مخلوفي عبد الحليم (مدير وحدة مركب الشهيد أحمد زبانة): “لابد من إتباع نظام غذائي خاص خلال شهر رمضان”

يعد مخلوفي عبد الحليم واحدًا من الكفاءات الرياضية المتميزة في الجزائر، حيث يشغل منصب رئيس وحدة ملعب الشهيد أحمد زبانة، إلى جانب كونه محضرًا بدنيًا، محلل فيديو، ومربي كرة قدم. بخبرته الواسعة في التدريب، شارك في تطوير العديد من المواهب في مختلف الفئات السنية، كما عمل مع أندية بارزة على مستوى الوطن.
في البداية، ونود أن تقدم لنا لمحة عن مسيرتك المهنية؟
“بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر جريدة بولا على هذه الالتفاتة. أنا مخلوفي عبد الحليم، إطار في مديرية الشباب والرياضة لولاية وهران، ورئيس وحدة ملعب الشهيد أحمد زبانة. حاصل على شهادة مربي درجة ثانية اختصاص كرة القدم، وأكمل حاليًا تكويني في درجة ثالثة، كما أنني محضر بدني من جامعة فرنسية، ومحلل فيديو من مدرسة إيطالية. بدأت مسيرتي كلاعب في عدة أندية، أبرزها أولمبيك مدريسة، اتحاد وهران، وجمعية بوصفر، ثم انتقلت إلى مجال التدريب، حيث عملت مع الفئات السنية لشباب عين الترك وأولمبيك مدريسة، كما كنت مساعد مدرب أكابر أولمبيك مدريسة، ومحضر بدني لعدة فرق، مثل جيل بن داود، KDO، وجمعية راديوز، بالإضافة إلى عملي الحالي مع أولمبيك مرسى الحجاج.”
كيف تؤثر فترة الصيام على تدريبات اللاعبين؟
“الصيام يؤثر على الجسم من ناحيتين: الأولى، أن اللاعب قد يفقد بعض الكتلة العضلية إذا لم يحصل على ما يكفي من البروتين والسعرات الحرارية خلال فترة الإفطار، والثانية، أن الصيام يساعد في تقليل نسبة الدهون في الجسم، مما قد يكون مفيدًا للرياضيين الذين يسعون لتحسين لياقتهم البدنية. كما أن الصيام يساهم في تحسين نسبة السكر والكوليسترول وضغط الدم، مما يعزز الصحة العامة. لكن بالمقابل، يجب الحذر من فقدان السوائل والإرهاق الناتج عن عدم تناول غذاء متوازن.”
كيف يتم تكييف البرنامج التدريبي خلال شهر رمضان؟
“هناك ثلاثة عوامل رئيسية يجب مراعاتها عند وضع برنامج تدريبي خلال الشهر الفضيل: توقيت الحصة التدريبية: يفضل أن تكون قبل الإفطار بساعتين وألا تتعدى مدتها ساعة ونصف، مع تقليل الشدة البدنية. أما إذا كانت بعد الإفطار في السهرة، فيمكن زيادة مدة وشدة التمارين لأن الجسم يكون في حالة طاقة أفضل. كثافة التمارين: يجب أن تكون منخفضة خلال النهار لتجنب الإرهاق والجفاف، بينما يمكن زيادتها تدريجيًا بعد الإفطار. الاسترجاع والتغذية: من الضروري شرب كميات كافية من الماء، وتناول وجبات غنية بالبروتينات والكربوهيدرات الصحية لتعويض ما فقده الجسم خلال اليوم.”
كيف يمكن تحقيق التوازن بين الدراسة وممارسة كرة القدم؟
“التوازن بين الدراسة وكرة القدم يتطلب تنظيم الوقت وترتيب الأولويات. من الضروري تعليم الطفل أو اللاعب الشاب كيفية تقسيم يومه بين الدراسة والتمارين، بحيث يكون هناك وقت مخصص لكل جانب. أحيانًا، قد يضطر اللاعب إلى التضحية ببعض الحصص التدريبية من أجل الامتحانات، وهذا أمر طبيعي، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب مستواه الرياضي. أيضًا، يجب أن تكون كرة القدم وسيلة للتحفيز وليست عبئًا إضافيًا، بحيث يكون لدى اللاعب هدف واضح، مثل تحقيق بطولة أو اللعب على مستوى أعلى، مما يدفعه إلى تنظيم وقته بشكل فعال.”
ما أهمية التحضير الذهني في الأداء الرياضي؟
مخلوفي عبد الحليم: “التحضير الذهني عامل أساسي في نجاح أي لاعب، فهو يساعد في الوصول إلى ما يسمى بـ”الفورمة الرياضية”، أي الحالة المثالية للأداء خلال المنافسات. اللاعب الذي يتمتع بعقلية قوية قادر على التعامل مع الضغوطات البدنية والنفسية، مما يجعله أكثر قدرة على تقديم أداء مميز في المباريات. التحضير الذهني يشمل التركيز، التحكم في الأعصاب، وتحفيز الذات، وهذه عوامل تساعد اللاعب على تقديم أفضل ما لديه داخل الملعب.”
ما هي نصائحك للاعبين للحفاظ على مستواهم خلال شهر رمضان؟
“يجب على اللاعبين اتباع نظام غذائي وتدريبي متوازن، ومن أهم النصائح التي أقدمها: شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترتي الإفطار والسحور، لأن الجفاف يؤثر على الأداء البدني. تجنب المأكولات الدهنية خلال السحور لأنها تسبب الخمول. التقليل من السكريات، لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى انخفاض حاد في الطاقة خلال اليوم. اتباع برنامج تدريبي مناسب يحافظ على اللياقة البدنية دون استنزاف الطاقة.”
ما هو دور المدرب في تطوير اللاعبين وتحقيق النجاح؟
“المدرب هو حجر الأساس في أي فريق. نجاح التدريب يعتمد على كفاءة المدرب في تحضير المادة التدريبية وعرضها بطريقة فعالة. التدريب ليس مجرد تمارين جسدية، بل هو عملية تعليمية وتطويرية شاملة تشمل الجانب البدني، التكتيكي، والذهني. المدرب الناجح هو الذي يستطيع تحفيز اللاعبين، تطوير مهاراتهم، وإعدادهم للمنافسات. الطموح لا يتوقف عند تحقيق النتائج، بل في تكوين لاعبين قادرين على النجاح على المدى البعيد.”
كلمة أخيرة؟
“أريد أن أؤكد على أن العمل القاعدي والتكوين هما مفتاح النجاح في كرة القدم، وأدعو جميع المسؤولين إلى الاستثمار في هذا المجال. كما أنصح جميع اللاعبين بعدم التوقف عن التدريبات خلال شهر رمضان، والالتزام ببرنامج غذائي ورياضي متوازن. أخيرًا، أشكر جريدة بولا على هذه الفرصة، وأتمنى التوفيق لكل الرياضيين في مشوارهم.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي