نجاح وادي تليلات … مشروع رياضي واعد يستحق إلتفاتة من السلطات المحلية
منذ تأسيسه سنة 2022، بات فريق نجاح وادي تليلات رمزاً للطموح الرياضي والعمل الجاد في مدينة وهران. النادي الذي بدأ مسيرته كجمعية رياضية ناشطة في مجال التكوين، نجح في موسمه الأول في البطولة الولائية بوهران، محققاً الصعود إلى القسم الشرفي عن جدارة واستحقاق، ليؤكد أن مشروعه الرياضي يسير في الطريق الصحيح. يقود هذا المشروع رئيس النادي بلعباس، الذي يعمل بجد مع مجموعة من الكفاءات الشابة في المدينة، يحملون شهادات تدريبية وعلمية مرموقة، ويضعون كل طاقاتهم في خدمة النادي. ما يميز نجاح وادي تليلات هو القيادة الشابة التي تتمتع بتأهيل رياضي وتدريبي عالٍ. يعمل في النادي عدد من المدربين الشباب الذين يحملون شهادات تدريب رياضية معترف بها، ويمتلكون خلفية علمية قوية، ما يجعلهم قادرين على تقديم أفضل الخبرات للاعبين في مختلف الفئات العمرية. النادي يضم حالياً حوالي 300 لاعب في جميع الفئات، بدءاً من أقل من 11 سنة و13 سنة، وهو دليل واضح على اهتمام النادي بالتكوين وبناء جيل رياضي قوي.
الإهتمام بالفئات الشبانية أساس المشروع الرياضي
إلى جانب اهتمامه بالفئات العمرية الصغيرة، يتميز النادي بترحيبه بجميع اللاعبين، بما فيهم المصابون بالتوحد. هذا التوجه المجتمعي يعكس رؤية النادي في توظيف الرياضة كوسيلة للدمج الاجتماعي والتنمية المجتمعية. يعتبر هذا المشروع الرياضي الكبير إضافة هامة لوادي تليلات، حيث يسعى النادي إلى تحقيق المزيد من النجاحات، ولكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى مرافقة ودعم من السلطات البلدية والشركات المحلية وحتى رجال الأعمال، ليتسنى له تحقيق أهدافه على المدى الطويل. بعد نجاحه في تحقيق الصعود إلى القسم الشرفي، يطمح فريق نجاح وادي تليلات لمواصلة تحقيق الإنجازات في الموسم الجديد. الفريق حافظ على 85% من التعداد الذي قاده إلى النجاح الموسم الماضي، وقام بانتداب أربعة لاعبين فقط لتعزيز صفوفه. إضافة إلى ذلك، صعد النادي سبعة لاعبين من أبناء الأكاديمية إلى الفريق الأول، وهي خطوة تؤكد على نجاح منظومة التكوين التي يعتمدها النادي. هؤلاء اللاعبون الشبان قضوا مسيرتهم في جميع الفئات العمرية داخل النادي، ما يؤكد استمرارية العطاء والتفوق داخل الفريق.
الهدف هو الصعود إلى بطولة الجهوي الثاني
يسعى فريق نجاح وادي تليلات لتحقيق هدفه في الصعود إلى القسم الجهوي الثاني هذا الموسم، معتمدًا على الاستقرار الكبير الذي يتمتع به النادي. حيث حافظ الفريق على 85% من تشكيلة اللاعبين الذين ساهموا في نجاحاته السابقة، مما يضمن استمرارية التناغم والانسجام داخل الفريق. تحت قيادة الطاقم الفني بقيادة المدرب يحياوي، يتمتع الفريق بتوجيه استراتيجي واضح يعزز من استعداداته للمنافسة. المدرب يحياوي معروف بخبرته وقدرته على تطوير أداء اللاعبين، وهو ما يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة. بالإضافة إلى الحفاظ على الركائز الأساسية، قام النادي بانتداب أربعة لاعبين جدد لتعزيز التشكيلة، مما سيوفر خيارات إضافية للمدرب ويزيد من عمق الفريق. كما تم تصعيد سبعة لاعبين من أبناء النادي إلى صفوف الأكابر، الذين تدرجوا في الفئات الصغرى، ليعكسوا نجاح نظام التكوين في النادي. التركيز على الاستقرار والتمسك بالطاقم الفني واللاعبين الحاليين يجعل من نجاح وادي تليلات مشروعًا واعدًا نحو تحقيق أهدافه في الصعود إلى القسم الجهوي الثاني. مع هذا المزيج من الخبرة والشباب، يتطلع الفريق إلى موسم مليء بالتحديات والنجاحات.
إدارة محترفة وخلية إعلام متميزة
ما يميز نجاح وادي تليلات عن غيره من الأندية المحلية هو احترافية إدارته وطريقة تسييره. النادي يمتلك خلية إعلام متميزة تسهم في نشر أخبار الفريق بشكل متواصل وتفاعلي مع الجمهور. هذه الخلية الإعلامية تساهم أيضاً في تعزيز صورة النادي أمام الجمهور الرياضي، كما تساعد في ربط علاقات مع الجهات الداعمة المحتملة. إلى جانب الخلية الإعلامية، يعتمد النادي على تنظيم إداري محكم يضاهي حتى بعض الأندية الكبيرة في أعلى المستويات.
هذا التسيير الاحترافي يثبت أن نجاح وادي تليلات يسير على طريق النجاح، وأن لديه الإمكانيات ليصبح مدرسة كروية تضاهي أعرق الأندية في الجزائر، لكنه في حاجة إلى الدعم المالي لمواصلة هذا الزخم. يعاني نادي نجاح وادي تليلات من مشكلة كبيرة تتعلق بملعب التدريب، حيث أكد رئيس النادي أن هذه القضية تؤثر بشكل سلبي على أداء اللاعبين، سواء في فئة الأكابر أو الفئات الشبابية. في ظل الظروف الحالية، يتدرب اللاعبون غالبًا في وقت متأخر من المساء، مما يحد من إمكانية الاستفادة من الضوء الطبيعي ما يقلص مدة التدريبات . ومع اقتراب فصل الشتاء وقصر ساعات النهار، تزداد حدة هذه المشكلة، حيث لن يتوفر وقت كافٍ للاعبين للتدرب في وضوح النهار.
والأسوأ من ذلك، هو انعدام الإنارة في الملعب، مما يزيد من صعوبة التمارين ويؤثر على جاهزية اللاعبين. رئيس النادي أعرب عن أمله في أن تتدخل السلطات البلدية لمعالجة هذا المشكل، وذلك لتوفير الظروف المناسبة للاعبين لتحقيق أفضل أداء ممكن. كما أشار إلى أن لجنة تأهيل الملاعب ستكون حاضرة في ملعب وادي تليلات البلدي الأسبوع القادم، متمنيًا أن يتم تأهيله في أقرب وقت، مما سيساهم في تحسين الظروف التدريبية للفريق ويعزز من فرص نجاحه في المنافسات المقبلة.
دعوة لدعم النادي من أجل تحقيق المزيد من النجاحات
مشروع نجاح وادي تليلات هو أكثر من مجرد فريق لكرة القدم؛ إنه مشروع رياضي ومجتمعي يهدف إلى بناء جيل من اللاعبين القادرين على المنافسة في أعلى المستويات، وفي الوقت نفسه يعزز من قيم التلاحم الاجتماعي والتضامن في المجتمع المحلي. النادي يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي من السلطات المحلية ورجال الأعمال في وادي تليلات، ليواصل مسيرته نحو تحقيق أهدافه الطموحة. نجاح وادي تليلات ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو حلم مدينة بأكملها. الطموحات كبيرة، والعمل الجاد مستمر، لكن الدعم المالي يبقى عاملاً أساسياً لتحقيق هذه الأهداف.
وادي تليلات تستحق ناديًا يمثلها في أعلى المستويات، والفريق الحالي يمتلك كل المقومات ليصبح ذلك النادي، لكن يبقى التحدي الأكبر في تأمين الدعم المالي الذي سيمنح اللاعبين والإدارة القدرة على تحقيق المزيد من الإنجازاتت . حيث يعد نجاح وادي تليلات مشروعاً رياضياً واعداً، يستحق أن يحظى بكل أنواع الدعم والمرافقة، ليس فقط من عشاق الرياضة، ولكن من كل من يؤمن بأهمية الرياضة في بناء مجتمع متلاحم وقوي. هذا الفريق الشاب، الذي نجح في الصعود في أول موسم له، يمثل مستقبلاً مشرقاً لكرة القدم في وادي تليلات، ويستحق كل الاهتمام والاحترام.
يحياوي بلال (مدرب الفريق):“أهدافنا واضحة ومشروعنا مستمر”
صرح المدرب يحياوي بلال لجريدة بولا قائلًا: “الحمد لله على تحقيق الصعود الموسم الماضي للقسم الشرفي. هدفنا هذا الموسم هو تكوين فريق محترم تكون له كلمة إن شاء الله.” وأضاف: “الإدارة ركزت على الاستقرار أكثر من الاستقدامات، حيث حافظت على جل ركائز الموسم الماضي وقامت بترقية لاعبين للفريق الأول بعدما كانوا في الأواسط الموسم الماضي. أما بخصوص الطاقم الفني، فقد عرف استقرارًا في كل الفئات.” كما أكد: “أكيد الفريق يعاني من أزمة مالية خانقة خاصة بعد تحقيق الصعود، بإمكانيات مادية شبه منعدمة، لأنه صعب جدًا لعب الأدوار الأولى دون أموال، حتى في الأقسام السفلى. لكننا مستمرون بنفس العزيمة بفضل سياسة التكوين وتدرج اللاعبين من الفئات الصغرى إلى غاية الفريق الأول.” وختم قائلاً: “تطلعات وأهداف الفريق بعد أول خرجة هي أن نواصل التكوين ونعتمد على أبناء الفريق، وأن تكون لنا كلمة خلال البطولة. هناك اهتمام كبير بالفئات الشبانية لأنها الخزان الرئيسي للفريق الأول، وهي مستقبل النادي من كل النواحي. حتى من لم يسعفه الحظ في أن يكون لاعبًا بالفريق الأول، يمكن له المواصلة داخل النادي، سواء بإدماجه في الطاقم الفني أو الإداري أو الطبي حسب اختصاصه.” كما شكر في النهاية يومية بولا على اهتمامها وتسليطها الأضواء على بطولة الأقسام السفلى والفئات الشبانية.
بلزرق محمود (قائد الفريق):“فريقنا يسير في الطريق الصحيح”
“تحضيرات فريق نجاح وادي تليلات للموسم الجديد تسير بشكل ممتاز، حيث أن معنويات اللاعبين مرتفعة للغاية بفضل العمل الجاد الذي نقوم به مع المدرب. نحن جاهزون للدخول إلى البطولة، وإن شاء الله سنكون قادرين على تقديم أداء مميز ونقول كلمتنا هذا الموسم ” . وأضاف قائد الفريق قائلا “أهدافنا هذا الموسم تتجاوز مجرد المنافسة. نحن نطمح لبناء فريق متكامل من جميع النواحي، سواء من حيث الأداء الفني أو التفاهم بين اللاعبين. نريد أن نكون في المراتب الأولى، ولما لا، نأمل في تحقيق حلم الصعود إلى أقسام أعلى. نعلم أن التحديات ستكون كبيرة، لكننا مصممون على العمل بجد وتحقيق النتائج الإيجابية التي ترضي جماهيرنا.”
محمد بلعباس (رئيس الفريق):“دعم ومرافقة السلطات مفتاح نجاح مشروعنا الرياضي”
صرح رئيس نادي نجاح وادي تليلات، السيد بلعباس محمد، لجريدة بولا قائلًا: “نحن لدينا مشروع رياضي كبير يهتم بجميع الفئات الشبانية، بداية من فئة أقل من 11 سنة إلى غاية الأكابر، حيث يضم فريقنا حوالي 300 لاعب في جميع الأصناف. نحن نفتح الأبواب للجميع من أجل التدرب مع الفريق، بما في ذلك اللاعبين الذين لا يملكون مستوى جيد وذوي الاحتياجات الخاصة، مثل مرضى التوحد.” وأضاف: “نحن فخورون بأن فريقنا يضم طاقات شبابية من أعلى مستوى في جميع الأطقم الفنية. هدفنا هو أن نكون مدرسة كروية تشرف مدينة وادي تليلات، حيث نحقق الآن استقلالية حقيقية من خلال الاعتماد على أبناء النادي في تشكيل فريق الأكابر.”
وتابع رئيس النادي: “بالنسبة لهدفنا في القسم الشرفي هذا الموسم، فإن الصعود هو طموحنا الرئيسي. وقد قمنا بالتعاقد مع أربعة لاعبين، فضلًا عن تصعيد سبعة لاعبين من أبناء النادي. أؤمن أن الاستقرار هو سر النجاح، ونسعى لتحقيق الصعود هذا الموسم أيضًا.” ومع ذلك، أشار بلعباس إلى التحديات التي يواجهها الفريق، قائلاً: “نعاني من نقص فادح في الدعم المادي، وهذا يسطر الطريق نحو النجاح. دعم البلدية يبقى ناقصًا أمام مشروع الفريق الكبير. لو توفر الدعم الكافي من السلطات والشركات المحلية في المدينة، لكان بإمكان الفريق أن يصل إلى مستويات أعلى.” كما أكد على مشكلة إنارة الملعب، حيث قال: “يعاني اللاعبون في هذا المستوى من التدرب في وقت متأخر من المساء، مما يؤثر سلبًا على استعداداتهم. نحن نطالب السلطات بمرافقة ودعم النادي، لأنه مشروع مدينة وليس مجرد مشروع أشخاص.”
واختتم بلعباس حديثه بالقول: “النجاح الذي حققه الفريق في وقت وجيز أثار قلق الكثيرين الذين يرغبون في عدم استمرار نجاح هذا النادي. نحن، مع جميع الأعضاء والطاقم الفني واللاعبين، نقوم بعمل كبير ونعمل بجد في سبيل هذا المشروع. كما أن اللاعبين يدينون للنادي بـ 14 منحة من الموسم الماضي، ومع ذلك يواصلون اللعب معنا.” وأكد أنه “مستمرون نحو الهدف، على أمل تحسين الأوضاع ورؤية فريق نجاح وادي تليلات في أفضل المستويات والظروف.”
نبيل شيخي