية  أصبحت لغة ميتة في العالم في الإنجليزية و الإسبانية من الضروري تعلمهما و هذا سيسهل علينا إنجاح الدبلوماسية الرياضية لبلادنا في القضايا التي تُستجد وتحتاج لمن يُسمع  صوت الجزائر للعالم بمختلف اللغات العالمية، فمشروع  المدينة الإعلامية الرائع الذي أقرته السلطات العليا و هو قيد الإنشاء لابد أن نجهز له صحافيين في المستوى  حتى تؤدي الصحافة الرياضية رسالتها على أكمل وجه.”

هل ترى وجود عوامل أخرى؟

“نعم، هناك مثلا حسن الاطلاع و متابعة المستجدات و من أهم عوامل النجاح بالنسبة للصحفي في مجال الرياضة هو  متابعة كل التطورات و ما يحدث في العالم من مستجدات و متابعة النقاشات حولها لدعم مخزونك من الثقافة الرياضية فالصحفي الذي يعزل نفسه و يهتم فقط بالأخبار  المحلية مثلا سيجد نفسه بعيدا تماما عن العالم، إضافة إلى احترام  التخصص  لا يجب  أن  تصبح الصحافة  الرياضية مهنة من لا مهنة له لأننا نجد  اليوم  في بعض المؤسسات  الإعلامية دخلاء على  مهنة الصحافة الرياضية و ليست لديهم حتى الشهادات الجامعية و لا التكوين اللازم و يزاحمون الطلبة المتخرجين من الجامعة ولذلك لابد على وزارة الاتصال أن تقوم بغربلة واضحة بالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية التي يجب عليها الاحتفاظ فقط بحاملي الشهادات في الاختصاص.

إضافة إلى التكوين و أخذ الدورات و لا شك أن من سبل ضمان النجاح هو اعداد الصحافي الرياضي القادر على العمل في هذا المجال الذي هو في تطور سريع فمن لم يتمكن من مواكبة هذا التقدم السريع سيجد نفسه حتما خارج التغطية و لذلك فالتكوين يجعل الصحافي الرياضي على صلة بآخر التطورات في مجال اختصاصه كي يواصل مهنته الشاقة و الشريفة و يتمثل التكوين في اخذ الدوارات بصفة دورية لانها تصقل موهبته و سيستفيد من أصحاب الخبرة و لا يجب ان يعتبر  دخول دورة معينة انتقاص له ، ففي قناة الجزيرة مثلا  حيث أعمل تجد مذيعين و صحافيين و مراسلين خبرتهم تتجاوز ثلاثين سنة و يأخذون  دورات بمعهد الجزيرة للإعلام.”

ما رأيك في توجه أغلبية الصحفيين اليوم نحو كرة القدم دون باقي الرياضات؟

“ما نراه اليوم  توجه الأغلبية الساحقة من الصحافيين لتغطية أخبار  كرة القدم متجاهلين باقي الرياضات أمر سلبي، فالصحفي المتمكن هو الذي بإمكانه أن  يعمل و يغطي جميع الألعاب الرياضية و يفهم تفاصيلها الصغيرة و قوانينها التي تختلف من رياضة إلى أخرى و عليه انصح بتخصص بعض الصحافيين في رياضات أخرى فهناك مجال واسع للتميز.”

ما هي نصيحتك للصحفيين الشباب و المبتدئين؟

“عدم الاستعجال و حرق المراحل : أثناء الممارسة فالصحفي الرياضي عليه التحلي بالصبر فلا يمكن أن يصل لما يحلم في اقصر زمن بل عليه التعلم و المضي قدما حتى يصل إلى المرتبة التي يريدها و عليه عدم استسهال الحصول على المعلومة الصحيحة و تقديمها دون التأكد منها : الاحتكاك  و العمل الميداني : من أهم التصائح التي أقدمها لنفسي و لزملائي الصحافيين الذين هم في بداية الطريق النزول إلى الميدان و العمل و تحمل التعب لأن العمل الميداني يعلمك الكثير و من خلال الاحتكاك و رؤيتك لباقي الزملاء و كيف يمارسون مهنتهم ستتعلم و ستكتسب الخبرة و تصبح جاهزا للعمل في اي مؤسسة إعلامية تريد .

الحرص على أخذ الدورات التكوينية : ذكرت ذلك سابقا و أعيد و أكرر على ضرورة الرسكلة و صقل موهبتك الإعلامية باخذ دورات تقدم من طرف مخضرمين أصحاب خبرة و تستمع لنصائحهم ستجد نفسك قد تطورت بشكل كبير في وقت قصير. عدم الغرور العدو الأول للنجاح في عالم الصحافة الرياضية هو الغرور فلا يجب أن تنخدع  بالظهور على الشاشة مثلا  و تعتقد أنك  وصلت و أصبحت  صحفيا كاملا ، فكل من وقع في فخ الغرور  اختفى  سريعا  لذلك تواضع حتى يحبك الناس و تضمن النجاح ..”

حاوره: مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى