تحقيقات وروبورتاجات

رغم مرور حوالي 3 أسابيع على فتح أبوابه .. ميركاتو شتوي فاتر و لا صفقات مدوية…

مرت حوالي 3 أسابيع على فتح  أبواب الميركاتو الشتوي لهذا الموسم و لحد الساعة لم تسجل فيه بعد حركية سريعة و تعاقدات كبيرة كتلك التي كانت الصيف المنصرم الذي يعرف فيه سوق الانتقالات ديناميكية أكبر، كما أجمع المختصون أن فتور هذا الميركاتو طبيعي و منطقي ليس بالجزائر فحسب بل في كل الدوريات العالمية، عكس الانتقالات الصيفية، و على مستوى أنديتنا لا تزال الأمور تراوح مكانها و هو ما لمسناه من لحد الآن.

فالبداية بفريق مولودية وهران الذي تعاقد مع المدرب عبد القادر عمراني بعد مغادرة ايريك شيل لكن لم يتم الفصل في قائمة المنتدبين و أجرت الإدارة لحد الساعة صفقة واحدة في حين قامت الإدارة بتسريح  بعض الأسماء التي أثبتت محدوديتها، و في الرابطة الأولى دائما و على عكس المولودية فقد عينت إدارة ترجي مستغانم المدرب نذير لكناوي الذي خلف رحو سليمان إلى جانب انتداب اللاعب الدولي السابق جمال الدين بلعمري إضافة للتعاقد مع لاعبين آخرين، ويعتبر الحواتة الفريق الأنشط من بين كل النوادي الأخرى، أما بالنسبة لمولودية البيض فلم يعلن عن أي صفقة بعد ، فيما يطالب أنصار فرسان الهضاب بانتدابات نوعية لضمان البقاء .

في حين يسيل لاعبو جمعية الشلف لعاب العديد من الأندية في الرابطة الأولى و هذا راجع إلى المستوى الذي يقدمه الشلفاوة من خلال اصطياد عصافير نادرة تصنع التألق ، في ظل كل هذا ترفض إدارة عبد الكريم مدوار التخلي عن كوادرها بسهولة ، كما أن أولى صفقاتها كانت عن طريق الليبيري ” ليدلوم ” في هذا الميركاتو الشتوي و الذي قيل عنه الكثير و قد يكون على خطى إيفرا و ايدوين.

القسم الثاني هواة يشهد أيضا حركية بطيئة

أما في القسم الثاني هواة مجموعة وسط غرب ، فكانت جمعية وهران سباقة في إبرام صفقات نوعية على غرار الثلاثي شناني من سيدي بن عدة، و الغوماري توفيق  من إتحاد الحراش و الياس حداد العائد الى البيت ، بدورها ركزت إدارة شباب تموشنت في استقداماتها على الجانب الهجومي و هي التي تريد الذهاب بعيدا في منافسة السيدة الكأس و العودة بقوة في البطولة ،أما في القسم الثالث هواة فهناك تفاوت من فريق إلى آخر فيما يخص تدعيم صفوف الفريق لعدة اعتبارات ،حيث فضلت إدارة وداد تلمسان الإبقاء على التعداد الحالي و ذلك لعدم وجود اجازات شاغرة ، شأنها شأن سريع غليزان و باقي الفرق الأخرى التي استنفذت 30 إجازة ، في ظل كل هذا تبقى جل فرق البطولة و على إختلاف مستوياتها تتابع سباق الميركاتو من أجل القيام بتدعيمات من شأنها تعزيز صفوف التعداد لإنهاء الموسم بقوة.

اللحظات الأخيرة قد تشهد بعض النشاط

وسيسدل الستار عن الميركاتو الشتوي الحالي يوم 10 فيفري المقبل، وهو ما يعني بأن الوقت قد بدأ ينفذ، ويتوقع أن تواصل بعض الأندية تحركاتها من أجل تدعيم الصفوف، خاصة و أن بعض الفرق تنتهج سياسة انتظار اللحظات الأخيرة من الميركاتو لخطف اللاعبين، وهو ما يعطي مؤشرات على إمكانية رؤية بعض النشاط في آخر ردهات الميركاتو الحالي.

أنيس بن شعبان (وكيل أعمال لاعبين معتمد لدى الفيفا):“الميركاتو الشتوي يكون أقل حركية من الصيفي”

أنيس بن شعبان
أنيس بن شعبان

ولإثراء الموضوع و أخذ رأي المختصين و العارفين بخبايا  سوق الانتقالات فقد أخذنا رأي أنيس بن شعبان وكيل أعمال اللاعبين معتمد من قبل الفيفا ، وقال في هذا السياق بأن الميركاتو الشتوي هي فرصة من أجل التعديلات و تصحيح الأخطاء ، في حال لم تكن هناك دراسة نوعية لعملية الاستقدامات في الميركاتو الصيفي أو إصابات ، كما أنه فرصة أيضا للاعبين من أجل تغيير الأجواء لفرق أخرى في حال عدم التأقلم مع أجواء الفرق التي يحملون ألوانها، و عن بداية سير الميركاتو الشتوي في الجزائر .

قال ذات المتحدث ” البداية فاترة و بطيئة نوع ما لكنه أمر عادي ككل موسم ، أما من حيث الأسماء القوية لا أتوقع استقدام أسماء بارزة ، سواء جزائريين من خارج البطولة أو حتى الأجانب أو حتى انتقالات محلية من فريق لآخر ، مثلا شاهدنا مؤخرا تنقلات لاعبين جزائريين من بطولات عربية نحو بطولات الخليج العربي، و هذا لعدة اعتبارات  أولها مادية ثم فنية فضلا عن أجواء البطولة ، لأنه أحيانا يكون العقد قويا من الناحية المادية لكن في المقابل هناك غياب الاستقرار داخل الفريق و هذا ما يحدث في فرقنا”.

و في رد له عن فشل انتداب لاعبين أجانب بمستوى عالي رغم الإمكانيات المالية التي تم توفيرها ، أجاب” اللاعب الأجنبي من المستوى الأول في افريقيا تكون تكلفته مرتفعة ، لكن رغم ذلك من الضروري متابعة دقيقة للاعب قبل انتدابه على أرض الواقع، بمعنى من خلال مباريات البطولة التي ينشط فيها ، للأسف ليس لدينا خلية للكشافين التي تشرف على هذا النوع من الانتدابات و عليه انتداب اللاعب الأجنبي عامة و الإفريقي خاصة تكون عبارة عن مغامرة ممكن أن تنجح و ممكن أن تفشل ، ناهيك عن أن سوق انتقالات اللاعبين في بطولتنا تحكمها المحاباة و المصالح الشخصية، ويتحكم فيها المقربون من رئيس الفريق و ليس بناءا على برنامج تسويق علمي ممنهج يكون فيه الطرفان مستفيدان سواء النادي أو اللاعب”.

“من الضروري إنشاء خلية إنتدابات”

و أكد أنيس بن شعبان على ضرورة انشاء خلية انتدابات على مستوى كل فريق و تكون لها كل الصلاحيات و تتوفر بعض الشروط في أعضائها، على أن تكون الانتدابات مدروسة من كافة الجوانب ، كما أن التعاملات يجب أن تكون مع وكلاء معتمدين من قبل هيئات رسمية و ليس وسطاء و سماسرة، و عليه دخلنا في دوامة ديون تعاني منها فرق كبيرة كادت أن تعصف بها ، الجميع صار وكيلا و وسيطا،  و الوكيل الحقيقي غائب عن هذه المنظومة، و عليه أناشد الجهات المسؤولة لتنظيم هذا السوق ، حتى نتفادى ما يحدث اليوم من صفقات بأرقام خيالية دون تقديم مستوى يليق بسمعة كرة القدم الجزائرية.

رامي.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى