تحقيقات وروبورتاجات

إتحاد سيدي بلعباس… 92 عاما من التاريخ والمجد في الكرة الجزائرية

احتفل عشاق فريق اتحاد سيدي بلعباس بالذكرى الـ92 لتأسيس ناديهم العريق، الذي يعد واحدًا من أقدم الأندية الجزائرية. فمنذ نشأته عام 1933، ظل النادي حاضرًا في الساحة الكروية، متجاوزًا تحديات الزمن ومحافظًا على هويته الرياضية والوطنية. تأسس فريق اتحاد بلعباس في 7 فبراير 1933، بفضل جهود مجموعة من الرجال الذين كان لهم دور محوري في بناء النادي، ومن بينهم عبد السلام مامي، الأخوة بن ديمراد، عبد الكريم شيالي، بكوش مختار، سالم علي، وعسولي مولاي.

أساطير صنعت تاريخ النادي

على مدار العقود الماضية، مرّ على اتحاد سيدي بلعباس العديد من الأسماء الكبيرة التي تركت بصمتها، سواء كلاعبين أو مدربين. من بين هؤلاء، العربي بن مبارك، الذي لعب في الفريق في منتصف الخمسينيات بعد تألقه مع أتلتيكو مدريد وأولمبيك مرسيليا، وساهم في وصول الفريق إلى نهائي كأس شمال إفريقيا، ما جعل النادي يحقق إشعاعًا كبيرًا خارج الجزائر. كما قاد الفريق العديد من المدربين المميزين، محليين وأجانب، ومن أبرزهم الفرنسي ربيبو، إلى جانب أسماء مثل بن مبارك، عزة، مشري، يعيش، بيرة عبد الكريم، الطاهر بن فرحات، عمراني، بن يلس، وسيدي يخلف. هؤلاء المدربون لعبوا دورًا هامًا في تطوير الفريق وتعزيز مكانته في الكرة الجزائرية.

رؤساء قادوا النادي عبر الأجيال

منذ تأسيسه، تعاقب على رئاسة اتحاد سيدي بلعباس العديد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في استمرارية النادي وتطويره. البداية كانت مع عسولي مولاي (1933-1936)، أحد مؤسسي الفريق، ثم خلفه بن ديمراد بلقاسم (1936-1948). لكن من بين أبرز الرؤساء الذين تركوا بصمة لا تُنسى، نجد المرحوم حساني عبد القادر، الذي شغل المنصب لمدة 27 سنة، وكان له دور كبير في بناء النادي وتعزيز مكانته. في فترات لاحقة، تداول على قيادة الفريق شخصيات مثل حساني مصطفى، بن سنادة الجيلالي، أوماطة عبد القادر، لخمس عبد القادر، لكارن بلعيد، بن عبور، شارف بوعزة، وجودال، بالإضافة إلى زوبير غالم، بن عيسى بغداد، وعمرون. كل واحد من هؤلاء ساهم بطريقته في الحفاظ على استقرار النادي، رغم التحديات المالية والإدارية.

إحتفالات الذكرى 92.. تجديد العهد مع الماضي

شهدت مدينة سيدي بلعباس احتفالات كبيرة بهذه المناسبة، حيث توافد المئات من المشجعين إلى شارع المقطع 2، حاملين الأعلام والشعارات التي تخلد تاريخ النادي. كان المشهد مليئًا بالحماس والفخر، إذ اجتمع الصغار والشباب وكبار السن، ليؤكدوا أن اتحاد بلعباس ليس مجرد فريق كرة قدم، بل رمزٌ تاريخيٌ يجمع أجيال المدينة تحت راية واحدة.

الإتحاد.. إرثٌ مستمر

92 سنة من التاريخ، مليئة بالإنجازات، الصعوبات، والانتصارات، جعلت من اتحاد بلعباس فريقًا استثنائيًا في الكرة الجزائرية. فمهما تبدلت الظروف وتغيرت الأسماء، يظل النادي إرثًا خالدًا يُلهم الأجيال، ويؤكد أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل تاريخٌ وهويةٌ وانتماءٌ.

عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى