إعترف ضمنيا بصحة تصريحاته… قندوسي يزلزل إدارة الأهلي المصري
لا يمكن وصف ما قام به الدولي الجزائري ولاعب نادي سيراميكا كليوباترا المصري أحمد قندوسي سوى بالزلزال الذي ضرب إدارة النادي الأهلي عبر تصريحات نارية عبر الإعلام المصري، حيث أصبح قندوسي حديث العام والخاص في مصر والجزائر بسبب التصريحات الغير مسبوقة من لاعب لا يزال ينشط في الدوري المصري ولا يزال على ذمة النادي الأهلي المصري، لكن قندوسي ضرب كل الأعراف عرض الحائط وقرر كشف المستور.
قندوسي تحلى بشجاعة كبيرة
لا يختلف اثنان أن أحمد قندوسي كان قد تحلى بشجاعة كبيرة عندما قرر كشف المستور والتحدث عن قضية شائكة لا يتطرق إليها الكثير من اللاعبين ألا وهي الفساد الحاصل في إدارات الأندية الرياضية بسبب الوكلاء وعمولات التحويلات التي تسيل لعاب الكثيرين، لكن قندوسي تحدث بلسان العديد من اللاعبين وحتى المصريين منهم الذين لم يتحلوا بشجاعة قندوسي لفضح ما يحدث ولعل الأهلي المصري مثال فقط مما يحدث في عدة أندية عربية وإفريقية بسبب قضايا التحويلات.
قندوسي قدم أدلة وتسجيلات صوتية لإدارة الأهلي
وحسب مصادر صحفية مقربة من ادارة الأهلي، فقد علمت جريدة بولا أن اللاعب حضر للنادي الأهلي رفقة وكيله للخضوع للتحقيق وتواجد مدير التعاقدات أمير توفيق أيضًا بالنادي وطلب حضور التحقيقات مع اللاعب في الوقت الذي رفض فيه وكيل اللاعب أن يحضر مدير التعاقدات في الجلسة.
وأوضح المصدر أن اللاعب أصر على التصريحات التي صدرت منه وعلى صحة ما قاله خلال حديثه لأحد البرامج التليفزيونية لكن أكد أنه كان عليه الرجوع للنادي في البداية وهو ما أكده المدير الرياضي محمد رمضان. وواصل: “قندوسي تقدم بتسجيلات صوتية ومحادثات وأوراق تثبت صحة التصريحات التي أدلى بها بخصوص صفقته وبخصوص صفقة زين الدين بلعيد”.
وخلال التحقيق حضر علي كرماني وكيل اللاعب زين الدين بلعيد عبر الهاتف وأدلى بأقواله بما حدث معه خلال المفاوضات مع لاعبه الجزائري زين الدين بلعيد وأكد على ما قاله أحمد قندوسي وتواصل مع المدير الرياضي محمد رمضان وأخبره بما تم خلال المفاوضات التي استمرت طوال 4 أشهر.
وختم المصدر تصريحاته بالقول: “في النهاية تم إعداد تقرير كامل بما حدث في الجلسة من أقوال القندوسي ووكيله بالإضافة إلى أقوال علي كرماني وكيل زين الدين بلعيد لتقديمها لرئيس النادي الأهلي محمود الخطيب”. يُذكر أن أحمد قندوسي قد أكد خلال تصريحاته أن الوكلاء هم من يتحكمون في عمليات انتقال اللاعبين للأهلي وأن اللاعب لا بد أن يدخل النادي الأهلي عن طريق وكيل بعينه وأن هذا ما حدث معه، وأكد أن سبب فشل صفقة زين الدين بلعيد هو فرض أحد الوكلاء على زميله الجزائري وهو الأمر الذي رفضه زين الدين ليتعثر انتقاله إلى المارد الأحمر.
هل كان يبحث عن منفذ للخروج من الأهلي؟
بعد كل الذي حدث من بهرجة إعلامية على هذه القضية، قال الكثير من المتابعين أن أحمد قندوسي كان يبحث عن منفذ للخروج من النادي الأهلي وهو الذي لا يزال مربوطا بعقد معه ولا يزال ساري المفعول ويرفض استمرار إعارته لأندية أخرى، كما يعلم أنه لن يحصل على فرصته مع المدرب كولر رغم الذي أبان عليه من مؤهلات بقميص ملك إفريقيا، وهذا ما جعله يبحث عن منفذ للخروج من النادي الأهلي نحو وجهة أخرى قد تكون خليجية.
إعادة هيكلة لجنة التعاقدات اعتراف بصحة ما قاله قندوسي
وبعد أن أصدرت ادارة الأهلي المصري بيانا رسميا تؤكد فيه اعادة هيكلة لجنة التعاقدات وإبعاد أمير توفيق من منصبه، فإن هذه القرارات اعتراف ضمني بصحة تصريحات قندوسي بشأن قضية الوكلاء، فلماذا يتم إعادة تشكيلة اللجنة الآن وبعد تصريحات قندوسي، ولماذا ينشر الخبر في نفس البيان، فكل هذا يعتبر اعتراف بصحة تصريحات قندوسي التي أخلطت كل الأوراق في بيت المارد الأحمر.
بلعيد ليس أول واحد ولاعب دولي آخر كان ضحية في الزمالك
ما تحدث عنه قندوسي حول كيفية التعاقدات في الأهلي المصري لم يحدث لأول مرة، بل هناك لاعب جزائري كان دوليا قبل 4 سنوات وكان قريبا من نادي الزمالك ولكن تدخل عدة وكلاء في الخط ومطالبتهم بعمولات التحويل أسقط الصفقة في الماء، حيث تفاجأ وكيل اللاعب بمفاوضاته مع عدة أشخاص يحملون صفة الوكيل وكل يسعى لإدراج اسمه في الصفقة وورقة التحويل للحصول على العمولة ما جعل الصفقة تتعثر ويفشل انتقال اللاعب إلى نادي الزمالك.
الدكتور بافضل محمد بلخير (خبير قانوني):”لا يمكن للأهلي فرض عقوبات على قندوسي وهو معار”
تحدث الخبير القانوني الجزائري الدكتور محمد بلخير بافضل لجريدة بولا عن قضية اللاعب الجزائري أحمد قندوسي بعدما استدعي للتحقيق من طرف إدارة النادي الأهلي المصري على خلفية تصريحاته الإعلامية في سيرورة التعاقدات في بيت النادي المصري العملاق، حيث قال: “قندوسي له كل الحق في ممارسة حقوقه الخاصة والإدلاء بتصريحات في حدود الاحترافية والمهنية وعدم المساس بالأشخاص والمؤسسات.” وأضاف: “بما أن اللاعب معار إلى نادي آخر، في تقديري كان على إدارة الأهلي تفويض الاتحاد المصري لكرة القدم للتحقيق في القضية، ولا يمكن للأهلي فرض عقوبات على اللاعب لأنه يلعب في نادي آخر، ولا يمكن أن تخرج بأكثر من بيع عقد اللاعب.” هذا وقد قال الأستاذ الجامعي بافضل في حديثه لجريدة بولا أن قندوسي تحلى بالشجاعة والجرأة للحديث في موضوع الوكلاء وتحدث بلسان عدة لاعبين وأدلى بحقائق عجز اللاعبون المصريون أنفسهم عن الحديث عنها، والكثير من الوكلاء لا يلتزمون بالنصوص القانونية ولوائح الاتحاد الدولي المنظمة لانتقالات اللاعبين بين الأندية.”
الدكتور محمد حسن (ناقد ومؤرخ رياضي):”إعادة هيكلة لجنة التعاقدات ليس له علاقة بقندوسي”
قال الناقد الرياضي والمؤرخ الدكتور محمد حسن في تصريحات لجريدة بولا أن قندوسي خرج عن تقاليد النادي الأهلي بتصريحاته، حيث قال: “قندوسي لم يكن موفقاً في هذه التصريحات لكونه مرتبط بعقد مع النادي الأهلي وما فعله يعد خروجاً على تقاليد النادي خصوصاً بعدما أثبتت إدارة الشؤون القانونية عدم صحة الادعاءات وظني أن وكيل قندوسي أراد إحراج إدارة الأهلي بعد خروج قندوسي معاراً للموسم الثاني على التوالي رغم توقعات الكثيرين بعودته بعدما قدم مستوى مميز مع سيراميكا كليوباترا وخاصة بعد إعارة المالي أليو ديانج.”
عن إعادة تشكيل لجنة التعاقدات، قال المتحدث: “إعادة هيكلة لجنة التعاقدات ليس لها علاقة بقضية قندوسي خاصة بعد تصريحات زين الدين بلعيد ووالده ورئيس نادي وفاق سطيف التي كانت كلها تشير لعدم وجود أي شبهات تتعلق بمدير التعاقدات الكابتن أمير توفيق التي تشير التقارير أنه سيواصل مهام عمله كمدير تنفيذي لشركة الكرة على أن يترك مهمة مدير التعاقدات وهو أمر طبيعي بعد تولي الكابتن محمد رمضان منصب المدير الرياضي حيث سيسعى لإعادة هيكلة إدارة التعاقدات وربما يلجأ أيضاً لإعادة هيكلة لجنة الكشافين، ولو كان هناك ما يدين أمير توفيق لتمت إقالته من كل مناصبه سواء في النادي أو شركة الكرة.” وعن مستقبل متوسط الميدان الجزائري في النادي المصري، قال الدكتور محمد حسن:” العلاقة بين قندوسي والأهلي وصلت إلى طريق مسدود بعد التصريحات الأخيرة والسبيل الوحيد هو إنهاء التعاقد حيث سيسعى الأهلي لبيع قندوسي أو الرجوع للفيفا لبحث مدى قانونية فسخ العقد من طرف واحد بسبب الضرر الواقع على النادي من التصريحات الغير صحيحة لكي يخرج النادي بدون خسائر.”
عامر العمايرة (خبير قانوني):”قرار بيع قندوسي سيتم بعد نهاية الإعارة”
كشف الخبير القانوني المصري عامر العمارة، أن إدارة الأهلي لن تسلط عقوبات على اللاعب الجزائري أحمد قندوسي، بسبب تواجده مع نادي سيراميكا كليوباترا على سبيل الإعارة حيث قال:” الأهلي غير قادر على تسليط عقوبات أقسى على قندوسي، لأن اللاعب على قوة نادى سيراميكا كليوباترا، و قرار عرضه للبيع لن يتم تنفيذه حالياً،سيتم تنفيذه بعد نهاية الإعارة بشكل طبيعي إلا إذا أراد سيراميكا كليوباترا شراء المدة المتبقية بالعقد، من الوارد أن يتم فسخ العقد من طرف واحد بسبب التصريحات المسيئة من اللاعب، ثم مقاضاته أمام غرفة تسوية المنازعات بالفيفا، لكن النادى الأهلي مطالب بكسب أدلة مادية قوية تثبت إساءة اللاعب، لمنظومة النادي الأهلى و موظفيه.” وأضاف: “ويطلب باقى قيمة العقد مع اللاعب بالإضافة إلى تعويض عن الأضرار، الذي هو المتبقى من قيمة استهلاك عقد الشراء من وفاق سطيف.” مثلاً لو الأهلى دفع لوفاق مليون دولار بعقد مع اللاعب 5 سنوات انتهت 3 سنوات إذا يتبقى 400 ألف دولار.”
محمود عزت (صحفي): “إدارة الأهلي حاولت درء الشبهات”
يرى الصحفي المصري محمود عزت أن قندوسي لم يكن عليه التدخل في قضية انتقال بلعيد إلى الأهلي، حيث قال: “قندوسي أخطأ بالتدخل في الأمور الإدارية كونه لاعب كما أخطأ بالحديث عن أمور لا تخصه مثل تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعبيد ناهيك أنه تحدث عبر وسائل الإعلام.” وأضاف:” وإذا كان اللاعب نفسه قد تعرض لبعض المشكلات في تعاقده مع الأهلي كان عليه تقديم شكوى رسمية إلى النادي والإعلان عبر بيان بضرورة التحقيق في الأمر.” وقال الصحفي المصري: “البعض فسر تصريحات اللاعب الجزائري أنه يحاول الانتقام من ناديه خاصة أنه لم يحصل على فرصة كاملة مع الأهلي وخرج للإعارة. مسئولو النادي حاولوا درء الشبهات بالتحقيق في تصريحات قندوسي، وحديث الأخير كلفه الرحيل عن الأهلي بعرضه للبيع.” وختم المتحدث قائلا: “لكن السؤال الذي ليس له إجابة كيف أدان الأهلي تصريحات اللاعب، وفي نفس التوقيت قرر إعادة هيكلة التعاقدات؟”
محمد السيد (رئيس القسم الرياضي ببوابة الأخبار اليوم):”سمعة قندوسي لن تتأثر في مصر بسبب هذه القضية”
بعد الجدل الكبير الواقع بسبب تصريحات الدولي الجزائري أحمد قندوسي اتجاه ادارة النادي الأهلي، قال محمد السيد رئيس القسم الرياضي ببوابة الأخبار اليوم، أن هذا الأمر لن يؤثر على سمعة اللاعب لدى الأندية المصرية، حيث قال: “سمعة اللاعب لن تتأثر اطلاقا هو لاعب مميز ولكن من الممكن ان يكون تعامل مع الأمر بطريقة خاطئة وهو اعتقد اعترف في جلسة الاستماع انه كان عليه أولا عرض القضية على إدارة الأهلي قبل إثارتها في الاعلام للتحقق لأنه مازال على ذمة النادي ومع التجارب سيزداد خبرات بالتأكيد.” و عن القضية التي أثارها قندوسي.
قال المتحدث: “الأمر يتضح انه صراع وكلاء سابقين وحاليين خصوصا بعد تصريحات زين الدين بلعيد ووالده بالتأكيد على أن مدير تعاقدات الأهلي لم يجبرهم على أي وكيل وتحدثوا عنه باحترام واعتقد ان تحرك النادي الأهلي السريع بفتح تحقيق عاجل في القضية أمر جيد والجميع كان ينتظر نتيجة التحقيق حتى لو تم فيها ادانة عنصر او مسؤول في النادي وهو أمر محمود ويجب معه فتح قضية الوكلاء سواء في مصر والوطن العربي مع تثقيف اللاعبين بحقوقهم في التفاوض ووضع شروط واضحة وصارمة لاعتماد الوكلاء الرسميين.” وأضاف: “وفيما يتعلق بالاتهامات غير المباشرة بوجود سمسرة أو فرض وكلاء فهذا الكلام يقال منذ سنوات ولكن دون ادلة واضحة لدينا وهي كلها أمور تتعلق بالذمم المالية ولا يمكن الخوض فيها دون أدلة واضحة.”
وختم محمد السيد حديثه قائلا: “الجميل ان الاهلي وغيره من الأندية المصرية ونظرائهم في الجزائر لديهم تاريخ من التعاون المحترم وسيظل كذلك فالعلاقة بين البلدين راسخة والعلاقة الكروية نشطت في السنوات الأخيرة وشاهدنا أكثر من لاعب جزائري مميز في الدوري المصري وننتظر المزيد.”
مصطفى خليفاوي