براي محمد (رئيس إتحاد سيق للكرة الحديدة): “نسعى لتكوين جيل جديد من الأبطال”

يُعد نادي اتحاد سيق للكرة الحديدية أحد الأندية العريقة التي ساهمت في تطوير هذه الرياضة على المستوى الوطني، حيث كان منجمًا حقيقيًا لصناعة الأبطال وتكوين اللاعبين في اختصاصي اللعب القصير والطويل. النادي الذي تأسس منذ التسعينات، استمر في تحقيق النجاحات، ونظم العديد من البطولات الوطنية والجهوية وحتى الولائية، مما جعله من أبرز الفرق على الساحة الجزائرية وللحديث عن مسيرة النادي، طموحاته، وتطور الكرة الحديدية في الجزائر، براي محمد، رئيس نادي اتحاد سيق، والذي يُعد واحدًا من أقدم الممارسين لهذه الرياضة، حيث يملك خبرة تتجاوز 30 سنة، وشارك في العديد من التظاهرات الوطنية، يتطرق لواقع هذه الرياضة في هذا الحوار الذي خصنا به.

كيف تصف مسيرة نادي اتحاد سيق في الكرة الحديدية خلال السنوات الماضية؟

“إتحاد سيق لم يكن مجرد نادٍ عادي، بل هو مدرسة صنعت العديد من الأبطال الذين رفعوا راية الجزائر في المنافسات الوطنية والدولية. منذ تأسيسه، كان هدفنا تكوين لاعبين في اختصاصي اللعب القصير والطويل، واستطعنا أن نبرز أسماءً لامعة، على غرار البطل محمد بن سليم، المتوج في الألعاب الإسلامية والعربية، وكذلك شريف بوحراك، الذي أصبح اليوم رئيس الاتحادية الجزائرية للكرة الحديدية. هذه الإنجازات لم تأتِ صدفة، بل هي ثمرة سنوات من العمل والالتزام.”

النادي يضم اليوم لاعبين من مختلف الفئات العمرية، من الشيوخ إلى البراعم. كيف يتم التكوين داخل الفريق؟

“نحن نؤمن بأن النجاح يبدأ من القاعدة، لذلك نعمل على استقطاب اللاعبين من كل الفئات العمرية. اليوم، يضم نادينا لاعبين من مختلف الأعمار، حيث نجد المخضرمين الذين مارسوا الكرة الحديدية لعقود، وكذلك الشباب الذين يطمحون لتطوير مستواهم، وحتى البراعم الذين نعمل على تكوينهم ليكونوا نجوم المستقبل. نحن نركز على التكوين الصحيح، سواء من ناحية الجانب الفني، التكتيكي، أو حتى الذهني، لأن هذه الرياضة تتطلب تركيزًا كبيرًا ودقة عالية.”

كيف ترى تطور الكرة الحديدية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة؟

“الكرة الحديدية أصبحت تحظى بشعبية متزايدة في الجزائر، وهذا دليل على أن الرياضة في تطور مستمر. في السابق، كانت تمارس بشكل محدود، لكن اليوم نشهد إقبالًا كبيرًا من الشباب على هذه اللعبة، سواء في البطولات المحلية أو الوطنية. التنظيم الجيد للبطولات، ووجود أندية قوية مثل اتحاد سيق، ساهم في هذا التطور. لكننا نؤمن بأن الطريق ما زال طويلًا، وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتطوير الرياضة أكثر، خصوصًا من حيث البنية التحتية، التكوين، وزيادة عدد البطولات الاحترافية.”

ما هي أبرز التحديات التي تواجه الأندية الجزائرية في الكرة الحديدية؟

“أكبر تحدٍ هو الاستمرارية. نحن بحاجة إلى دعم مستمر، ليس فقط على مستوى التجهيزات والمرافق، بل أيضًا في توفير المنافسات التي تساعد اللاعبين على الاحتكاك بمستويات أعلى. كذلك، يجب التركيز أكثر على التكوين القاعدي، لأن أي رياضة لا يمكن أن تتطور إلا بوجود قاعدة صلبة من اللاعبين الشباب. كما أن الكرة الحديدية تحتاج إلى ترويج أكبر بين الأوساط الرياضية والشبابية حتى تأخذ المكانة التي تستحقها.”

 نادي اتحاد سيق معروف بتنظيم البطولات الوطنية والجهوية، ما هي أبرز البرامج التي تحضرون لها؟

“نحن نعمل حاليًا على تنظيم العديد من الدورات، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني. كما أننا نحضر لسهرات رمضانية خاصة لعشاق الكرة الحديدية، حيث ستكون فرصة للاعبين من مختلف المستويات للتنافس في أجواء رياضية وترفيهية. هذه التظاهرات لا تهدف فقط للمنافسة، بل أيضًا لنشر ثقافة هذه الرياضة وتشجيع الشباب على ممارستها.”

ما هي طموحاتكم المستقبلية على مستوى النادي؟

“نطمح إلى أن يكون اتحاد سيق المرجع الأول في الجزائر للكرة الحديدية، سواء من حيث التكوين أو النتائج. هدفنا ليس فقط تحقيق الألقاب، بل أيضًا تكوين جيل جديد من الأبطال القادرين على تمثيل الجزائر دوليًا. كما أننا نعمل على تحسين منشآتنا وتطوير مستوى اللاعبين من خلال برامج تكوينية متقدمة، لأننا نؤمن بأن مستقبل الكرة الحديدية في الجزائر سيكون مشرقًا إذا واصلنا العمل بجدية.”

ما هي رسالتك لمحبي الكرة الحديدية والجيل الجديد من اللاعبين؟

“رسالتي واضحة: هذه الرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي شغف، انضباط، وتركيز. كل لاعب شاب يجب أن يؤمن بقدراته ويعمل بجدية لتطوير مستواه. اتحاد سيق وكل الأندية الجزائرية بحاجة إلى دعم المواهب الشابة، لأنهم هم مستقبل الكرة الحديدية في بلادنا. وأقول للجميع، إن كنتم تبحثون عن رياضة تجمع بين الدقة، التركيز، والتنافس الشريف، فالكرة الحديدية هي الخيار الأمثل لكم.”

حاوره: نبيل شيخي