جمال بلعزيز (لاعب سريع المحمدية): “فخور بمساهمتي في تحقيق الصعود رفقة الصام”

صنع سريع المحمدية موسماً استثنائياً بكل المقاييس، توّجه بالصعود المستحق إلى بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة، قبل جولات من إسدال الستار عن المنافسة، فريق “الصام” لم يكتفِ بتحقيق الهدف الرياضي، بل قدّم عروضاً قوية و استقراراً فنياً و ذهنياً، ما جعله أحد أفضل الفرق في قسمه هذا الموسم، و وسط هذا الإنجاز الجماعي برز اسم الظهير الأيسر جمال بلعزيز خريج مدرسة سريع غليزان الذي قدّم مستوى مميزاً على مدار الموسم و كان أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الطاقم الفني، و في هذا الحوار يفتح قلبه لجريدة “بولا” للحديث عن تجربته مع الفريق، أسباب النجاح، و طموحاته المستقبلية.
“كنا الأفضل منذ البداية و الصعود كان ثمرة عمل جماعي”
عبّر بلعزيز في بداية حديثه عن فخره الشديد بالانتماء لهذا الفريق قائلاً: “بصراحة، منذ أول حصة تدريبية شعرت أن المجموعة تملك شيئاً خاصاً، روح قتالية و رغبة حقيقية في تحقيق شيء كبير لم يكن الصعود هدفاً فقط بل كان التزاماً قطعناه على أنفسنا كلاعبين و إدارة و طاقم فني و الحمد لله أننا وفّينا به” و أضاف: “واجهنا منافسة قوية من فرق محترمة، لكننا كنا أكثر ثباتاً، سواء داخل الديار أو خارجها و لم نكن نبحث عن الأعذار بل كنا نلعب كل مباراة كأنها نهائي و نتعامل مع كل الخصوم بنفس الجدية، وهذا ما ساعدنا على حسم الأمور مبكراً.”
“الأجواء العائلية داخل الفريق سهلت مهمتي كثيراً”
وعن اندماجه مع المجموعة قال ابن غليزان: “صحيح أنني التحقت بالفريق هذا الموسم، لكنني لم أحتج لوقت طويل كي أشعر بالراحة، هناك تناغم كبير بين اللاعبين و انسجام لا يُشترى ولا يُصنع بسهولة، هذه الأجواء العائلية جعلتني أقدم أفضل ما عندي و ألعب بحرية و مسؤولية في آن واحد” و أضاف: “في بعض الفرق تجد منافسة غير صحية بين اللاعبين، لكن هنا الأمر مختلف تماماً، كل لاعب يشجع زميله و يحفزه، سواء كان في التشكيلة الأساسية أو في الاحتياط و هذه الثقافة الإيجابية كانت أحد أسرار نجاحنا.”
“عوامل النجاح كانت مكتملة”
و أثنى جمال بلعزيز على العمل الكبير الذي قامت به إدارة سريع المحمدية بقيادة الرئيس بوصوار مومن، قائلاً: “رغم الإمكانيات المحدودة، إلا أن الإدارة لم تبخل علينا بشيء و وفّرت كل الظروف الممكنة من أجل تحقيق موسم ناجح، و تعاملت معنا باحترافية و احترام منذ البداية و هذا منحنا الاستقرار الذهني اللازم”، كما تحدث عن الدور المحوري الذي لعبته الجماهير قائلاً: “أنصار الصام كانوا اللاعب رقم 12 بحق ،ففي كل تنقلاتنا نجدهم في الموعد يهتفون و يشجعون بكل حب كما أن دعمهم كان دافعاً معنوياً كبيراً خاصة في اللحظات الصعبة و نحن ممتنون لهم كثيراً.”
“هذا الموسم كان إنطلاقة جديدة بالنسبة لي”
و عن مستواه الشخصي قال الظهير الأيسر جمال بلعزيز: “كنت بحاجة لموسم مثل هذا، بعد فترة ابتعدت فيها نوعاً ما عن الأضواء، أردت أن أعود بقوة و أثبت أنني لا زلت أملك ما أقدمه، المدرب آمن بقدراتي و زملائي منحوني الثقة و هو ما ساعدني على تقديم أداء مستقر طوال الموسم”و عن مستقبله، أوضح: “حالياً تركيزي منصب على إنهاء الموسم بشكل جيد، أما بخصوص بقائي من عدمه، فالحديث سيكون بعد نهاية البطولة، لدي طموحات كبيرة و سأدرس كل العروض التي قد تأتيني، لكنني لا أنكر أنني ارتحت كثيراً في سريع المحمدية.”
“التفكير في المستقبل بدأ من الآن”
لم يُخفِ بلعزيز رغبة الفريق في مواصلة البناء و الانطلاق نحو أهداف أكبر حين قال: “تحقيق الصعود ليس نهاية المطاف، بل بالعكس هو بداية لمسيرة جديدة تحتاج تحضيراً مختلفاً، الموسم المقبل سيكون أكثر تعقيداً و الجهوي الأول يضم فرقا متمرسة لكن إذا حافظنا على نفس الروح يمكننا أن نكون رقماً صعباً فيه” و أضاف: “أعتقد أن سريع المحمدية يملك قاعدة جماهيرية رائعة وتاريخاً محترماً، و مكانته الحقيقية أكبر من الجهوي الأول لذلك علينا أن نواصل العمل و أن نطمح لما هو أعلى ولم لا التفكير في صعود جديد مستقبلاً.”
“في كرة القدم لا مكان للتهاون”
واختتم بلعزيز حديثه برسالة للاعبين الشبان، قائلاً: “الموهبة شيء جميل، لكنها لا تكفي رأيت كثيراً من المواهب تندثر بسبب غياب الالتزام، كرة القدم اليوم أصبحت تتطلب تضحية، عمل يومي، و نمط حياة منضبط. أنا شخصياً أؤمن بالتطور المستمر، و أسعى كل يوم لأكون أفضل من اليوم الذي قبله” و ختم بالقول: “أتمنى أن أواصل هذا النسق التصاعدي، وأن أساهم في رفع اسم الصام عالياً مستقبلاً، سواء بقيت مع الفريق أو غادرت سأبقى فخوراً بما قدمته هذا الموسم و بالذكريات التي عشتها هنا.”
حاوره: نور الدين عطية